• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. أحمد الخاني / مقالات


علامة باركود

الاتجاه الروحي والعقلي والمادي في دراسة السعادة

الاتجاه الروحي والعقلي والمادي في دراسة السعادة
د. أحمد الخاني


تاريخ الإضافة: 8/2/2016 ميلادي - 28/4/1437 هجري

الزيارات: 18739

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاتجاه الروحي والعقلي والمادي في دراسة السعادة


إذا ألقينا نظرة عامة على الاتجاهات الفلسفية المختلفة فيما يتصل بغاية الأخلاق وجدنا فيها اتجاهين اثنين:

الأول يرى أن للأخلاق غاية.

والثاني لا يرى للأخلاق غاية.

 

وإذا كان للأخلاق غاية بناء على رأي الاتجاه الأول، فما هذه الغاية؟. هم يقولون: إن الغاية من الأخلاق السعادة. ولكن، ما حقيقة السعادة؟.

 

لقد اختلف الدارسون في تحديد السعادة من حيث ماهيتها، والطريق المؤدي إليها، وسنقتصر القول على الاتجاهات الآتية:

أ- الاتجاه الروحي:

يرى هذا الاتجاه أن الروح حقيقة الإنسان وجوهره، وأما الجسم؛ فما هو إلا أداة تستعملها الروح، ولهذا فحقيقة سعادة الإنسان سعادته الروحية، وهي لا تتم إلا بالاهتمام بها وتحقيق متطلباتها وتطهيرها وتزكيتها من العلائق المادية والنوازع الشريرة ولذلك تصبح مالكة الجسم تسيره حسب مشيئتها وتتحرر من قيود الجسم وأغلاله ومتطلباته، ولذلك لا ينبغي الاهتمام بالجسم؛ لان الاهتمام به يقوي النوازع المادية فتتسلط المادة على الروح.

 

ومن جهة أخرى، فإن الروح هي الحقيقة الباقية بعد فناء الجسد، فالاهتمام بها يعد اهتماماً بالسعادة الحقيقية الدائمة في عالم الخلود.

 

وهناك اتجاه روحي آخر في فلسفة الهنود البراهمة وخاصة البوذية التي تطورت من البراهمة على يد واحد من زهادهم، ترى هذه الفلسفة؛ أن السعادة الكاملة تتم عن طريق التخلص من هذه الحياة التي هي مصدر الآلام والأحزان والشقاء والكآبة والتعاسة، والانتقال إلى عالم الإله، أو إفناء الذات في الله أو الالتحاق بعالم النرفانا، والسبيل إليه هو محاربة الأهواء والرغبات المادية وترك اللذائذ والمتع الدنيوية وتجنب الرذائل والآثام والقبائح مثل الكذب وشهادة الزور والزنى وإراقة الدماء وقتل البقر بصفة خاصة ثم التحلي بالفضائل مثل الجود والعفة والاستقامة والطهارة والصدق وعبادة الله.

 

وإن الانتقال من دار الشقاء إلى دار السعادة يتم عن طريق التناسخ وهو من أهم مبادئ هذه الفلسفة.

 

ب - الاتجاه العقلي:

ويرى هذا الاتجاه أن السعادة هي الشعور الغالب بالسرور الدائم في جميع الظروف، وهذا الشعور يأتي نتيجة إخضاع السلوك لحكم العقل واتباع قوانينه والتمسك بالفضائل التي يأمر بها، وقد ذهب إلى هذا الاتجاه أرسطو والرواقيون في العصور القديمة، وديكارت وكانت في العصر الحديث.

 

فالسعادة الحقيقية عند أرسطو تحصل نتيجة الحصول على جميع الخيرات الداخلية والخارجية، وهي الخيرات التامة، فهو بذلك يجمع بين الخيرات الخارجية الحسية من المال والنعم الأخرى، والخيرات الداخلية النفسية من الحكمة والمعرفة والفضيلة، وهو يفضل الخيرات العقلية والنفسية على الخيرات الخارجية؛ أي أنه يرجح الخيرات المعنوية على الخيرات المادية.

 

وقد تبنى أحمد بن مسكويه رأي أرسطو في السعادة، كما ذهب الفارابي إلى مذهب قريب من هذا الاتجاه إذ عرف السعادة بأنها (اتحاد عقل الإنسان مع العقل الفعال) ويكون ذلك عن طريق التحلي بالفضائل الأخلاقية والابتعاد عن الشرور والرذائل.

 

ج- الاتجاه المادي:

يرى أصحاب هذا الاتجاه أن السعادة هي التي يشعر بها الإنسان نتيجة إشباع دوافعه الطبيعية وغرائزه الحسية.

 

وقد تطور هذا الاتجاه وأخذ صوراً مختلفة على هيئة مذاهب خاصة؛ منها مذهب القورينائية أتباع (أرستبوس) تلميذ سقراط، وقد فسروا السعادة التي نشدها سقراط باللذة الحسية واهتموا باللذات العاجلة بدلاً من الآجلة، ونشدوا إشباع الدوافع في حينها ن وأوصوا بعدم تأخيرها لأنه يؤدي إلى الشعور بالحرمان والكآبة، وهذا شقاء نفسي ولهذا يجب المسارعة في طلب اللذات، ولا حياء ولا خجل في طلب اللذات في أي صورة كانت.

 

ومنها مذهب الأبيقورية أتباع أبيقور، ومنها مذهب المنفعة التطوري الذي يمثله هربرت سبنسر، ولسلي ستيفن، ويرى هذا المذهب؛ أن الحياة السعيدة تكون في التوفيق بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع.

 

ثانياً:

اتجاه الإسلام في غاية الأخلاق:

إن حقيقة السعادة في هذه الحياة هي الشعور والإحساس الدائم للمرء بالبهجة والطمأنينة نتيجة إحساسه بثلاثة أمور:

بخيرية الذات.

وخيرية الحياة

وخيرية المصير.

 

ولتحيق العنصر الأول وهو الإحساس بخيرية الذات، لا بد من صحة العقيدة وصحة العقل وصحة النفس.

 

والعنصر الثاني يتوقف تحقيقه على العنصر الأول، فلكي يتحقق الشعور بخيرية الحياة، لا بد من الشعور بخيرية الذات والسلامة من الأمراض.

 

وأما العنصر الثالث فإن تحقيقه يتوقف على تحقيق العنصرين السابقين).[1]

 


[1] علم الاخلاق الإسلامية أ.د. مقداد يلجن ط2 ص58.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة