الغسل ( من المرتع المشبع )

مواضع الطهارة .. الموضع السادس عشر

(الغُسل)

المرتع المشبع في مواضع من الروض المربع

قوله: (وموجبه خروج المني دفقاً بلذة لا بدونها من غير نائم ونحوه وإن انتقل المني ولم يخرج اغتسل له؛ لأن الماء قد باعد محله، فإن خرج بعده - أي: بعد غُسله - لم يُعِده؛ لأنه مني واحد فلا يوجب غسلين) [1].

قال في " الإفصاح ": " واختلفوا فيما إذا اغتسل الجنب ثم خرج منه مني بعد ذلك، فقال أبو حنيفة [2]: إن كان بعد البول فلا غسل عليه، وقبله فيه الغسل، وعن أحمد [3] رواية مثله.

وقال الشافعي [4]: يجب عليه الغسل على الإطلاق بانتقال المني، وعن مالك [5] وأحمد [6] مثله.

وقال مالك [7]: لا غسل عليه على الإطلاق، وعن أحمد [8] نحوه.

وأجمعوا [9] على أنه لا يجب الغسل بانتقال المني إلا أحمد [10]، فإنه أوجب الغسل بانتقاله " [11].

"وأجمعوا على أنه إذا نزل المني بشهوة وجب الغسل[12].

واختلفوا فيما إذا نزل من غير شهوة، فقال الشافعي[13]: يجب الغسل، وقال الباقون[14]: لا يجب" [15].

وقال البخاري: " باب: إذا احتلمت المرأة، وذكر حديث أم سلمة - أم المؤمنين - أنها قالت: جاءت أم سُليم - امرأة أبي طلحة - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غُسل إذا هي احتلمت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم، إذا رأت الماء " [16].

قال الحافظ: " قوله: (باب: إذا احتلمت المرأة) إنما قيده بالمرأة مع أن حكم الرجل كذلك؛ لموافقة صورة السؤال وللإشارة إلى الرد على من منع منه في حق المرأة دون الرجل.

قوله: (إذا رأت الماء) أي: المني بعد الاستيقاظ " [17].

وقال البخاري أيضا: " باب إذا التقى الختانان وذكر حديث أبي هريرة [22أ]، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا جلس بين شُعَبِها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل " [18].

قال الحافظ: " قوله: (ثم جهدها) يدل على أن الجَهد كناية عن معالجة الإيلاج.

ورواه البيهقي [19] مختصرا، ولفظه:" إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ".

ورواه مسلم [20] من حديث عائشة بلفظ: " ومسَّ الختانُ الختانَ "، والمراد بالمس والالتقاء: المحاذاة.

ويدل عليه رواية الترمذي بلفظ: " إذا جاوز "، وليس المراد بالمس حقيقته؛ لأنه لا يتصور عند غيبة الحشفة، ولو حصل المس قبل الإيلاج لم يجب الغسل بالإجماع [21] " [22] انتهى ملخصا.

" قال ابن دقيق العيد: والحكم عند جمهور الأمة على مقتضى هذا الحديث في وجوب الغسل بالتقاء الختانين من غير إنزال، وقد جاء في الحديث: " إنما كان الماء من الماء رُخصة في أول الإسلام، ثم نُسخ " ذكره الترمذي " [23] انتهى.

" وروى ابن أبي شيبة [24]، عن ابن عباس: أنه حمل حديث " الماء من الماء " على صورة مخصوصة، وهي ما يقع في المنام من رؤية الجماع " [25].

وروى الخمسة إلا النسائي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما؟ فقال: " يغتسل "، وعن الرجل يرى أن قد احتلم ولا يجد البلل؟ فقال " لا غسل عليه "، فقالت أم سُليم: المرأة ترى ذلك، عليها الغسل؟ قال: " نعم، إنما النساء شقائق الرجال " [26].

قال ابن رَسلان: أجمع المسلمون على وجوب الغسل على الرجل والمرأة بخروج المني [27] [22ب].