• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

تحجيم مشكلات الماضي الفكرية طريق للتوحد الثقافي المعاصر

تحجيم مشكلات الماضي الفكرية طريق للتوحد الثقافي المعاصر
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 11/7/2015 ميلادي - 24/9/1436 هجري

الزيارات: 8738

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نحو القيادة والتمكين

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]

تحجيم مشكلات الماضي الفكرية طريق للتوحد الثقافي المعاصر


لا ينطلق التخطيط للمستقبل من فراغ، فلا بد من معالجة مشكلات الماضي الجاثمة على صدر الحاضر؛ حتى ينطلق التخطيط إلى تحقيق أغراضه بأيسر السبل، دون أعباء يحملها على كاهله.

 

ومن المعروف أن أوروبا مثلاً قد وقعت بين أقطارها حروب دينية امتدت قرونًا، كما أن الحربين العالميتين قامتا بين أجزاء أوروبا، وعلى ذلك وسعت أوروبا، مع بقاء أجزائها على ما هي عليه دينًا كاثوليكيًّا أو بروتستانتيًّا أو أرثوذكسيًّا، ومع لغات مختلفة - إلى التوحيد، وقطعت في ذلك شوطًا بعيدًا يمثِّل نموذجًا للنجاح العقلاني المصلحي المتدرج، والأمر قريب من هذا بالنسبة للعرب والمسلمين؛ فلا يمكن للعرب أن يحلوا مشاكل المستقبل، إلا إذا حلوا المشاكل التي أورثهم إياها الماضي، ولا أظن أن هناك مَن يستطيع أن يجادل في أن الماضي يشكل في الوعي العربي الراهن عنصرًا محوريًّا في إشكالياته، ومن السذاجة إغفاله أو القفز فوقه، وهل نحتاج إلى التذكير بأن كثيرًا من المسلمين يتقاتلون بدوافع ترجع إلى ذكريات من الماضي، مثل ذكريات الصراع السياسي الذي خلدته الحرب بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما؟

وإذًا يجب البدء بإزالة الضباب عن رؤيتنا للماضي؛ كي تتضح أمامنا معطيات الحاضر ومعالم المستقبل، ويجب أيضًا التخطيط لثقافة الماضي؛ كي نستطيع التخطيط لثقافة المستقبل بوعي صحيح غير شقي[1].

 

والحق أننا مطالبون بإعادة كتابة تاريخينا الثقافي العربي والإسلامي بشكل جديد، يدفع إلى وضع مناطق الصراع والخلاف في إطارها كتعبير بشري، يمثل جزءًا هامشيًّا محدودًا بالنسبة لنسيج تاريخنا وحضارتنا، التي ظلت - كما يقول وول ديورانت - الحضارة الأولى في العالم لأكثر من عشرة قرون.

 

ومن المؤسف أن كثيرًا من المعاصرين - ممن يكتبون التاريخ الثقافي العربي والإسلامي - ما يزالون يركزون على هذه المعابر الخلافية؛ حتى يبدو تاريخنا الثقافي والحضاري مجرد اجترار وتَكرار، وإعادة إنتاج بشكل رديء للتاريخ الثقافي نفسه، الذي كتبه بعض أجدادنا تحت ضغط صراعات العصور التي عاشوا فيها.

 

وبالتالي ما زلنا سجناء للرؤى والمفاهيم والمناهج القديمة التي وجهتهم فتحكَّمت في إنتاجهم؛ مما يجرنا، دون أن نشعر، إلى الانخراط في صراعات الماضي ومشاكله، وإلى جعل حاضرنا مشغولاً بماضينا، وبالتالي النظر إلى المستقبل بتوجيه من مشاكل الماضي وصراعاته، فنحن إذًا في حاجة إلى إعادة كتابة التاريخ الثقافي العربي برُوح نقدية، وبتوجيه من طموحاتنا في التقدم والوحدة[2].

 

ولئن كان الغرب الأوربي المعاصر - في ظل نموذج وحدته السياسية والاقتصادية - يسعى إلى تجاوز مشكلات الماضي وهي أليمة وعميقة، من أجل الحاضر والمستقبل القائمين على الثقافة الأوربية المشتركة التي تنتمي إلى الإطار المسيحي المهلهل المتناقض التركيب، والبعيد عن الأعماق الوجدانية والفكرية الحقيقية، ومع ذلك يسعى إلى إشعال جذوته والنفخ في بقايا رماده في ضوء علمانية ماسونية لا دينية - متمسكًا بالأباطيل اللاعقلانية التي يحفل بها العهد القديم بخاصة - فكيف لا نعمد - نحن المسلمين - إلى إنشاء مراكز تخطيط إستراتيجية ومستقبلية، تعمد إلى البحث عن العناصر الثقافية المشتركة، وتسعى - بجهود كل المعاصرين الممثلين للماضي - إلى إبراز شُعَب الإيمان الواحدة، وإلى فك الألغاز الخلافية، وترك النقاط الفكرية التي لا يمكن حلها الآن - مرحليًّا استلهامًا من النسق الأوروبي التوحيدي، وصولاً إلى وضع قواعد يقبلها جميع الممثلين للماضي الإسلامي، الذين يعيشون الحاضر، ويسعَوْن لصناعة مستقبل أقلَّ تشرذمًا، وأهدأ صراعًا، وأكثر تعاونًا وتكاملاً في الإطار؛ لأننا - كمسلمين؛ بعيدًا عن صراعات الماضي، وخلافات الحاضر - مستهدفون جميعًا، من جانب، وتُواجِهنا تحديات انبعاث ونهضة مشتركة، من جانب آخر!

 

إن الأمر يجب أن يتجاوز التقريب بين المذاهب الفقهية الفرعية، فهذا أسهل الأمور، ولم يعُدْ هذا الخلاف مشكلة في ضوء تطور الوعي الإسلامي، وإنما يجب أن يتجه الأمر إلى صراعاتنا الكلامية العقدية، وإلى كل عوامل صداماتنا التاريخية، تارة باسم التعصب لرموز معينة، أو لمنحى معين في النظم السياسية والفكرية، أو في تقدير حقوق آل البيت أو صحابة رسول الله (رضي الله عن الجميع)؛ إن على هذه المراكز والجمعيات والمؤسسات العاملة في هذا الطريق العظيم، أن تفك كل هذه الألغاز وَفْق مفاهيم يرضى عنها الجميع، وتلتزم بها الكتب الدراسية، والوسائل الإعلامية، وتُعقد من أجل تعميقها مؤتمرات وندوات مشتركة، وتقام - كذلك - دراسات أو دوريات تتابع توجيه الوعي نحو معالم هذا الطريق الذي اتفق عليه جميع ممثلي الأمة.

 

ومن الضروري أن يُكتَب التاريخ الإسلامي كتابة جديدة وَفْق هذا المنهج.



[1] د. محمد عابد الجابري: المسألة الثقافية في الوطن العربي ص30 -32، نشر مركز دراسات الوحدة العربية، طبعة 6، بيروت 1999 (بتصرف).

[2] المكان السابق: بتصرف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة