• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

متى نكف عن ظلم تاريخنا ؟

متى نكف عن ظلم تاريخنا ؟
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 23/8/2014 ميلادي - 26/10/1435 هجري

الزيارات: 9672

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

متى نكف عن ظلم تاريخنا؟


وهكذا، من خلال هذه الومضات من تاريخ المجتمع الإسلامي في خلافتَي الأمويين والعباسيين، وهي الومضات التي تشكِّل مجرد نماذج (غير منتقاة)، والتي تحتاج إلى مزيد من الاستقصاء للجوانب الأخرى التي تتصل بالتفاعل الحضاري، القائمِ على شريعة الإسلام في الخلافتين العظيمتين الأموية والعباسية؛ هكذا نكتشف الحجم الحقيقي للظلم الواقع على تاريخنا، كما نكتشف حجم التقصير الواقع من بعض المحسوبين عليه، وعن طريق هؤلاء الذين يُطلِقون أحكامًا عامة جزئية، سرعان ما تسقط عند البحث العميق.

 

وقد اكتشفنا من خلال النماذج المقدمة كيف كان التفاعل إيجابيًّا وقويًّا من قِبَل كثير من الحكام، ومن قِبَل الشعب المسلم الذي كان الحارسَ الأمين على شريعة الإسلام وحضارته.

 

وقد كان هناك تفاعلٌ من نوع آخر لم نقف عنده كثيرًا، مع أنه انبثق عن التصور الإسلامي أيضًا، وإن كان يتَّصل ببعض الوسائل والتقنيات، وعلى سبيل المثال فقد انتشرت البيمارستانات، وكانت أهم الأماكن التي يدرس فيها الطب، لكنها كانت محكومة بالشريعة أيضًا، فلم تكن الشريعة تجيز لإنسانٍ أن يمارسَ هذه الصناعة إلا إذا تقدم إلى امتحان يعقد لهذا الغرض، ونال إجازة من الدولة.

 

كذلك كان الصيادلة، والأطباء، والمجبِّرون يخضعون لأنظمة شرعية تضعها الدولة للتفتيش عن أعمالهم، وكان في بغداد وحدها (في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري) ثمانمائة وستون طبيبًا مرخصًا.

 

وكان انتظام مالية الخلفاء سببًا في القيام بأعمال عظيمة تعود على الناس بالخير؛ كتعبيد الطُّرُق، وإنشاء الفنادق، والمساجد، والمشافي، والمدارس في جميع نواحي الدولة، ولا سيما في بغداد والبصرة والموصل (..)، واتسع نطاقُ الزراعة، ووسعت دائرة التعليم العام [1].

 

وخلال القرون الأربعة: (الثاني، والثالث، والرابع، والخامس الهجري)، بلغ الإسلام ذروة حياته الثقافية، ولم يكن العلماء في آلاف المساجد المنتشرة في البلاد الإسلامية من قرطبة إلى سمرقند يَقلُّون عن عدد ما فيها من الأعمدة [2].

 

وفي ذلك كانت الدوافع شرعية في الأغلب الأعم؛ لأن الإسلام دينٌ ودنيا، وعبادة وعمل، كما أن ذلك كان محكومًا بالضوابط الشرعية، إلا ما كان في دائرة الشذوذ؛ ذلك لأننا لا نستطيع أن نقول: إن بني العباس لم يخطئوا، ولكننا نقول: إن ذلك يجب أن يقاس في إطار ظروفه التاريخية، وأن يُتحرَّى فيه وجه الحق [3]، وأن يكون موضوع التحليل عادلاً وموضوعيًّا.

 

إن (ديورانت) - مع كل ما أورده عن الدولة العباسية إيجابًا وسلبًا - لم يملِكْ إلا أن يقول: "إنها كانت أقوى حضارة علمية إلى نهاية العصر العباسي، وبعده بستة قرون" [4].



[1] ول ديورانت: قصة الحضارة 13/170، وما بعدها، وقد ذكر الذهبي أن أحد علماء الحديث كان يجلس أمامه أكثر من ثمانمائة طالب؛ سير أعلام النبلاء 13/302، وما بعدها.

[2] المصدر السابق.

[3] د/ محمد رشاد خليل: المنهج الإسلامي لدراسة التاريخ، ص: 25، 26، ط/1984م، القاهرة.

[4] ول ديورانت: قصة الحضارة 13/170، وما بعدها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة