• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

حضارة الإسلام في آسيا الوسطى والقوقاز

حضارة الإسلام في آسيا الوسطى والقوقاز
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 6/2/2016 ميلادي - 26/4/1437 هجري

الزيارات: 20401

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حضارة الإسلام في آسيا الوسطى والقوقاز

 

من الظواهر التي تحتاج إلى البيان _ أن جزءاً كبيراً من كتاب حضارتنا الإسلامية قد نسيه المسلمون، وأهملوا قراءته، حتى خيل لأكثرهم أن هذه الأجزاء لم تكن يوماً من كتاب هذه الحضارة.

بلى نحن كنا أهلَها فأصابنا ♦♦♦ جزاءٌ من الرحمن حقٌّ وعادلُ

 

إن أكثر أجزاء ما يعرف اليوم باسم الاتحاد السوفيتي كانت أجزاء تابعة لدولة إسلامية تدفع الجزية لسلاطين الأتراك التتار، وتأتمر بأمرهم.

 

وإن ما هو إسلامي من أرض الاتحاد السوفيتي يتقارب ربع مساحة الاتحاد السوفيتي وهي مساحة لا تقل عن نصف مساحة العالم العربي كله، وهي أخصب أرض الاتحاد السوفيتي وأكثرها غنى في المناجم والمعادن.

 

وقد سقطت أول أرض إسلامية في يد الروس منذ أربعة قرون، حين سقطت (قازان) عاصمة التتار، ثم في عام 1783م احتل الروس شبهة جزيرة القرم، ثم «كوغيزيا» في أوائل القرن الثامن عشر، ثم جبال القفقاز في أوائل القرن التاسع عشر، ثم التركستان بمدنها الشهيرة «بخارى وترمذ ومرو وسمرقند» في سنة 1881م.

 

ويتكون المسلمون الذين عاشوا - ولا يزالون يعيشون وسيبقون بإذن الله - في هذه الأراضي الإسلامية من شعوب مختلفة اللغة، أكثرها يتكلم اللغة التركية القديمة، بلهجاتها المتعددة، وهم شعوب الأوزبك، والتتار، والكنزاخ، والأذربيجان، والكريمنز، والتركمان، والبشكيز، والفارافلباك والبلكار، والقادتشاتن، والفارانفيس[1] وأما الشعوب التي لا تتكلم اللغة التركية، فهي شعوب التاكميك، والتشيش، والأنكوش، والفادبرديون، والأجار، والأبهازيون، والأديفيون، والشركس، والداغستانيون، والأدموت، والمجرى، والأوست، والتشوفاش.

 

إن هؤلاء المسلمين الذين يخضعون للاحتلال السوفيتي يزيد عددهم عن خمسين مليوناً، أكثرهم من السنة الأحناف، وهم يمثلون الأكثرية الدينية الثانية، بعد النصرانية التي يبدو أنها تداعت تماماً أمام المطارق الشيوعية.

 

ويعيش أكثر هذا العدد من المسلمين في الجمهوريات الإسلامية الشهيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان، وأذربيجان، وطاجستان، وتركمانيا، وقرقيزيا، ثم بشكيريا وتتاريا وأجاريا، وداغستان، بالإضافة إلى عدة ملايين بعثرهم النظام الشيوعي في الجمهوريات السوفيتية، غير الإسلامية كمحاولة منه لتذويب هويتهم الإسلامية.

• • •

 

لقد دخل الإسلام إلى هذه البلاد، التي أطلق عليها إلى تاريخنا الإسلامي، بلاد ما وراء النهر - عبر حملات وفتوحات إسلامية متعددة، امتدت منذ عهد الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي وصلت فيه الجيوش الإسلامية إلى أبواب كابل، ودوت شهرتها وسمعتها ومبادئها فيما وراءها من بلاد ما وراء النهر، وقد وصلت جيوش الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى عدة مدن على باب هذه المنطقة، وهي مدن كابل وبلخ وهيرات.. ثم تتابعت الفتوحات على يد يعقوب بن ليث، ومن ثم قام الغزنويون، ثم الأتراك في موجتهم الأولى التيمورية التترية، ثم في موجتهم الثانية.. حتى استقرت للإسلام قواعده، ورفعت رايته، وأقامت بناء حضارته.

 

لقد قدمت هذه البلاد خيرة أئمة الحديث في الحضارة الإسلامية كلها، وهم الإمام البخاري والإمام الترمذي، والنسائي، كما قدمت جهرة عظيمة من علماء الدراسات القرآنية والفقه، وعلم الكلام، فضلاً عن علوم الكيمياء والطبيعة والفلك والرياضيات، وقد اشتهر علماء هذه الأقطار بالتبحر العميق، والمغامرة والتضحية في سبيل العلم، وإن منهجهم الذي استقوه من الإسلام، في مجال البحث، ليعتبر بحق أعظم مناهج البحث في الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية.

 

ونحن لن نقف عند علم من الأعلام المشهورين كالبخاري أو الترمذي، وإنما سنقف عند واحد من رجال الطبقة الثالثة، وهو الإمام الحافظ أبو حاتم محمد بن حبَّان البستي، المتوفى سنة 354 هـ، والذي ولي القضاء بسمرقند وغيرها من المدن الإسلامية في بلاد ما وراء النهر، والتي تخضع في عصرنا للاحتلال السوفيتي، لقد كان أبو حاتم هذا نموذجاً من جملة عشرات النماذج التي قدمتها هذه البلاد للحضارة الإسلامية، وإنك لتشعر بنوع من الدهشة عندما تقرأ ما تركه هذا المحدث والفقيه من تراث وما كان يلتزم به من منهج علمي.

 

فإن من بين التراث الذي عرف لأبو حاتم البستي، غير ما جهل أمره، وغير ما طرح، كتاب الصحابة في خمسة أجزاء، وكتاب التابعين، في اثنى عشر جزءاً، وكتاب أتباع التابعين في خمسة جزءاً، وكتاب تبع الأتباع في سبعة عشر جزءاً، وكتاب تبَّاع التبع في عشرين جزءاً، وكتاب الفصل بين النقلة في عشرة أجزاء، وكتاب العلل في أوهام أصحاب التواريخ في عشرة أجزاء، وكتاب علل حديث مالك في عشرة أجزاء، وكتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه في عشرة أجزاء وكتاب ما خالف الثوري فيه شعبة في ثلاثة أجزاء، وكتاب ما انفرد فيه أهل المدينة من السنن في عشرة أجزاء، وكتاب غرائب الأخبار في عشرين جزءاً[2].

 

وإني لن أستطرد في ذكر بقية مؤلفاته، بل أكتفي بالقول: لقد أحصيت ما بقي مما عرف من تراثه، فوجدته قد بلغ سبعين ومائة جزء تندرج تحت نحو عشرين مؤلفاً. عدا ما لم يصلنا.

 

وما أبو حاتم إلا نموذج واحد قدماه للدلالة على صفحة عظيمة رائعة من صفحات حضارتنا، قدَّر الله أن تقع تحت سلطان الشيوعيين، وأن يحاولوا بكل قواهم الطاغية - تمزيقها من كتاب حضارتنا الإسلامية، ولكن هيهات، فإن للإسلام يوماً قادماً يظهر فيه على الدين كله: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا ﴾ [الفتح: 28] صدق الله العظيم.



[1] انظر بتصرف - على المنتصر الكتابي: المسلمون في الاتحاد السوفيتي «الرسالة اللبنانية» عدد 37 صفر سنة 1400هـ.

[2] انظر روضة العقلاء ونزهة الفضلاء للسبتي بتحقيق محي الدين عبد الحميد (الترجمة) نشر بيروت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة