• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

واجب المسلمين نحو الحضارة الإسلامية

واجب المسلمين نحو الحضارة الإسلامية
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 31/10/2018 ميلادي - 20/2/1440 هجري

الزيارات: 19088

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

واجب المسلمين نحو الحضارة الإسلامية

 

بين هذا الركام والتِّيه من التصورات التي تزخر بها حضارة العصر، وتجلب معها القلق والاضطراب الفكري والضياع، وتفقد الإنسانية معها طعم الحياة، وتجعلها تعيش في شبه غابة، يدور فيها الصراع بين القطعان، وتدفعها رغائب مادية بحتة، ولا بقاء فيها إلا للأقوى والأكثر مكرًا ودهاءً وفسادًا أخلاقيًّا، بين زحام هذه التصورات التي توشك أن تفقد الإنسان المسلم ذاته وهُوِيته فكرًا وسلوكًا - تبدو أهمية، بل وضرورة ومشروعية، بروز الحضارة الإسلامية.

 

إننا أمَّة لنا خصائصنا المميزة، ولنا كِياننا الحضاري، ولنا تاريخنا العريق الذي يحمل أروع صفحات المجد والعزة، وإن لنا من الأيادي على البشرية ما لا ينكره إلا جاحد، وما زالت المبادئ والأصول التي صنعت لنا هذا التاريخ موجودة بيننا، وقادرة - بإذن الله - على أن تضعنا في نفس المكان الذي كنا فيه؛ إذا غيَّرنا عقولنا ونفوسنا وقرَّرنا الحفاظ على ديننا وحضارتنا.

 

إننا حين نقف في عالم اليوم مدثرين بكِياننا الحضاري الإسلامي متفاعلين به؛ فإننا سنحظى باحترام العالم، إنه عالم مفكر يحترم أصحاب الفكر الأصيل، وليس المستورد الدخيل، إنه يحترم مَن ينافسونه ويتفاعلون إيجابيًّا معه، لا مَن يُقلِّدونه تقليد القرود.

 

إن الحضارة الإسلامية هي الدرع الواقي والحصن المنيع الذي يمنع عنَّا أخطار المجابَهة الفكرية والتحدِّي الحضاري الذي يُهدِّد كِيان أمَّتنا وشخصيتها، ومِن واجب كل فرد منا أن يتحسَّس مخاطر هذه الظاهرة، فيحمي نفسه وأسرته ومجتمعه من ذلك الخطر الذي تحرِص الحضارة المعاصرة على ترسيخه في أذهاننا؛ متمثلًا في توهين القِيَم الرُّوحية والفكرية التي تقوم عليها ثقافتنا، مستخدمة في ذلك جيشًا كثيفًا من المستشرقين، الذين يلبسون مُسُوح الرهبان والقدِّيسين، فيطوفون الأقطار الإسلامية، ويحملون مشاعل المحبة والسلام والوئام، في الوقت الذي ينخرون كالسوس في عظام هذه الأمة؛ ليتساقط هيكلها العظمي بعد حين، وليكون عاجزًا عن مقاومة غزوهم الفكري المدمِّر[1]، ذلك الغزو الذي يسعى إلى الاستيلاء على عقولنا وقلوبنا ومسخ حضارتنا وتاريخنا، وتحويلنا إلى أشباه مثقَّفين أو أرباع متحضرين؛ نَلُوكُ ثقافة تختلف في روحها وبنائها الفكري ومُثُلها وقِيَمها وأهدافها عن ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية.

 

إنَّ مسؤوليتنا تُجاه هذه الحضارة الإسلامية (الربانية الإنسانية) التي هي حضارتنا - نحن المسلمين - تُوجِب علينا أن نتعرف على خصائصها وقسماتها التي تتميز بها عن غيرها من الحضارات، كما توجب علينا أن نجاهد بكل الوسائل في سبيل بعثها وتقديمها للإنسانية.

 

وإذا كانت هذه الحضارة تُوجِب على المسلم أن يتعرَّف على ذاته المسلمة، ومسؤوليته الإنسانية والكونية، وطبيعة الاستخلاف العمراني الذي كلَّفه الله به وسيحاسبه عليه - فإننا في المقابل مطالَبون بأن نتعرف أيضًا على خصائص هذه الحضارة التي جعَلَت منَّا ذات يوم خيرَ أمة أخرجت للناس، وهي ما زالت مؤهَّلة تمامًا، لبعثنا من جديد (خير أمة) في عصرٍ عجَزت فيه كلُّ الحضارات المعاصرة عن أن تكون إنسانية عادلة، أو أن تكون دينية دنيوية معًا، أو أن تتَّسع في تعاملها الودود لكلِّ العقائد والمنظومات الحضارية.



[1] د/ محمد فاروق النبهان: مبادئ الثقافة الإسلامية (77)، نشر دار البحوث العلمية بالكويت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة