• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

التسامح والزهد في الانتقام

التسامح والزهد في الانتقام
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 28/5/2013 ميلادي - 18/7/1434 هجري

الزيارات: 13698

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التسامح والزهد في الانتقام


الحروب في الإسلام استثناءٌ وشذوذٌ عن القاعدة؛ ولهذا لا بدَّ أن تخضع لأكثر الآداب، وتكون في أضيق الحدود، ومن المعروف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قَبِل صلح الحُدَيْبِية - على ما فيه من شروط مجحفة - تلافيًا للحرب، كما أنه دخل مكة فاتحًا بعفوٍ شامل عن الذين سَعَوا لقتلِه، وشنُّوا عليه الحروب، وعذَّبوا أصحابه أشدَّ التعذيب مدَّةَ ثلاثة عشر عامًا في مكة، ثم في المدينة المنورة.

 

وتدلُّنا سيرةُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - على عظيمِ عفوِه وتسامحه وزهدِه في الانتقام، سواء في السِّلم أو الحرب، وكانتْ هذه الأخلاق النبوية العظيمة روحًا انسابتْ في قلوب أتباعِه ونفوسهم، في حربِهم وسِلْمهم على السواء، فمع أن الخلافاتِ أو الحروبَ مظنَّةُ اللاإنسانية، والسلوكيات المدمِّرة اللاأخلاقية، إلا أن سمو الإسلام المتجسِّد في سلوكيات الرسول وصحابتِه قد قدَّم للبشرية نموذجًا جديدًا، يفتح أمام الإنسانية آفاقًا رائعةً للتفاهم الإنساني، والسموِّ الأخلاقي!

 

وقد تجلَّتِ الروح الإنسانيَّةُ في الإسلام في الجندي والمقاتل المسلِم، متمثِّلة في الْتزامه بشرطين:

أولهما: التزامُه بالتحصُّن بالنزعة الإنسانية الأخلاقية، المشبعة بالنيَّة الحسنة، التي تجعل جهادَه للرغبة في الدفاع عن الدين والحقِّ، وليس للبحث عن الغنائم، أو لمجرَّد القتل والانتقام.

 

وثانيهما: التزامُه بأن يطبِّق أثناء القتال صيغتي الجهاد اللتين يأمر بهما الدين: (الجهاد الأصغر)، الذي يجعلُه على استعدادٍ للتضحية بنفسه في سبيل القضيَّة والحقيقة، و(الجهاد الأكبر) الباطني، الذي يُلزِمه بكَظْم غيظِه، وكَبْت غرائزه، ومقاتلة عدوِّه بعدل.

 

قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8]؛ فهذه الآية تحدِّد وتختصر التشريعَ الإسلامي الخاصَّ بالقتال برمَّته، فليس بوسعِ قائدِ الجيش ولا الجنديِّ على حدته أن يتجاهلا القواعدَ الإنسانيَّة التي فرضها التنزيل؛ مثل تحديد العدو، وتعيين الشكليَّات التي تسبق بَدْء المعركة، وتقرير المعاملة الواجب اتِّباعها نحو المغلوبين - مقاتِلين كانوا أو مدنيِّين - وتنظيم قسمة غنائم الحرب.

 

وكذلك حظر أعمال التعذيب التي لا طائل تحتها، وتحريم الإفراط والتجاوز، وحماية الأعداء العزَّل وغير المحاربين، والمحافظة على الأموال والممتلكات.

 

وهكذا - سلمًا أو حربًا، وفاقًا أو اتِّفاقًا - يضع الإسلام قوانين عادلةً رحيمة مع الأعداء، بدون تدمير، أو ظلم، أو إبادة، أو انتقام؛ فالقرآن يَهدِي للتي هي أقوم، والرسول - صلى الله عليه وسلم - ابتُعِث رحمةً للعالَم كُلِّه مسلمِه وغير مسلمِه.

 

أمَّا أعداؤنا في القديم والحديث، في حروبهم الصَّلِيبيَّة القديمة، وفي استعبادِهم لنا باسم الاستعمار الحديث خلال القرون الثلاثة الأخيرة، وأخيرًا تحت شعار العولَمة، فليس عندهم لنا إلا مخطَّطات التدمير، ومشروعات التجويع والإفقار!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- وحدة المسلمين هي الأهم
الشيخ لمام حمبوب - موريتانيا 28-05-2013 08:20 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
لن أطيل كثيرا أذكر فقط بقوله تعالى( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) صدق الله العظيم لا أعرف في الحقيقة ما المستفيد من تقاتل المسلمين بينهم في زمننا هذا ؤريدجواب جزى الله الدكتورعبد الحليم عويس خيرا على هذا النص القيم حول التسامح والزهدفي الانتقام.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة