• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

الدين والعلم في التاريخ

الدين والعلم في التاريخ
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 6/1/2015 ميلادي - 15/3/1436 هجري

الزيارات: 8846

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدين والعلم في التاريخ


يستطيع المؤرِّخ الأمين أن يَزعم بأن النزاع بين الدين والعلم لم يظهر في مراحلَ كثيرةٍ من التاريخ؛ لأن "العلم" كان في موقف المُستسلِم اليائس من المعركة، وأن السيطرة كانت مُطلَقة لرجال الدين، ولما شبَّ العلم عن الطوق أُقيمت له على يدِ كنيسةِ العصور الوسطى المذابحُ الهائلة التي ترتعد لها الفرائص.

 

وقد يكون هذا صحيحًا بالنسبة لعلاقة الكنيسة الأوربية في العصور الوسطى بالعلم، لكننا لم نشهد في عصور التاريخ المختلفة، ولا في سير الأنبياء الآخَرين مثلَ هذا الأسلوب.

 

كما أن اليهودية التي حفَلت أسفارها بكثير مِن التناقضات العقلية لم تشأ أن تعلن مثل هذه الحرب على العلم - فيما نعلم من تاريخها.

 

بل إن اليهودية - حتى في العصر الحديث - قد قدَّمت أكثر العلماء شذوذًا وتمرُّدًا على القيم الدينية، ومع ذلك افتخرَت بهم، ولم يلحقهم أذى مِن قِبَلهم، بل نالهم الأذى من رجال الكنيسة.

 

أما في الحضارة الإسلامية، فعلى مستوى التطبيق الإسلامي - فضلاً عن موقف القرآن - فإن ما يُسمى بالنزاع بين العلم والدين أمر لم يظهَر كقضية في الحضارة الإسلامية، بل قد اعتبر العلماء الطبيعيُّون والفلكيون والرياضيون أنفسهم في عبادة لا تقلُّ عن عبادة إخوانهم علماء الدِّين، وقد وضع علماء الإسلام منهجًا تجريبيًّا حسيًّا وعقليًّا في البحث مختلفًا عن المنهج اليوناني، كما وضعوا نظريات عِلمية مُستقلَّة للمعرفة "أبستمولوجيا"، وقد ظلت آثار هؤلاء العلماء المسلمين هي الآثار العلمية المعتمَدةَ خلال العصر الوسيط كله، ومن هؤلاء العلماء: ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وجابر بن حيان مكتشف الصودا الكاوية وحامض الكبريتيك بعد تقطيره، والرازي مكتشف زيت الزاج، وعدة أمراض، وابن الهيثم مكتشف علم البصريات، والفرغاني واضع علم المثلثات، والكِندي مؤلِّف عِلم البصريات، والإدريسي مُثبِت كُروية الأرض[1]، فضلاً عن ابن حزم الذي عقد فصلاً كاملاً عن إثبات كروية الأرض نقلاً وعقلاً في كتابه الموسوم باسم "الفصل في المِلل والنحل"، وابن البيطار في الصيدلة، وابن الحفيد في العدوى، وغيرهم ممن لا يُمكن حصرهم في هذا المقام، والمهم أنهم جميعًا كانوا يتعبَّدون بعِلمهم ويتقرَّبون إلى الله به، دون أن يَشعروا بأيِّ انفصال، فضلاً عن نزاع بين العِلم والدين، بل كثيرًا ما كان بعضهم فقهاء في علوم الدين ورجال عِلم في الوقت نفسه.

 

وقد بدأت القضية تَطفو على السطح مع ظهور عصر التنوير أو عصر النهضة الأوربية، وبداية الوقوف - بحزم - من رجال العلم ضدَّ سيطرة الكنيسة المُطلَقة، وكان من أبرز هؤلاء الرجال فرنسيس بيكون (1606) ورينيه ديكارت (1750) وباروخ أسبينوزا (1677) وجون لوك (1704) ودافيد هيوم (1776) وفولتير (1788) وعمانويل كانت (1804) وجوهان فون جيته (1823) وجورج هيجل (1831) وآثر شوبنهور (1860) ورالف امرسن (1883) وهربرت سبنسر (1910) وفردريك نيتشه (1900) ووليم جيمس (1910) وجان جاك روسو وغيرهم، وقد بالغ هؤلاء في تحدِّيهم، فألقَوا حبَّة الحِنطة مع قشرتها، ورفَضوا الدِّين والكنيسة معًا، وتعاوَنوا - بالتالي - مع الكنيسة التي وقفت ضد العلم في إشاعة جوِّ "العلمانية" و"اللادينية" و"المادية" في روح المدنية الحديثة، وذاق العالم الكثير من الدمار من جراء هذا الانفصام والصراع في أخلاقه وقيمه التي آمَن بها على امتداد تاريخ البشرية كله؛ بحيث بدا صَرحُ الفِكر الإنساني وكأنه بِناء آيلٌ للسقوط.



[1] أنور الجندي: الإسلام والتكنولوجيا، نشر مصر، (ص: 41،40).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة