• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. حنافي جواد / نظرات وخواطر


علامة باركود

علمنة الشر

أ. حنافي جواد


تاريخ الإضافة: 3/9/2011 ميلادي - 4/10/1432 هجري

الزيارات: 12005

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لا أستطيع القول: إنَّ الإنسان شريرٌ بطبعه جبلةً، وأقول بملءِ فَمِي، واثقًا الثِّقة كلها: إنَّه ميَّال مع المنحدرات المملاة عليه مِن هواه وشهواته وبنات فِكره وأخوات شعوره، فلو تركت إنسانًا بعيدًا عن عَوامل التأثير وعناصره لمالَ به طبعُه وجبلَّتُه إلى الجهة المنحدرة، أمَّا إذا اختلط مع محيط مليءٍ بالمؤثِّرات القادِحة، فإنَّ سرعة انحداره ستَزيد وتتقوَّى، وذا مِن أبْدَهِ البدهيات وأوضح الواضِحات.

 

عَلْمَنة الشر وما تُمليه طبيعةُ المنحدرات مسألةٌ لا تحتاج لبُرهان؛ لأنَّ ذلك يتوافق والطبيعةَ الجغرافيَّة البشرية الميَّالة إلى المنخفَضات، تندفِع إليها النفس اندفاعًا، وتبذل فيها الغالي والنَّفيس مِن أجْل إحساس تستشعره وهي بصدَد الفِعل، فينشرح الصَّدْر ويتمدَّد.

 

يجب أن نحمِّل أنفسنا مسؤوليةَ ما جرى ويجري لنا مِن ضياع وانحلال وتشرذُم؛ لأنَّ ذلك نابع مِن ذواتنا، أوقنأنَّ للأطراف الأخرى أيدي في الأمر، لكن الضعْف منك انطلق، ومنك انبثق، وأنتَ سببُه فلا تلقِ باللائمة على الغرب والشَّرق، والزمان والمكان، والفساد والناس والأب، أنتَ مسؤول محاسَب على أفعالك، صحيحِها وسقيمِها، سمينِها وغثِّها، عُجرها وبُجرها، قضِّها وقضيضها، دقِّها وجلِّها أصلِها وشطئِها، إنَّك محاسَب على انسياقاتك وسباقاتك؛ ذلك أنَّ منبه الخير والصلاح والجادَّة كامنٌ في أعماقك، يظهر بيْن الفَينة والأخرى، لكنَّك تضمره وتسكنه لتنطلقَ مع المنحدِرين في المنحدَرات، تتزحلَق وتتيه، تتعثَّر وتقوم.

 

يُمكن للإنسان أن يستقلَّ عن الشرِّ المعولَم إذا استقام جهازٌ تحكُمه على الطريقة التي لا تخفَى على ذوي الألْباب، وإذا أيقَن أنَّه في الطريق السويِّ المستقيم وتفاعَل مع اليقين ليجدَ له حلاوةً وطلاوة في قلْبه، ينعكس ضَوءُها في عينيه وبصيرته، ليس أمْر ذلك سهلاً كما تتخيَّل، وليس مستحيلاً، كما تزعُم، إنَّه يحتاج لرياضة وتدريبات، ونفْس توَّاقة إلى الحرية تحتَ ظِلال العبودية، تقول: نعَمْ لرب البشَر، ولا لكلِّ مهيمن مسيطِر بغير حقٍّ مِن الناس.

 

المحيط الفاسِد يصنع الفسادَ ويغذيه ويُنعشه، فيجعل مِن البذور أشجارًا للشر، العِظام تتوالد فيها الحيَّات والعقارب والذِّئاب، ويختلط الأمر فيها على الباحثين عن الحقيقة، فيحجب عنهم النور بظُلمات الفساد، ومِن شدَّة وطْئه على الأعين والبصائر تعمى المُقَل وتضيع البصائر.

 

خُذ مثلاً الشرَّ الذي جاءتْ به الشَّبكة العنكبوتيَّة مثلاً للانسياق والشر، والعَلمنة والعَولمة، فمكَّنت الجهَّال من تبادُل جرائمهم وثقافات انحدارهم، وزادتْ إلى الفساد القديم فسادًا جديدًا فتقوَّى الفساد واشتدَّ عُوده.لقدْ جاءتْ كذلك بالصالِح والصلاح، لكنَّه هَزيل إذا قارناه بالشرِّ المستطير في جنَباتها وأرْجائها.

 

إنَّ الشَّبكة العنكبوتيَّة شرٌّ لا بدَّ مِن بعضه، ولا أتخيَّل أنَّ خيرها مستقل عن شرِّها، فلاتَ حين مناص من أخذ بعض شرِّها مع قليل خيرِها، فدرجات الانحراف ومغبَّات الاستعمال ثابتة يقينًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة