• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

جغرافية الانبعاث في ضوء عصر الشتات

أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 16/6/2015 ميلادي - 28/8/1436 هجري

الزيارات: 22928

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جغرافية الانبعاث في ضوء عصر الشتات

 

في كل القرون كان اليهود موزعين في الأرض، وحتى في تلك الفترات القليلة جدًّا التي كانت لهم فيها شِبْه دولة، مثل أيام يوشع[1] (فتى موسى) - عليهما السلام - أو كانت لهم فيها دولة؛ مثل: أيام داود وسليمان[2] (عليهما السلام)، كان اليهود - كذلك - موجودين بأعداد متفاوتة في عدد من البلاد المسكونة في تلك القرون.

 

• وها هي أرض (ميعادهم المزعوم) قد قامت في عصرنا، وها هم يُبيدون الشعب الفلسطيني؛ ليستكملوا تحقيقَ حلمهم في السيطرة العالمية، ومع ذلك فليس ثمة تخطيطٌ لديهم لترك مواقعهم المتمركزين فيها في أمريكا، أو دول أوروبا المختلفة، أو بقية دول العالم، والتجمع الكامل في فلسطين.

 

فماذا تفيدنا هذه الحقيقة في واقعنا المعاصر حضاريًّا وثقافيًّا؟

إن هذه الحقيقة تفيدنا في مواجهتنا الصريحة لواقعنا الممزق سياسيًّا عبر العالم - أكثريات أو أقليات - فهذا الواقع الذي يأسى له كثير من الناس فيحزنون عليه، يمكن أن يتحول إلى وسيلة قوة، ويمكن أن يتحول المسلمون إلى أدوات ثقافية فاعلة - عبر العالم - إذا ما أُحسِن توجيهه وتوظيفه؛ سواء من منظمات دولية رسمية أم شعبية؛ كمنظمتي المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي؛ أم من جهات محلية في العالم تكون مؤهلة لكي تمد إشعاعاتها الثقافية والدعوية إلى المحيط القريب منها، بحيث تشكل كلٌّ منها دائرةً ثقافية تتجاذب وتتقارب مع الدوائر الثقافية القريبة منها، فتقوِّي كل منهما الأخرى، وتتفاعل معها، إنني أعترف هنا أن هذا الهاجس خطر لي عندما قرأت هذا النص الذي سأنقله من (بروتوكولات حكماء صِهيون)، مشيرًا إلى أنه سواء صحت جدًّا (ويدعمها الواقع المعاصر تمامًا) فإن هذا لا يمنعنا من أن نقف طويلاً عند عصرنا، من خلال سيادة مركزية سياسية واقتصادية وثقافية في إطار واحد، توجَّه لصالح الجماعة اليهودية وأهدافها.

 

إن النص يقول على لسان اليهود - أو الصهاينة واضعي البروتوكولات -: "لقد ضمن الله لنا نحن شعبه المختار his chosen people نعمة التشتت the gift of the dispersion، وفي هذا التشتت الذي يبدو في عيون الناس جميعًا كسبب من أسباب ضعفنا تكمن كل أسباب قوتنا؛ لتنبع منه الآن أسباب قدرتنا على أن نكون نحن سادة العالم كله، ولم يبقَ شيء يحول بيننا وبين أن نبني فوق هذه الأسس التي أرسيناها"[3]، وهكذا يفيدنا هذا النص البروتوكولاتي أننا في علاجنا للواقع الثقافي الإسلامي يجب أن ننطلق من المتاح والممكن، مستفيدين مما هو كائن، دون أن نقطع الأمل والعمل للوصول إلى ما ينبغي أن يكون.

 

وأتخيل - في البداية - أن يقسم المسلمون في العالم إلى قارات ثقافية قد تختلف عن القارات الجغرافية، فأنا أزعم مثلاً أن العالَمَ العربي - من وجهة نظري - لا يمكن أن ينقسم آسيويًّا وإفريقيًّا - بل ينقسم إلى كتلة إسلامية ثقافية تملك إرادة التغيير، وتحاوله، وتسعى إليه، وتتقبل الانخراط في سلك العاملين له، في إحيائه وإحياء الأمة العربية والإسلامية من خلاله، وكتلة أخرى تعيش ظروفًا مضطربة تجعلها لا تستطيع اتخاذ قرار واضح في الوقت الحاضر، ومع ذلك، فمن الضروري الوقوف بجانب هذه الكتلة لتجاوز واقعها البعيد عن العمل الثقافي الإسلامي؛ عن طريق تشجيع التواصل الثقافي الإسلامي معها، من خلال مؤسساتها الثقافية الموجودة، والعناصر الشعبية، أفرادًا وجمعيات، والمراكز التقليدية الموجودة فيها، ونستطيع - بعد ذلك - أن نعد (إفريقيا غير العربية) كتلة ثقافية واحدة، ونتعامل معها من خلال منظور الكتلتين اللتين أشرنا إليهما عند حديثنا عن العالم العربي، وهكذا نفعل مع بقية أجزاء العالم من خلال تصور للأرضية الحضارية والخلفية التاريخية لكل منطقة؛ فمنطقة جنوب شرق آسيا لها خصوصية تختلف في مذاقها وعاداتها الاجتماعية عن العنصر الهندي الإسلامي، وهكذا - على امتداد الأمة المسلمة - يجب أن تحترم الخصوصيات في إطار الثقافة والحضارة الإسلاميتين، وأيضًا ينظر إلى توحيد القوى القادرة ثقافيًّا على الفاعلية وإرادة التوحد؛ لتقود التغيير الشامل في محيطها.



[1] انظر: سفر يشوع ص 237، ط1 دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط.

[2]انظر: سفر صمويل الأول، والثاني ص 456 وما بعدها، (الإصحاح التاسع عشر وما بعده).

[3]برتوكولات حكماء صهيون، البروتوكول الحادي عشر، الفقرة الأخيرة، ترجمة ودراسة: علي الجوهر، مكتبة ابن سينا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة