• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. أحمد البراء الأميري / مقالات


علامة باركود

فن الاستماع

فن الاستماع
د. أحمد البراء الأميري


تاريخ الإضافة: 17/1/2013 ميلادي - 5/3/1434 هجري

الزيارات: 67492

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فنُّ الاستماع


أحفظُ - منذ الصغر - أبياتاً لابن الرومي، أتمثّل بها، وأحاول أن أطبّقها، فأفلح أحياناً دون أحيان.

تلك الأبيات هي:

مَنْ لي بإنسانٍ إذا خاصمتُه
وجهلت كان الحِلمُ ردَّ جوابِهِ
وإذا صبوتُ إلى المُدام شربتُ مِن
أخلاقِه، وسكرتُ من آدابهِ
وتَراه يُصغي للحديث بسمْعِه
وبقلبِه، ولعلَّه أدرى به!!

 

إن حُسنَ الاستماع، مع الفهمِ، والصبرِ على المحدِّث دونَ مقاطعة، هو واحدٌ من آداب كثيرة، وعادات حميدة نحتاج إلى إعادة إحيائها بينَنا، وإلى أخذ أنفسِنا بها، وتربيةِ أولادنا عليها.

 

يقول ديل كارنيجي في كتابه الشهير: "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس"، في الفصل الرابع الذي عنوانه: "لكي تصبحَ محدِّثاً بارعاً":

"إذا أردتَ أن يحبَّك الناس: كنْ مستمعاً جيّداً، وشجِّع محدّثك على الكلام عن نفسه".

 

ويقول: "إذا كنت تريد أن ينفضَّ الناس من حولك، ويسخروا منك عندما توليهم ظَهرك، فهاكَ الوصفة: لا تُعطِ أحداً فرصةً الحديث، تكلّم بغير انقطاع عن نفسك، وإذا خطرتْ لك فكرة بينما غيركُ يتحدّث فلا تنتظر حتى يُتمَّ حديثه، فهو ليس ذكياً مثلك، فلماذا تضيع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف؟! اقتحم عليه الحديث، وقاطِعْهُ في منتصف كلامه!".

 

على أن (حُسْنَ) الاستماع و(فنَّ) الاستماع أمرٌ أعمق بكثير مما يبدو من الوهلة الأولى، (طبعاً إذا لم يكن الكلام ثرثرة فارغة أو غِيبةً للناس، أو ما إلى ذلك). هو أعمق من أن يُطبق المستمع شفتيه، ويفتح أذنيه، وينظر إلى محدِّثه بعينيه!.

 

تقول آلاينا ذوكر في كتابها "التأثير: القوة الخفية في عصر متغيّر" الذي نشرته دار المعرفة للتنمية البشرية في الرياض (وأنقل بتصرف): يتكون رمز كلمة (استمع) في اليابانية من رسم لـِ (أذن) داخل (بوّابة). وهذه الكتابة التصويرية ذات مغزى؛ فعندما نستمع إلى شخص ما، فنحن - في الواقع - نمرّ من خلال (بوابة) ذلك الشخص، وندخل عالمه! إن الاستماع الجيدّ هو أن ترى الأشياء من وجهة نظر الشخص الآخر، إذ قد يكون هو على صواب. لذلك فإن الكثيرين يخشون أن (يحسنوا) الاستماع خوفاً من التعرض للتغيير، ومن اهتزاز ثقتنا ببعض أفكارنا واقتناعاتنا.

 

لكن المطلوب هو التقبل وليس الموافقة بالضرورة.

 

إن (حُسْنَ) الاستماع يقول فيه المستمع لمن يحدثه بلسان حاله، وحركاته، وتعابير وجهه، أنا مهتمٌّ بك، ولا أحاول أن أُصدر عليك أحكاماً أو أصنِّفَك. أنا أحترمُك، وإن كنتُ أرى أن أفكارك غيرُ صحيحة بالنسبة إلي.

 

وهذا الموضوع ليس بعيداً عن (العادة الخامسة) التي أوردها ستيفن كوفي في كتابه الشهير: "العادات السبع للأشخاص ذوي التأثير الكبير"، الذي تُرجم إلى العربية أكثر من مرة بعناوين مختلفة، والذي اقتبستُ منه للقارئ الكريم بعض الأفكار الجديرة بالتأمل في مقال سابق.

 

العادة الخامسة لهؤلاء الناجحين أن يفهموا الآخرين أولاً ثم يحاولوا أن يفهمهم الآخرون.

 

يقول كوفي (بتصرّف):

نحن عادة نسعى إلى أن يفهمنا الآخرون. أغلب الناس لا يستمعون بنيّة فهم، بل يستمعون بنيّة الردّ، فهم إما أن يتكلموا، وإلا هم يستعدّون للكلام. فهم (يُسقطون) ما يحدث معهم على تصرفات الآخرين، ويضعون النظارات الطبية التي يستعملونها لكل من يشكو مشكلة تتعلّق بالنظر!!.

 

حين يتحدّث شخص آخر فنحن عادة (نصغي) إليه بطرقٍ عدة:

1- قد (نتجاهله) ولا نصغي إليه.

 

2- وقد (نتظاهر) بالإصغاء.

 

3- وقد نمارس الإصغاء (الانتقائي)، فنسمع أجزاء معينة من حديثه.

 

4- (وقد نصغي دون انتباه) وتركيز على ما يقول.

 

لكنَّ القليلين منا يمارسون ما يسميه كوفي: (الإصغاء بتقمّص)، ويعني: الإصغاء بنية فهم الآخرين، والنظر إلى الأمور من خلالهم، ومحاولة رؤية الأشياء بالطريقة التي يرونها بها، والتعرّف على مشاعرهم، وكأننا نتقمص شخصياتهم.

 

يتضمنَّ (الاستماع بتقمّص) أكثر بكثير من وعي الكلمات التي تقال فهمهِا، أو تأمُلِها. ويُقدّر خبراء الاتصال أن (10) بالمئة من اتصالاتنا (أو تفاهمنا، أو تواصلنا) يتمّ عن طريق الكلمة المحكيّة، و(30) بالمئة عن طريق أصواتنا، و(60) بالمئة عن طريق حركاتنا، وتعابير وجوهنا، أي لغة أجسادنا، في الاستماع (بتقمص)، يقول كوفي، أنت تصغي بأذنيك وبعينيك وقلبك (وهذا هو الأهمّ)، وهذا ما قاله ابن الرومي قبل مئات السنين!!.

 

يقول ريتشارد كارلسون في كتابه القيّم: "لا تهتمّ بصغائر الأمور مع أسرتك":

"لو كان علي أن أختار اقتراحاً واحداً لوضع حلٍّ لجميع المشكلات الزوجية والأُسرية لاقترحت على الزوجين أن يُنصت كلٌّ منهما للآخر بصورة أفضل. فمِن بينِ مئات النساء اللاتي قابلتهنّ على مدار حياتي، والآلافِ اللاتي تحدثت إليهن خلال عملي، شكتْ غالبيتُهن من أنّ أزواجهنّ، أو آباءهنّ، أو غيرَهم من الرجال المُهِّمين في حياتهنّ، لا يستمعون إليهنّ بشكل جيد! إن حسن الاستماع للآخرين أشبهُ بالدواء السّحري الذي يؤتي ثماراً جيدة في جميع الأحوال!".

 

اللهم اجعلنا ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- إبداع يراع
ابومالك - السعودية 21-02-2014 08:12 AM

إبداع بلا حدود

3- رائع جدا
حسن الشاذلي - السودان 06-09-2013 12:23 AM

شكرا جزيلا

2- استحسان
أبو عمر - السعودية 27-01-2013 11:47 PM

أحسنت يا أبا عمر وابن عمر وصاحب أبي عمر

1- إنّ في ذالك لذكرى
خادم السنة - نيجيريا 21-01-2013 03:53 PM

حمدًا لمن أَرسلَ الرسول وصلاةً وسلامًا على من أُرسِلَ رسولاً
وبعد
ففن الإستماع قد يمدح فريق ويذم الآخر...
وهي من الحواس الخمس التي تتأثر به المستمع, قال العلامة ابن القيم الجوزية في تفسير هذه الآية (أو ألقى السمع) قال: أي وجه سمعه وأصغى حاشة سمعه إلى ما يقال له, وهذا شرط [من شروط] تأتير الكلام...
ومن استمع يرحم..."فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون"
ومن استمع يرسل..."فاستمع لما يوحى"
ومن أراد الانتفاع من الضرب فليسمع..."ضُرب مثلا فاستمعوا له"
وهذا صنف من الناس-لهم مكانتم في المدح والآخرون "ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون"
ولله الحمد على وفاقه

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة