• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. محمد جبر الألفي / مقالات


علامة باركود

جهود الفقهاء في رعاية البيئة

جهود الفقهاء في رعاية البيئة
أ. د. محمد جبر الألفي


تاريخ الإضافة: 3/7/2014 ميلادي - 5/9/1435 هجري

الزيارات: 18264

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جهود الفقهاء في رعاية البيئة


يقول الغزالي في المستصفى:

"والفقه عبارة عن العلم والفهم، في أصل الوضع، يقال: فلان يفقه الخير والشر، أي يعلمه ويفهمه، ولكن صار - بعرف العلماء - عبارة عن العلم بالأحكام الشرعية الثابتة لأفعال المكلفين خاصة.. كالوجوب والحظر والإباحة والندب والكراهة، وكون العقد صحيحاً وفاسداً وباطلاً، وكون العبادة قضاء وأداء، وأمثاله"[1].

 

وعلم الفقه ينظم علاقة الإنسان بربه، وعلاقته بنفسه، وعلاقته بمن حوله وما حوله من الإنسان والحيوان والكون، فهو بهذا لصيق الصلة بعناصر البيئة.

 

وقد بدأ الفقهاء - في رعايتهم للبيئة - ببيان الأحكام الجزئية، ثم تطور علم الفقه بعد ذلك فأخذ في وضع القواعد والضوابط الكلية، وفي جميع مراحل تطوره كان يهتم بالتطبيق العملي في الفتوى والقضاء.

 

ولهذا نقسم هذا المطلب إلى فرعين: نخصص أولهما لبيان جهود الفقهاء في رعاية البيئة عن طريق الأحكام الجزئية. ونعرض في الفرع الثاني بعض القواعد والضوابط التي تنظم حماية البيئة.

 

الفرع الأول:

جهود الفقهاء في رعاية البيئة:

واجه الفقهاء مخاطر تلوث البيئة - التي ظهرت في أيامهم - بأحكام استنبطوها من مصادر التشريع الإسلامي، وهذه الأحكام يمكن أن نؤسس عليها ما جَدَّ في أيامنا من مخاطر بيئية، وما سوف يجدَّ منها.

 

1- فقد شاعت في كتب الفقه - من مختلف المذاهب - أحكام تحظر كل ما يؤدي إلى تلوث المياه، أو الإسراف في استعمالها [2].

 

2- وتعرض الفقهاء في مدوناتهم لأحكام تلويث الهواء والتصرف فيه، واعتبروا أن الهواء المطلق مشاع بين الناس جميعاً ولا يحق لأحد أن يتعدى عليه بالإفساد [3].

 

3- ودعا الفقهاء إلى المحافظة على طهارة الأرض ونظافتها، وإزالة الأذى عن الطرقات، ورعاية المنازل وملحقاتها، وحماية الأوعية والأسقية من كل ما يسبب تلوثها، والعناية بأماكن التجمع من الأدناس والروائح الكريهة [4].

 

4- واتفق أهل العلم على النهي عن إفناء أمة من الحيوانات، مما يؤدي إلى انقراض نوعها، وتحريم حبس الحيوان أو العبث به أو اتخاذه غرضاً، وبين الفقهاء أحكام تهجين الحيوان - مما يشبه الهندسة الوراثية - بالإنزاء المضر بالنوع، كما بينوا أحكام إضافة المواد المضرة إلى الغذاء الحيواني [5].

 

5- واهتم الفقهاء ببيان الأحكام المتعلقة بالنبات، من ضرورة الغرس، ورعاية أجناس النبات وتحسينها لطعام الإنسان والحيوان، وللزينة والجمال والبهجة وطيب الرائحة والعلاج الطبي.. وغير ذلك [6]. كما بينوا أحكام اتخاذ المحميات لحماية النبات والإفادة من أجناسه المختلفة، وحكم التعدي على الحمى [7]. ولم ينس الفقهاء أن يبينوا حكم اسـتعمال النجاسات في تغذية النبات أو إصلاحه أو التأثير في طبيعته [8]. ولهم كلام بديع في الحفاظ على توازن الحياة النباتية، ومنع الزراعة الضارة بالجسم أو بالعقل، وحظر قطع الأشجار والمزروعات لغير حاجة [9].



[1] الغزالي، المستصفى من علم الأصول، ط: بولاق (1322هـ): 1/4-5.

[2] ابن عابدين، حاشية رد المحتار: 1/343. الونشريسي، المعيار المعرب: 8/396، ابن حجر العسقلاني، فتح الباري: 11/180، ابن قدامة، المغني: 1/225.

[3] السرخسي، المبسوط: 20/159. القرافي، الفروق: 4/40. زكريا الأنصاري، أسنى المطالب: 2/220. البهوتي: كشاف القناع: 3/405.

[4] الكاساني، بدائع الصنائع: 1/89. الصاوي، بلغة السالك لأقرب المسالك: 1/82. النووي، المجموع: 2/611. ابن مفلح: الفروع: 1/238.

[5] الكاساني، بدائع الصنائع: 5/35. القرافي، الذخيرة: 13/287. الماوردي، الحاوي: 5/379. ابن قدامة، المغني: 6/356.

[6] الفتاوى الهندية: 6/392. ابن جزي، القوانين الفقهية: 1/223. حاشيتا قليوبي وعميرة: 3/93. المرداوي، الإنصاف: 4/291.

[7] الطحاوي، شرح معاني الآثار: 3/270. حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير: 4/75. الشافعي، الأم: 4/48-49. ابن قدامة، المغني: 8/167.

[8] ابن عابدين، رد المحتار: 6/341. القرافي، الذخيرة: 1/188. العز بن عبدالسلام، قواعد الأحكام: ص164. المرداوي، الإنصاف: 10/368.

[9] السرخسي، شرح السير الكبير: 1/43. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن: 3/18 مع 7/226. الماوردي، الأحكام السلطانية: ص76. البهوتي، كشاف القناع: 3/49.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة