• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / درر منتقاه


علامة باركود

فوائد من قوله تعالى: {فلذلك فادع واستقم}

فوائد من قوله تعالى: {فلذلك فادع واستقم}
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 2/3/2023 ميلادي - 9/8/1444 هجري

الزيارات: 8239

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فوائد من قوله تعالى: ﴿ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ ﴾


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلاالله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فالفائدة الأولى: وجوب الدعوة إلى توحيد الله تعالى، لقوله تعالى: ﴿ فَلِذَلِكَ فَادْعُ ﴾، وتقديمُ المعمول يدلُّ على الاهتمام به.


الفائدة الثانية: أنه يجب على المرء أن يستقيم كما أُمر؛ فلا يحدث في دين الله ما ليس منه، لقوله: ﴿ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾.


الفائدة الثالثة: أنه يجوزُ توجيه الأمر لمن كان متصفًا به من قبلُ، من أجل الثبات عليه؛ كقوله: ﴿ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلماستقام كما أمر من حين ما أُرسلُ، بل من حين ما بُعث؛ لكن المراد بذلك الثبوت على هذا الشيء.


الفائدة الرابعة: أن النبي صلى الله عليه وسلمعبدٌ مأمورٌ، يُوجه إليه الأمر، وليس له من الأمر شيءٌ، كما قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آل عمران: 128]، وهنا قال: ﴿ كما أُمِرت ﴾ ولم يقُل: كما أردت.


الفائدة الخامسة: الردُّ على أولئك القوم الذين يدعون أن للنبي صلى الله عليه وسلمتصرفًا في الكون، وتدبيرًا له، ومن باب أولى، أن يكون فيها ردٌّ على القائلين بأنَّ من دون الرسول عليه الصلاة والسلام له تصرفٌ في الكون، كقول الرافضة وبعض الصوفية الذين يدعون أن من أئمتهم من يتصرفُ في الكون، وأولئك الصوفية يدعون أن من أقطابهم من يتصرفُ في الكون، فهؤلاء – لا شك – ضالون مشركون بالله تعالى.


الفائدة السادسة: النهيُ عن اتباع الهوى؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾.

فإنقالقائلٌ: هل اتباع الهوى محمودٌ أو مذمومٌ؟


فالجواب:

أما ما كان موافقًا للشريعة فهو محمودٌ، ولهذا رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال: «لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يكون هَوَاهُ تبعًا لما جِئْتُ بِهِ»[1]، وأما ما خالف الشريعة فإنه مذمومٌ.


الفائدة السابعة: تثبيتُ الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم؛لأن مثل هذه الأوامر والنواهي تؤيده وتثبته وتقويه.


الفائدة الثامنةُ: وجوب الإيمان بكل ما أنزل الله من كتاب، لقوله: ﴿ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ﴾ [الشورى: 15]، ولكن كيف يكون الإيمانُ بالكتب السابقة؟ الإيمان بالكتب السابقة يكون بالإيمان بأنها نازلةٌ من عند الله تعالى حقًّا، وأما اتباعها فإنه منسوخٌ بهذه الشريعة التي جاء بها محمدٌ صلى الله عليه وسلم.


فإنقالقائلٌ: وهل نؤمنُ بأن الكتب التي في أيدي النصارى واليهود الآن هي الكتبُ النازلةُ على أنبيائهم؟


فالجوابُ: لا؛ لأن الله تعالى ذكر أنهم حرفوها وأخفوا كثيرًا منها، فلذلك لا ثقةَ لنا بما عندهم من الكتب التي يزعمونها كُتُب الله.


الفائدة التاسعة: وجوب العدل؛ لقوله: ﴿ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ﴾ في كل معاملةٍ، بل حتى في مُعاملة الله تعالى فإن الواجب العدل، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلمعبد الله بن رواحة إلى اليهود في خيْبر من أجل مُقاسمتهم، جمعهم وقال لهم: إني أتيت من عند أحب الناس إليَّ، وإنكم لأبغضُ إليَّ من عدتكم من القردة والخنازير، وليس حُبي إياه وبغضي إياكم بمانعي من أن أقوم فيكم بالعدل، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض[2].


وقد ذكر العلماء رحمهم الله أنه لو اجتمع مسلمٌ وكافرٌ في خصومةٍ بين يدي القاضي، فإن الواجب عليه أن يعدل بينهما في الجلوس، وفي النظر، وفي الكلام؛ يعني: لا يتكلم للكافر بغلظةٍ وينظرُ إليه شذرًا، وإنما يعامله كما يعامل المسلم، لأن العدل واجبٌ، ولا يجوز في مقام الحكم أن نفرق بين فلانٍ وفلانٍ، ولهذا قال: ﴿ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ﴾.


الفائدة العاشرة: إعلانُ ما به الإلزام للخصم، لقوله:﴿ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ﴾، يعني: وإذا كان ربنا وربكم فالواجب أن ننقاد جميعًا لأوامره.


فإنقالقائلٌ: وهل الله تعالى ربٌّ للكافرين؟


فالجوابُ: نعم، رب كل شيءٍ، لكن لا يُضاف إليه فيقال: رب الكافرين كذا، اللَّهم إلا في مقام الاحتجاج، لأنه وإن كان الله تعالى خالق كل شيءٍ، ورب كل شيءٍ، لكن لا ينبغي أن تضاف ربوبيته وخلقه إلى أقبح خلقه، كما أننا نعلم أنه چ رب الكلاب، ورب الخنازير، ورب القردة، وما أشبه ذلك، لكن لا نقول: رب القردة، ورب الكلاب، وما أشبه ذلك، وهذه نقطةٌ قد لا يتفطن لها بعض الناس، وهو الأدب في التعبير.


ويُذكر أن أحد الملوك رأى في المنام أن أسنانه ساقطةٌ، فدعا مُعبرًا يعبرُ الرؤيا، فعبرها هذا العابرُ أن حاشيته تموت وأهله؛ لأن الإنسان بأسنانه يتغذى ويحفظُ حياته، فأمر بسجنه. ثم إنه دعا عابرًا آخر فقال له: إنك أطولهم عُمرًا، فأكرمه وارتاح لقوله، والمعنى واحدٌ، لأنه إذا مات أهله قبله صار أطولهم عمرًا، لكن التعبير يختلف هنا ﴿ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ﴾ أضاف ربوبيته تعالى إلى الكافرين، لكن في مقام الاحتجاج، ثم إنه يسهل الأمر، أنه قال: ﴿ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ﴾ لإفادة العموم.


الفائدة الحادية عشرة: أن الله سبحانه وتعالى سوف يجمع بين الناس يوم القيامة ويحكم بينهم، فيما كانوا فيه يختلفون، لقوله:﴿ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ﴾.


الفائدة الثانية عشرة: أن المرجع إلى الله خاصة، لقوله:﴿ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ لكن في أي شيء؟ هل معناه إليه المصير يوم الحساب، أو إليه المصيرُ في كل شيءٍ؟


الجوابالثاني: إليه المصير في كل شيءٍ، إن أردنا الحكم الشرعي فالمصيرُ إلى الله، أو الحكم القدري فالمصير إلى الله، أو الحكم في الدنيا فالمصير إلى الله، أو الحكم في الآخرة فالمصير إلى الله، فكل شيءٍ فإن مصيره إلى الله سبحانه وتعالى.


يتفرعُ على هذه القاعدة أن الإنسان لا يرجو، ولا يخافُ، ولا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يستعين إلا به[3].


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] أخرجه ابن أبي عاصم في السنة رقم (15)، وابن بطة في الإبانة رقم (279)، والبغوي في شرح السنة (1/ 212- 213)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وضعفه الحافظ ابن رجب كما في جامع العلوم والحكم (ص460).

[2] أخرجه ابن حبان رقم (5199)، وأحمد في مسنده (23/ 210) برقم (1495)، وقال محققوه: إسناده قوي على شرط مسلم.

[3] تفسير سورة الشورى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (ص154 - 158).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة