• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

الأفضلية بين الدين والجنس

الأفضلية بين الدين والجنس
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 9/3/2013 ميلادي - 26/4/1434 هجري

الزيارات: 8911

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأفضلية بين الدين والجنس


• كان اليهود - بالدِّين الصحيح الذي أنزله الله على موسى - الأمةَ المفضلة على العالمين، فلما خان اليهود أمانة الوحي، وحوَّلوا الأمر إلى أفضلية عنصرية، حوَّل الله الوحيَ عنهم إلى المسلمين العرب، وجعلهم - بالرسالة - خيرَ أمة أُخرجَت للناس.

 

لكن الإسلام يرفض أن يكون ذلك مُرتبطًا بالجِنس، بل يأمر بوضوح أن يكون ذلك مُرتبطًا بالعقيدة الصحيحة والأخلاقيات والقِيَم، فلا خيرية إلا بالقيم المفتوحة لكل الناس، ولا يسمح القرآن بالظلم أو الاستعلاء اعتمادًا على هذه الخيرية المشروطة، بل يفرض الأدب والحوار الأخلاقي مع المجتمع؛ ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ ﴾ [آل عمران: 64]، ﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ: 24].

 

• ويأمر المسلمين بأن يتركوا أمر الفصْل النهائي في الأفضلية لله هناك في الآخِرة، وليس في هذه الدنيا، وأن يَلتزموا بالأدب مع مخالفيهم، بقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 108].

 

ومأساة الإنسانية المعاصرة تتجسَّد في موقفَين:

• موقف اليهود - أهل التوراة - القويّ المنظَّم، والفاعل المؤثِّر، والعالي، والأخذ بكل أسباب القوة والهيمنة، وهم الذين يفرضون المفهوم العنصري الاستعلائي اللا قِيَميَّ على العالم، وتبدو الحضارة الأوروبية مُخدَّرة ومغيَّبة أمام الضغط التَّوراتيِّ الصِّهيَوني.

 

• موقف المسلمين المنهزم المتخاذل المتآكل داخليًّا، والمتصارع بين أجزائه سياسيًّا وفكريًّا، والمتخلِّف حضاريًّا، وهم أهل القرآن الذي يَحمل مشروعًا إنسانيًّا غير عُنصريٍّ.

 

• وهذه المأساة الإنسانية المتجسِّدة في هذا الخلل تجعل أصحاب الموقف الأول يمتدون في فراغ دون مقاوَمة تذكر، ودون وجود حقيقي للطرف الآخَر؛ بحيث يَلفت إليه أنظارَ العالم، الذي يشعر بالأزمة الإنسانية المُعاصِرة، ويكتوي بنارها، ويكاد يُبصر آفاق المستقبل المُظلم الذي ينتظره.

 

وليس ثمة من أمل في إنقاذ سفينة البشرية إلا بيقظة إسلامية، تكفل وعيَ المسلمين بذاتهم وحقيقتهم ورسالتهم، كأمة شهيدة على الناس، قائمة بالدعوة إلى الحق والعدل والمساواة التي أمر الله بها - سبحانه وتعالى - في آيات قرآنية كثيرة، نكتفي منها بهذه الآية الكريمة التي تعدُّ قانونًا شاملاً، وخطابًا إنسانيًّا عامًّا، وميزانًا عادلاً ثابتًا ينظم كل الناس؛ يقول الله في القرآن الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].

 

• فالناس جميعًا سواسية، واختلافهم للتعاون والتعارف، والتفاضُل يكون بالعمل المَقرون بالصلاح، وحسابهم - بعد ذلك - على الله.

 

• وأما اختلاف الألوان والأجناس، فلا قيمة له أمام عدل الله، وشريعة الله، وموازين الله، التي تَزِن الأمور بميزان عادل دقيق: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، صدق الله العظيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة