• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

نحو القيادة والتمكين

نحو القيادة والتمكين
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 12/5/2015 ميلادي - 23/7/1436 هجري

الزيارات: 11244

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نحو القيادة والتمكين

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]

 

أولاً: القيادة الصحيحة للأمة؛ حين يتم التعاون بين الأمراء والعلماء (شواهد من تاريخنا):

(1) التعاون بين أولي الأمر والعلماء هو الأصل في حضارتنا:

إنني أعتقد أنني لن أكون مبالغًا حين أقول: إن كثيرًا من الخلفاء الأمويين والعباسيين قد ظُلِموا، وإن كثيرًا منهم كانوا - في الحقيقة - خلفاءَ صالحين، يتعاونون مع أهل العلم والدعوة والورع تعاونًا كاملاً، وإنني أعتقد أنه من الواجب عبور كثيرٍ من هذه الحِقَب الصالحة؛ لأن أصل العلاقة فيها كان قائمًا على التعاون بين أهل السياسة وأهل الدعوة والفقه والعلم؛ ولهذا فإنني أعبر بعض الخلفاء العظماء المشهورين من آل العباس؛ من أمثال محمد المهدي، وهارون الرشيد؛ لأنني أرى أن إبراز هذه المعاني عند هؤلاء من باب تأكيد المعروف، والمتفق عليه بين المنصفين، كما أنني أيضًا عمدت إلى تجاوز العصور المزدهرة غالبًا؛ حتى لا يُحتج بأنني ركزت على المشهورين الذين يمثِّلون - في رأي المتحيزين ضد تاريخنا - الشذوذَ والاستثناء؛ ولهذا الالتزام - كذلك - فإنني لا أرى الوقوف عند عمر بن عبدالعزيز حين يكون الحديثُ عن بني أمية، وأيضًا لا أقف عند محمد المعتصم العباسي (833 - 842م) صاحب عمورية العظيم، ولا أرى الوقوف عند هارون الواثق، أو جعفر المتوكل الذي قاوم حركة ظلم الاعتزال، وأنهى الظلم الذي وقع على أهل السنَّة.

 

وسوف أقفز لأقدم نموذجين من النصف الثاني من القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)، استغرق حكمهما نحو ستين سنة، وهذا القرن الخامس - كما هو معروف - من القرون التي تُحسب من عهود ضَعْف الدولة العباسية.

 

في هذه الحِقْبة كان الخليفة في بغداد المقتدي بأمر الله العباسي، الذي حكم عَقْدين من الزمان (467 - 487هـ) أحدَ خليفتين حَكَمَا في النصف الثاني من القرن الخامس، ويكاد يُجمع المؤرخون على أن المقتديَ كان يتمتع بأخلاق طيبة، وأن من صفاته حبَّه للدين والخير، وكانت نفسه قوية، وهمته عالية، وذا شجاعة وشهامة، وكل أيامه خير وبركة، حسن السيرة والسريرة[1].

 

ويصفه ابن كثير - أيضًا - بأن فضائله عالية، وغيرته على حريم الناس لا تضاهى، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويمتازُ بالعدل والصلاح والتقوى، ولِينِ الجانب، وكثرة العلم[2].

 

وكان المقتدي حريصًا على أخلاق الناس ودِينهم؛ ولذلك عمل منذ خلافته على تطهير بغداد من عناصرِ الفساد والفجور، وخرَّب الخمارات، ودُور الزَّواني والمغاني[3]، وقد تابع التطهير كلما ظهر ما يوجبه[4].

 

وكانت المدارس الفقهية هي الظاهرةَ اللافتة للنظر؛ لأنها تعكس تطور الحركة الفقهية وعلم الحديث والتفسير والآداب واللغة؛ لأنها جميعًا كانت موادَّ التدريس التي يتلقاها طلاب هذه المدارس، وكان انتشار المدارس بمدينة بغداد في عصر السلاجقة هو الحدثَ الأكبر والأهم الذي حققته الحضارة الإسلامية، وتُعَد - بحقٍّ - قفزة في سُلَّم التطور العلمي، بعد أن كان التدريس محصورًا في المساجد وبعض الكتاتيب، وقد أنشئت المدارس لخدمة المذاهب الفقهية، ولتغذية أجهزة الدولة بالقدرات العلمية اللازمة[5].

 

وقد احتل الفقهاء ورجال العلم منزلةً رفيعة في المجتمع الإسلامي بمدينة بغداد في أيام المقتدي بالله العباسي، وأسهموا في معظم الأحداث التي شهدتها المدينة الخالدة (بغداد)، وازدهرت في هذه المرحلة مذاهبُ الفقه السُّنِّية الثلاثة؛ مذهب الإمام أحمد بن حنبل، ومذهب الإمام الشافعي، ومذهب الإمام أبي حنيفة[6].

 

أما الخليفة المستظهر أبو العباس أحمد بن المقتدي، فقد حَكَم بين سنتي (470 - 512هـ)، ويصِفه المؤرخون بأنه ليِّن الجانب، كريمُ الأخلاق، يحب اصطناع الناس، ويفعل الخير، ويسارع إلى أعمال البر والمثوبات[7]، وكان مؤثِرًا للإحسان، حافظًا للقرآن، محبًّا للعلم، منكِرًا للظلم، وكان مشكورَ المساعي، لم يردَّ مكرمةً تطلب منه، وكان كثيرَ الوثوق بمن يوليه، غير مصغٍ إلى سعاية ساعٍ، ولا ملتفت إلى قوله، ولم يعرف منه تلوث وانحلال عزم بأقوال أصحاب الأغراض[8]، ناهيًا عن قصد الجَوْر والاعتساف، سمحًا جوادًا، هينا لينًا، حسن المعشر، قد حسَّن اللهُ خَلْقه وخُلُقه، وبره وأدبه، نقش خاتمه: "ثقتي بالله وحده"، يحب العلماء والصلحاء، كبير الهمة، سهل العريكة، وكانت أيامه أيام سرور للرعية، فكأنها من حُسنها أعياد، وكان حسَن الخط، جيِّد التوقيعات[9].

 

وقد تميزت العلاقة بين المذاهب الإسلامية في عهد المستظهر بالصلح، والمودة، والاحترام، وهذا كان بفضل السياسة الحكيمة التي اتبعها الخليفة في معاملة عامة الناس، ويُعَد عهد المستظهر من أزهى العهود التي عرفها أهل الذمة ببغداد؛ لأن المستظهر حرص على معاملتهم بالحسنى، وقرَّب زعماءَهم.



[1] ابن القلانسي: ذيل تاريخ دمشق، 126، طبعة بيروت.

[2] ابن كثير: البداية والنهاية 12/ 146، دار صادر، بيروت.

[3] محمد حسين شندب: الحضارة الإسلامية في بغداد ص 16، دار النفائس بيروت، ط1/ 1404هـ.

[4] ابن كثير: البداية والنهاية 12/ 111.

[5] ابن الأثير، المكان السابق، ص 535، والمرجع السابق 187.

[6] محمد حسين شندب: المرجع السابق، ص60، 61.

[7] عز الدين أبو الحسن بن الأثير: الكامل، ص535، طبعة دار صادر، بيروت، وانظر: محمد حسين شندب، المرجع السابق، 85، 86.

[8] ابن الأثير: المكان السابق، ص 535، والمرجع السابق 187.

[9] ابن الاثير: 10/ 526، وانظر: ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك 8294، حيدر آباد - الهند - سنة 1358هـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة