• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن عبدالعزيز الشبل / خطب


علامة باركود

خطبة القرآن كلام الله

خطبة القرآن كلام الله
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 14/2/2025 ميلادي - 15/8/1446 هجري

الزيارات: 3141

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة القرآن كلام الله

 

الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ عَلَىٰ إحسانه، والشكر له عَلَىٰ توفيقه وامتنانه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، عبده المصطفى ونبيه المجتبى، فالعبد لا يُعبَد كما الرسولُ لا يُكذَّب، فاللهم صلِّ وسلم عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن سلف من إخوانه من المرسلين، وسار على نهجه، واقتفى أثرهم وأحبهم وذبَّ عنهم إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

عباد الله! فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

 

أيها المؤمنون!

 

إن من أصول الإيمان الستة وأركانه العظيمة الإيمان بكتب الله المنزلة، وذلك أن الله جَلَّ وَعَلا أنزل كتبًا على أنبيائه ورسله، منها ما علمناها وهي خمسٌ، ومنها ما لم نعلمه، فالإيمان بهذه الكتب إيمانٌ بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، وإيمانٌ بصفته لأنه المتكلم بها، وإيمانٌ بوحيه، وإيمان بما آتى رسله عَليهم الصَّلاة والسَّلام.

 

وهكذا رسل الله منهم من يكلمه الله جَلَّ وَعَلا، ومنهم من يرسل إليه رسولًا، ومنهم من يلهمه وحيه إلهامًا، والذين كلمهم الله بكلامه بغير واسطة هم أبونا آدم وموسى كليم الرحمن ومحمدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كلمهم الله جَلَّ وَعَلا بلا واسطة، لكن من غير أن ينظروا إلى وجهه سُبْحَانَهُ وَتَعَالى.

 

ومن كتب الله المنزلة يا عباد الله، كتب الله المنزلة هي صحف إبراهيم أنزلها على خليله إبراهيم، وصحف موسى وهي التوراة، والزبور المنزلة على داود؛ ﴿ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴾ [النساء: 163]، والإنجيل على عيسى بن مريم، وآخرها المهيمن عليها الناسخ لها وهو أفضل كلام الله كلام الله القرآن وهو الفرقان الحكيم.

 

ومن الإيمان بهذه الكتب الإيمان بعلوه سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، لأن الله أنزلها والإنزال إنما يكون من علوٍ إلى سفل، ومن الإيمان بها الإيمان بصفة الكلام له جَلَّ وَعَلا يتكلم بما يشاء إذا شاء كيفما يشاء، لا نعلم كيفية كلامه، ومن أنكروا كلام الله جَلَّ وَعَلا أنكروا صفته في هذا التكليم، وأنكروا علوه، وأنكروا رسالته، بل جحدوا لله الكمالات، كما قال جَلَّ وَعَلا في آية سورة الأنعام: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى ﴾ [الأنعام: 91]، فمن أنكر كلام الله أو أنكر تنزيله وعلوه فإنه لم يقدر الله حق قدره، وبالتالي لم يؤمن به.

 

ونظير هذه الآية ما جاء في آخر سورة الزمر في تعداد صفاته جَلَّ وَعَلا، في قول الله جَلَّ وَعَلا:﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].

 

وجاء في الصحيحين [1] من حديث ابن مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: جاء حبرٌ من أحبار اليهود إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا أبا القاسم، إنا نجد أن الله يضع السماوات على إصبع" -نجده أي: في كلام الله المنزل التوراة على موسى-، إنا نجد أن الله يضع السماوات على إصبع، ويضع الأرض على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصديقًا لقول الحبر ثم قال: «وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ».

 

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ عَلَىٰ إحسانه، والشكر له عَلَىٰ توفيقه وامتنانه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إعظامًا لشانه، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الداعي إِلَىٰ رضوانه، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ومن سلف من إخوانه، وسار عَلَىٰ نهجهم، واقتفى أثرهم، واتبعهم وأحبهم وذبَّ عنهم إِلَىٰ يوم رضوانه، وَسَلّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا مزيدًا؛ أَمَّا بَعْدُ:

عباد الله! إن مقتضى الإيمان بالكتب الإيمان بما اشتملت عليه من تعريفٍ بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، والإيمان به، والإيمان برسله جميعًا، والإيمان بأحكامه المنزلة في كتبه، وإن من الإيمان بالكتب تعظيم هذا القرآن، هذا الذي جعله الله جَلَّ وَعَلا وحيًا وحجةً وبرهانًا على صدق نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

أتدرون كيف ذلك يا عباد الله؟

 

لما أنزل الله القرآن أنزله بهذا اللسان العربي البين الواضح؛ ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 195]، وتحدى به بلغاء وفصحاء العرب، الذين هم أصح الناس ألسنةً وأصحهم قلوبًا، تحداهم أن يأتوا بمثله فعجز الإنس والجن على أن يعارضوه؛ ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88]، أي ولو كان بعضهم لبعضٍ معينًا، ثم نزل التحدي إلى أن يأتوا بعشر سورٍ مثله مفتريات، فعجزوا عن ذلك، ثم نزل التحدي إلى أن يأتوا بسورةٍ واحدةٍ من مثله وعجزوا عن ذلك، فقال جَلَّ وَعَلا في أوائل سورة البقرة: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 23].

 

هذا القرآن حجة الله جَلَّ وَعَلا على عباده، وهو معجزة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الباقية إلى أواخر الزمان، حتى إذا زهد الناس بكلام الله القرآن فلم يعملوا به ولم يتحاكموا إليه، ولم يحكِّموه في شؤونهم وخصوماتهم ومنازعاتهم، ولم يرجعوا إليه فيستقوا منه هداهم، وإنما استبدلوا ذلك بالقوانين المستوردة وبالسولوم والعوائد القبلية، وهجروا القرآن فلم يعملوا به ولم يقرؤوه إلا في المناسبات كان حريًا أن يُرفع عنهم القرآن فيفتحوا مصاحفهم في آخر الزمان فيجدونها بيضاء قد أُسري على القرآن في ليلة، أُسري عليه من المصاحف والسطور حتى غدت بيضاء، وأُسري عليه من صدور حفاظه حتى نسوه، هذا إذا أهملوا القرآن ولم يتعاهدوه بالتلاوة والقراءة والمراجعة.

 

فأين نحن يا عباد الله من هذا الوحي الإلهي، الذي هو عزنا وهو نبراس حكمتنا، وهو سبيل نجاتنا؟ أين نحن منه؟ إن من شبابنا بل ومن كثيرٍ منا من يمضي الساعات الطوال أمام الجهاز سواءً جهاز جواله في تواصلٍ اجتماعي أو في غيره، ثم إذا طُولب أن يقرأ من القرآن صفحةً أو صفحتين في يومه أو ليلته قال: أنا ما عندي وقت، إنما عندك وقتٌ أضعته فيما استحوذ به الشيطان عليك في مضرتك، أو على الأقل في ما لا ينفعك، فاللهَ اللهَ بالقرآن يا عباد الله، فهو كتاب الله المنزل، وهو كتاب الله الذي لم يُرفع ولم يُنسخ، فاهتدوا به، واجعلوه هجيراكم، ورتبوا فيه حزبًا يوميًا تقرؤون فيه، وتستقوا منه الهدى، وتعملوا فيه بما أمركم الله جَلَّ وَعَلا به.

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] أخرجه البخاري (4811)، ومسلم (2786) بنحوه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة