شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد

علامة باركود

يا أمتي (قصيدة)

يا أمتي (قصيدة)

أ. محمود مفلح

تاريخ الإضافة: 4/8/2022 ميلادي - 6/1/1444 هجري

الزيارات: 8042

يا أمتي

أقبلْتُ نحوَكِ لا أَعدو ولا أَثِبُ

فلا تلومنَّ من أَودى بهِ التَّعَبُ

أقبلْتُ أزرعُ في عينيكِ أغنيةً

فكيفَ تقتُلُها في مهدِها العرَبُ

ما ضِقْتُ بالشِّعْرِ يومًا غيرَ أنَّ يَدي

مغلولةٌ ويَراعي مَسَّهُ لهَبُ

لا أكتبُ الحرفَ إلا قالَ قائلُهُمْ

غدًا ستلْحَقُ من قالوا ومن كَتَبَوا

غيري يُضاجعُ ما شاءَتْ غرائزُهُ

وفي عروقي سيفُ الحقِّ يلتهِبُ

أقبلْتُ أُسْمعُهُمْ بالأمسِ قافيَتي

فهالني الأحمقَانِ الصَّمتُ والصَّخَبُ

يا أُمَّتي وأنا المقتولُ من ظَمَأٍ

وصِحْتُ إنَّ خيولَ الرُّومِ تقترِبُ

فما تحرَّكَ من أصنامِكُم صَنَمٌ

ولا توتَّرَ من أعصابِكُم عَصَبُ

وكانَ ما كانَ والأيامُ شاهدةٌ

وسوفَ يأتيكَ من أنبائِنا العَجَبُ

أرى الكتابةَ كالأفيونِ نَقْمَعُها

فلا يَليقُ بنا عِلْمٌ ولا أَدَبُ

الشِّعرُ أصبحَ منبوذًا نُطاردُهُ

كما نُطارِدُ مَسعورًا لهُ ذَنَبُ

ضاقُوا بهِ سُحُبًا حُبلى وعاصفةً

ورحبُوا فيه قطًّا زانَهُ الأَدَبُ

غيرٌ يعيشُ على كأسٍ وغانيةٍ

وفي ظلالِهِما تَسمو بهِ الرُّتَبُ

ما شدَّ أوتارَهُ إلا بليلِهِما

ولا ترنَّحَ إلا فيهما الطَّرَبُ

وفي يَراعي شَعْبٌ لو علمْتِ بهِ

يُقارِعُ الليلَ كي تحظى بهِ الشُّهُبُ

يكبو وينهضُ والأيامُ تُكْسِبُهُ

صقلًا ويتعبُ في مضمارِهِ التَّعَبُ

يُفجِّرُ الصخْرَ أنهارًا وأرغفةً

ويشربُ الطينَ والباقونَ ما شَرِبُوا

وفي يراعي آفاقٌ وأشرعةٌ

وفي يراعي موجُ الشوقِ يضطَرِبُ

وأستريحُ إلى جُرحي وأسندُهُ

كأنَّني وجِراحي الماءُ والعُشُبُ

أقبلْتُ بعدَ ليالي الصمتِ يا وطني

والصمتُ يُزْهِرُ في أحشائِهِ الغَضَبُ

الصمتُ صمْتانِ: صمتٌ ذُلَّ صاحبُهُ

وآخر مثلَ صمتِ البحرِ يرتقِبُ

ما قيمةُ الحرفِ إنْ شاعَ الجفافُ بهِ

فلا يلوحُ بهِ بَرْقٌ ولا سُحُبُ

* * *

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك