• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أنور الداود النبراوي / مقالات


علامة باركود

مع الكبير

أنور الداود النبراوي


تاريخ الإضافة: 17/10/2012 ميلادي - 1/12/1433 هجري

الزيارات: 11980

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مع الكبير


الله هو الكَبير المتكبِّر ذو الكبرياء، ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد: 9]، الكبير الذي ذلَّت لكبريائه الكائناتُ، وسجَدت لعلوِّه المخلوقات، مَن تكبَّر قصَم الله ظهره، ومَن تعاظَم خفَض الله قَدره وذِكرَه؛ ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62].


وكل شيء بالنسبة للكَبير مهما عَظُم فهو صغير؛ ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾ [الزمر: 67]، والله هو الكبير في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، والذي مِن عظمته وكبريائه أن الأرض قبضته يوم القيامة، والسموات مطوياتٌ بيمينه، ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].


ومِن كبريائه أن كرسيَّه وَسِع السمواتِ والأرض، ومِن عظمتِه وكبريائه أن نواصي العباد بيدِه، فلا يتصرَّفون إلا بمشيئتِه، ولا يتحرَّكون ولا يَسكنون إلا بإرادته، كل شيء تحت قهرِه وسلطانه وعظمته، ﴿ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴾ [غافر: 12].


لا إله إلا هو، ولا ربَّ سواه، تعالى وتقدَّس وتنزَّه عما يقول الظالِمون علوًّا كبيرًا، هو الكبير المتكبِّر عن السوء والنقص والعيوب، المتنزِّه عن الظلم والجور، ذو الكبرياء على العالَمين ﴿ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الجاثية: 37].


كل شيء غير الله يتبدَّل، وكل شيء غيره يتحوَّل، كل شيء غير الله تلحقه الزيادة والنقصان، وتتعاوَره القوة والضَّعف، والازدِهار والذبول، والإقبال والإدبار، كل شيء غير الله يوجَد بعد أن لم يكن، ويَزول بعد أن يكون، وهو وحده - سبحانه - الدائم الباقي الذي لا يتغيَّر ولا يتبدَّل، ولا يَحول ولا يَزول.


وإذا عَلم العبد أن الله هو الكبير والمتكبِّر وحده، علم أنه لا يجوز لغير الله أن يتَّصف بصفة الكِبر، فلا يتكبر على أحد مِن إخوانه المسلمين؛ يقول الله - عز وجل - في الحديث القدسي: ((الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، مَن نازَعني واحدًا منهما أدخلته النار))، وقد أعلَمنا الله في كتابه أن مَثوى المتكبِّرين النار؛ ﴿ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 60] فبئس المثوى مَثواهم، وبئس المصير مصيرُهم، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ ﴾ [غافر: 56]، فالكِبر والجبَروت والقهر تُفسِد نفوس العباد وتُدسِّيها، فيَزول عن هؤلاء الصلاحُ والعدل والخير والمعروف؛ ولذلك فإن الله يطبَع على قلوب الجبَّارين، فيُغشِّيها الران؛ ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35]، أما الله، فإنه مع جبروته وكبريائه وقهرِه، متَّصفٌ بالرحمة والعدل والعفْو والغفران، وصحَّ أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يمجِّد ربه في ركوعه في الصلاة قائلاً: ((سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة))، وقد أمَرنا الله بالتكبير فقال: ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾ [المدثر: 3]، وجاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُريد السفر فقال: أوصني، قال: ((عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرَف)).


وتكبير الله يكون بالقلب واللسان؛ فأما تكبيره بالقلوب، فتعظيمه بصفاته وأسمائه، بحيث تَستشعِر القلوب أن الله هو الكَبير المُتعال، عظيم الملكوت والسلطان، المُستحِق للتعظيم والإجلال، وأما تكبيره باللسان، فبقول: الله أكبر، والله أكبر كبيرًا.


والعبادات الصادِرة مِن أهل السموات والأرض كلُّها المقصود منها تكبيرُ الله وتعظيمه، وإجلاله وإكرامه، ولهذا كان التكبير شعيرةً مِن شعائر الله، وشعارًا للعبادات الكِبار؛ ففي كل يوم، وعند انبِلاج الفجر يَصدَح المسلمون بالتكبير في سماء الدنيا، ثم يتوالى رفع الأذان في الظهر والعصر والمغرب والعشاء.


يُنادون إلى الصلاة بالتكبير، ويَفتتِحون صلاتَهم بالتكبير، ويَنحرون ذبائحهم بالتكبير، ويذكرون الله بالتكبير، كما يُواجِهون الأعداء في الحروب بالتكبير، فالله أكبر لا تزال تُزلزِل قلوب الأعداء، وتُثبِّت قلوب المؤمنين؛ ولذا فإن أمة الإسلام أمة التكبير.


ومَن علم أن الله كَبير، وأن شأن اللهِ أكبرُ مِن كل شأن، هانَ أمامه كل أمر مِن أمور الدنيا، فلا يعود يخشى أحدًا إلا الله، فيُقدِّم رضوان الله على كل شيءٍ من أمور الدنيا، وإذا سمع نداء الصلاة (الله أكبر)، ترك أمور الدنيا جميعها واستجاب لنداء ربه، فإن شأن اللهِ أكبرُ، وطاعة الله مقدَّمة على كل شيء من أمور الدنيا، فالكلُّ صغير، والله أكبر، والكل حقير والله أجلُّ وأعظَم، فكبِّره تكبيرًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة