• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. حيدر الغدير / إبداعات شعرية


علامة باركود

تبقين يا شام (قصيدة)

تبقين يا شام (قصيدة)
د. حيدر الغدير


تاريخ الإضافة: 20/9/2012 ميلادي - 4/11/1433 هجري

الزيارات: 11733

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تبقين يا شام


إلى الشعب السوري العظيم، الذي أكرمه الله عز وجل بنصر مؤزر على الطاغية السفاح بشار الأسد وزبانيته، بعد أن قدم تضحيات نادرة المثال أدهشت الدنيا كلها، فنال نصره عن جدارة شهد لها الجميع.

 

يا شام نصرك بسامٌ مُحيّاهُ
الحق مبناه والإيمان معناهُ
أتاك يبرق غراء مواكبه
والعدل والنبل بعض من سجاياه
وَهْيَ الحسان فلا بغي ولا بطر
والنصر أجدره بالحمد أزكاه
أتاك تسبقه أخلاقه درراً
بل دونها الدر أعلاه وأغلاه
ولم تلوثه وهو الحسم شائنة
والنصر يطغي ويطغي المال والجاه
لأنه نصر أنجادٍ غطارفةٍ
وأن مهديه لما أخلصوا الله
ما أكرم النصر تحميه فضائله
وأشأم النصر تخزيه خطاياه
والنصر كالناس هذا سيد عجبٌ
وذاك نذلٌ غريق في دناياه
• • •
يا شام مجدك صنو الشمس من سعة
ومن علو ومن نور وشاحاه
وقبلنا سطرَ التاريخُ روعتَه
في أصغريه وحياه وفداه
وحسبه أن رب العرش باركه[1]
والمصطفى[2] فهو يمن مذ عرفناه
محسَّدٌ وكذا العلياء يحسدها
من أول الدهر من هانوا ومن شاهوا
وحاسد الشمس ترديه حسادته
وتلك وَهْيَ القصاص العدل عقباه
• • •
يقول في الشام أهلوها وحُقَّ لهم
السيف نحن ومن ناداه لبَّاه
ونحن في الشام للطاغين مقبرةٌ
فكل طاغية فيها دفناه
وإن أتى معتدٍ تغريه سطوته
قمنا إليه فدِنّاها ودنّاه
وإن عتا ساعةً في غفلةٍ سرقت
منا بتفريطنا حتى رأيناه
رأساً ولصاً وسفاحاً وطاغيةً
يقول لي الملك أدناه وأقصاه
وتاجه من شقاء الشعب مختلسٌ
والصولجان فم ينعى ضحاياه
يرى الرجالَ عبيداً تحت إمرته
والمحصناتِ الغوالي من سباياه
قمنا له قدراً يجتث شأفته
في عسف عاصفةٍ تذرو بقاياه
للريح تحملها والشمس تصهرها
والأرض من كرهها إياه تأباه
فلست تعرف قبراً ضمّ جيفته
فقبره لعنةٌ والعار مثواه
يا شام ولت عهود الظلم في ضعةٍ
آثامُه الصانعاتُ العارَ تنعاه
كأنها وهي خجلى منه تلعنه
لأنه السوء أقساه وأشقاه
دكت معالمه حتى غدت بدداً
واستسلمت وهي لا تحصى سراياه
أما الغبي الذي اختاروه قائدهم
فانظره والذل عرّاه وأخزاه
ولم يكن قط بشاراً ولا أسداً
فالشؤم والجبن أنى كان بُرداه
مات اللسان الذي ملت مسامعنا
منه طويلاً وعيناه وكفاه[3]
كأنما مسخته نفسه حجراً
من خوفه فغدا نصباً رجمناه
في رعبه قبل وقع البيض مصرعه
والرعب نصر[4] لنا قِدْماً ملكناه
كأنه وهو في الأغلال مرتهن
يرى الثواني التي تترى مناياه
لم يغنه قصره وهو المنيع ولم
يعنه جندٌ ولم تسعفه قرباه
وما حماه غبي من عقائده
فإنها الزيغ أغراه وأغواه
وراح يسألها عوناً وتخذله
لا اللات أجدته أو أجدته عُزّاه
أصنامه[5] وهي من زيف ومن دجل
صرعى تناديه لكنا صرعناه
فهم وقد هلكوا أقذاء مزبلةٍ
تصيح من كرهها الأقذاء ويلاه
من يزرع الشر تحصده مناجله
وشر ما زرع الإنسان طغواه
• • •
لن تعبد الشام يا بشار بعد هدىً
محض هو الحق مجلوّاً شهدناه
إلا الإله الذي تعنو الوجوه له
مختارة ليس فيها قط إكراه
لأنها آمنت إيمان محتسبٍ
شهم عليه من الإيمان أسناه
كل الديانات يعرو الوهن بردتها
مكراً وشكاً وتحريفاً بلوناه
فيزهد الناس فيها زهد ذي إحنٍ
فثم من سكتوا عنها ومن فاهوا
وديننا وحده المحفوظ فهو هدىً
وذاك عهد من المولى عرفناه[6]
والشام من جنده تفديه في شغفٍ
كالسيف في كفِّ مغوار دعوناه
والشام رَبْعُ رباطٍ فهو ملحمة
من البلاء الذي ما انفك يغشاه
ما اشتد إلا تحداه فأرجعه
خزيان تبكي دماً كالمهل عيناه
• • •
"إني أرى وفؤادي ليس يكذبني"[7]
ومن يكنْ صادقاً تَصْدُقْه رؤياه
في الشام نصراً كما نرجوه ملحمة
البشر وجهٌ له والسعد سيماه
تمتد في الناس قبل الأرض أنعمه
والحق والعدل والحسنى عطاياه
كأنما هو رأد الشمس طيَّبه
مزن الربيع فحلاه وجلاه
في عرسه الخالدون الصيد أوسمة
جلوا وجل وهم في الفضل أشباه
عمرو[8]وعامر[9]والفاروق[10]قدسجدوا
وخالد[11] هملت بالشكر عيناه
أما أمية[12] فازدانت بفرحتها
ويوسف[13] قام والبشرى محياه
وهنأت حلب سيفاً[14]به افتخرت
كان الهمامَ الذي الأهوال تخشاه
• • •
وصاح في الشام حادٍ نحن من صنعوا
هذا الفخار الذي بالصبر شدناه
لقد بذلنا له والبذل شيمتنا
واليوم نحصد ما كنا زرعناه
وشامنا اليوم للإيمان خالصةٌ
ومأمنٌ للورى وقفاً جعلناه
جيئوا إلينا بغاةَ الرفد تكلؤكم
قلوبنا قبل إحسان نذرناه
• • •
يا شام صوني انتصاراً قد ظفرت به
فيه المنى وهي أرضى ما رجوناه
كأنه كل ما ترنو القلوب له
وصرحُ عزٍّ كما نهوى بنيناه
يصوننا النصر إن صُنّا حقيقته
فنحن ضيفٌ عليه ما حفظناه
فإن غفلنا تولى غير مكترثٍ
ولا تلمهُ، فإنا من أضعناه
والنصر يدنو وينأى تلك سنته
ونحن نختار مأتاه ومنآه
وأنت يا شام أهلٌ للوفاء له
والشاهد الدهر سِفراً قد قرأناه
والدهر قاض، وحقٌ ما يقرره
والعدل إبحاره والعدل مرساه
قد قال: للشام عهد لا تخيس به
والعسر يتبع جلاه بجلاه
في صونها النصرَ تحميه فوارسها
والروح مَهرٌ له والصبر زلفاه
• • •
يا شام تبقين كالأفلاك شامخة
علاك في ذروة منهن تيَّاه
أما عداك فأشباحٌ قد انقرضوا
وقائدٌ هالكٌ تبكيه قتلاه
تبقين يا شام في سعدٍ وفي غلبٍ
وفي امتدادٍ لأن الحافظ الله

 


[1] قال تعالى في أول سورة الإسراء: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾.

[2] قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا".

[3] كان الطاغية السفاح بشار الأسد يطيل في خطبه، ويكثر من حركة الجسد عامة والعين واليد خاصة، محاولاً أن يضفي على نفسه بذلك طابع العفوية وخفة الروح والثقة بالنفس، لكن ذلك كله خبا منه في أواخر أيامه بسبب الرعب الذي استولى عليه.

[4] قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "نصرت بالرعب...".

[5] يقع أهل الضلال في أسر أصنام معنوية من المبادئ الغبية الفاسدة، هي أشد في السوء والأذى من الأصنام المادية كاللات والعزى.

[6] قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾.

[7] حافظ إبراهيم.

[8] عمرو بن العاص.

[9] أبو عبيدة بن الجراح.

[10] عمر بن الخطاب.

[11] خالد بن الوليد.

[12] بنو أمية بطن من قريش ينسبون إلى أمية بن عبد شمس، والمقصود هنا: الدولة الأموية.

[13] صلاح الدين الأيوبي.

[14] سيف الدولة الحمداني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة