• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. أحمد الخاني / في مصايف المملكة


علامة باركود

في وادي آل عامر - أبها

في وادي آل عامر - أبها
د. أحمد الخاني


تاريخ الإضافة: 7/2/2013 ميلادي - 26/3/1434 هجري

الزيارات: 10860

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في وادي آل عامر - أبها


في أثناء صياغتي ملحمة بدر، كنت كل سنة أمضي المصيف في أبها، سكنت في بيت على أهداب المدينة، وكنت أستطلع مرابع الغابات حولها، إلى أن دفعتني الأقدار إلى (الواديين).

 

سرت بسيارتي بعد صلاة الفجر، والبكور في الكون هدية الله تعالى إلى النفوس يهبها الصفاء والعافية.

 

وفي البكور يتجلى جمال الله تعالى على الكون، فيغدو الوجود أروع ما يكون.

 

كانت السيارة تسير مطمئنة، تتهادى في سيرها الهوينى، وكأنها أحسَّت معي بروعة الكون في هذا الصباح.

 

وكان الطريق ترابيًّا رمليًّا، والسيارة تسير بين الأشجار على جانبي الطريق، وكأنني في تركيا، في "يلوا" في طريقي إلى مصيف كوخ شدرة، والسيارة تسير والكون يصحو، والغابة تتنفس متفجرة بالحيوية والحياة، فالبلبل يسلم عليك مرحبًا بك ضيفًا عزيزًا على غابته، والأزهار تبثك رسائل حبٍّ لم تصغها قصائد شاعر.

 

والسيارة تسير، فقال لي ولدي اليمان: يا أبي، انتبه للطريق، وكنت كالحاضر الغائب، وتوقفت السيارة.

 

نفضت رأسي، وكأني كنت في غيبوبة، أو كأنني أستيقظ من حلم حاوَلت التلطف مع سيارتي متقدمًا قليلاً، فأبَت عليّ ذلك، وأعدت المحاولة، فرأيتها تُصر على موقفها، غيرت الاتجاه لأخدعها؛ لأُشعرها أنني أَهُمُّ بالعودة، مراعاة لمشاعرها؛ إذ لم يُعجبها الطريق، وحاولت أن أرجع إلى الخلف، فكانت تخدعني بأن جعلت عجلتها تدور، ولكن في المكان نفسه، كأنها تلقت أمرًا (مكانك سر)، أيتها العجلة، لماذا تضحكين على ذقني وتُوهمينني بالمسير، كفاك لفًّا ودورانًا.

 

نزلت من السيارة، ونزلت عائلتي، أشرت إليهم أن يمدوا البساط، ويأخذوا صبوحهم في هذا المكان، فكان اليمان مع أخواته الصغيرات يلاحقون الفراشات، ويقطفون من الأزهار.

 

أما أنا، فقد شمَّرت عن ساعد الجد، وبدأت العمل، أحفر الرمال بيدي حول العجلة، وحاولت بالسيارة، فكانت العجلة تغوص كأنها تُنقِّب عن شيء نفيس أودَعته هذا المكان.

 

ولما استيقظت الشمس، فرَكت عينيها، وكأنها لم تصدق ما ترى، فأرسلت طيفها ليأتيها بالخبر اليقين، ولما عاد يخبرها، أرسلت شعاعًا من أشِعَّتها القوية؛ ليوقظ أحد الشبان الأقوياء النائمين، وإن لم يفعل، فليقرصه أو يلدغه، وحملت الريح من السيارة إليه، صوت لهاث السيارة وأنينها وعنينها، فخرج من بيته يفرك عينيه، ويقول: سلامات، فتنفسَّت الصعداء كمن صعِد على جبل إفرست، ثم وصل إلى قمته، نظرت إلى السماء وتبسَّمت لها، ثم تبسمت إليه وأشرت إلى السيارة، فرجع إلى البيت، عاد ومعه شاب آخر، وقاما بالواجب، إنه واجب الشهامة.

 

سلمت عليهما وقلت للأول: ما اسمك؟ قال: سعيد، قلت للثاني: ما اسمك؟ قال: سعيد، نحن أبناء عمٍّ.

 

وبعد إنقاذ السيارة شكرتهما وقلت: سأزوركم مساء غد - إن شاء الله تعالى.

 

وفي موعدنا أسمعت جمعًا كبيرًا في القصر التراثي قصيدة منها:

الله! ما أحلاك في عينَيَّ يا صبح البشائرْ

سيارتي حرنت فلا تغدو أمام ولا أواخر

وتقدمت سيارتي فإذا بها تبدي الحفائر

وتأخرت سيارتي فإذا بها تهوى المغائر

وتمزقت كف الصبا فالعزم مني الآن خائر

أهلاً وسهلاً يا أخي، سيارتي ما أنت ناظر

وزها السعيدان اللذان، تحملا كل المخاطر

ولقد سألت عن الكرام، فقيل لي من آل عامر

 

ولما حدَّثت طلابي في الكلية بالرياض عن هذه القصة، كان بينهم من أهل الواديين، من آل عامر، فقالوا: لقد سمعنا بهذه القصة ولم نكن ندري أن أستاذنا هو صاحبها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة