• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية


علامة باركود

هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع العصاة

الشيخ أحمد الزومان


تاريخ الإضافة: 9/7/2011 ميلادي - 7/8/1432 هجري

الزيارات: 47066

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع العصاة


الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد:

إصابة الحق مطلب يطلبه المسلم ولا يكون ذلك إلا بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فالهداية مشروطة بمتابعته ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [سورة النور: 54] فعلى المسلم الذي يبحث عن النجاة أن يبحث عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمر في عباداته ومعاملاته وعقوده ودعوته فيسلكه وليصبر على ذلك وإن قل المعين وليعلم علم اليقين أن العاقبة للمتبعين وفي هذه الخطبة أذكر هدي النبي في تعامله مع المعاصي والعاصين وهديه وسط بين الإفراط والتفريط.

فكان النبي ينهى عن المعاصي ويحذر منها ويذكر عقوبة صاحبها امتثالا لأمر الله تبارك وتعالى له بقوله ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ [سورة ق: 45] فباب الترهيب وردت فيه النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة تحذر من الوقوع في المعصية وتبين حكم من قارفها في الدنيا والآخرة فيذكر أصحابه بهذه النصوص ويقرأها عليهم فيبكون حين سماعها أحيانا.

 

وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى الورع والبعد عن المتشابه ولم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم التهوين من معصية الله و البحث عن مسوغ لصاحبها فلذا كان أصحابه من أتقى الناس تجنبوا المتشابهات فضلا عن المحرمات فأنتجت هذه التربية خشية عند الصحابة في البعد عن المعاصي ولو حصل لأحدهم حالة ضعف وأغواه الشيطان فقارف المعصية سرعان ما يتوب ويطلب أن يطهر من هذه المعصية في الدنيا قبل الآخرة ولو توقف الأمر على بذل النفس لجاد بها.

 

هدي النبي مع أرباب الشهوات أنه يعضهم و يذكرهم و يبين لهم الحكمة التي شرعها الله في تحريم الحرام فعن أبي أمامة قال إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه قالوا مه مه فقال ادنه فدنا منه قريبا فجلس قال أتحبه لأمك قال لا والله جعلني الله فداءك قال ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال أفتحبه لابنتك قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال ولا الناس يحبونه لبناتهم قال أفتحبه لأختك قال لا والله جعلني الله فداءك قال ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال أفتحبه لعمتك قال لا والله جعلني الله فداءك قال ولا الناس يحبونه لعماتهم قال أفتحبه لخالتك قال لا والله جعلني الله فداءك قال ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال فوضع يده عليه وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء "رواه الإمام أحمد (21708) ورواته ثقات.

 

وكان هدي النبي أنه لا ينكر مباشرة فيسأل حتى يتبن له الأمر ويتأكد من وقوع المعصية وهل العاصي قارف المعصية وهو عالم بالحكم أو جاهل فعن أبي سعيد قال أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر فقال ما هذا التمر من تمرنا فقال الرجل يا رسول الله بعنا تمرنا صاعين بصاع من هذا فقال رسول الله هذا الربا فردوه ثم بيعوا تمرنا واشتروا لنا من هذا " رواه مسلم (1594) ثم يأمر بتدارك المعصية مع الإمكان فيأمر بتغيير المعصية كما أمر بإعادة التمر لأنها معاملة ربوية وكما أمر ابن عمر أن يراجع زوجته حينما طلقها وهي حائض تغييرا للمنكر وكما قال للمسيء صلاته ارجع فصل فإنك لم تصل.

 

وإذا كان العاصي جاهلاً وأرتكب المعصية وهو يظن جوازها تلطف النبي صلى الله عليه وسلم معه بالإنكار عليه ولم يعنفه فعن معاوية بن الحكم السلمي قال بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت وا ثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني - أي زجرني - ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن "رواه مسلم (537).

 

الأصل أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم اللين في الإنكار لكن قد يغلظ في الإنكار إذا حصلت المعصية من خاصة أصحابة ممن قوي إيمانهم لمصلحة يراها صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن عمرو قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال أأمك أمرتك بهذا قلت أغسلهما قال بل أحرقهما" رواه مسلم (2077) بل ربما بالغ في تأديب العاصي من أصحابه فهجرهم وأمر الناس بهجرهم كما حصل للثلاثة الذين خلفوا.

ومن هدي النبي الغضب حين وقوع المعصية غضبة لله فعن عائشة قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل "رواه مسلم (2328) فالتأثر من معصية الله دليل على تعظيم الله بخلاف من تبلد حسه فلا يتأثر بذلك لكن غضبه لله لا يخرجه عن حد الاعتدال فيمنعه من التثبت والرفق في حق من يحتاج إلى الرفق

 

ومن أسباب غضبه حينما يشفع أحد لإسقاط حد من حدود الله بعد رفعه إليه فعن عائشة أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه قال عروة فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتكلمني في حد من حدود الله قال أسامة استغفر لي يا رسول الله فلما كان العشي قام رسول الله خطيبا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت يدها فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت قالت عائشة فكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري (4304) ومسلم (1688).

 

الخطبة الثانية

كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي العاصي تائبا معترفا بالذنب أسقط عنه النبي صلى الله عليه وسلم الحد فالتوبة مكفرة والحد مكفر لكن إذا أصر العاصي التائب أن يطهر بالحد أقام عليه النبي صلى الله عليه وسلم الحد فعن بُرَيْدَةَ قَالَ جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَقَالَ وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ قَالَ فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ قَالَ فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ الرَّابِعَةُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ فِيمَ أُطَهِّرُكَ فَقَالَ مِنْ الزِّنَى فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِهِ جُنُونٌ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ فَقَالَ أَشَرِبَ خَمْرًا فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزَنَيْتَ فَقَالَ نَعَمْ فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ قَائِلٌ يَقُولُ لَقَدْ هَلَكَ لَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ وَقَائِلٌ يَقُولُ مَا تَوْبَةٌ أَفْضَلَ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ ثُمَّ قَالَ اقْتُلْنِي بِالْحِجَارَةِ قَالَ فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ فَقَالُوا غَفَرَ اللَّهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ قَالَ ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنْ الْأَزْدِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَقَالَ وَيْحَكِ ارْجِعِي فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ فَقَالَتْ أَرَاكَ تُرِيدُ أَنْ تُرَدِّدَنِي كَمَا رَدَّدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ وَمَا ذَاكِ قَالَتْ إِنَّهَا حُبْلَى مِنْ الزِّنَى فَقَالَ آنْتِ قَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ لَهَا حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ قَالَ فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ قَالَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قَدْ وَضَعَتْ الْغَامِدِيَّةُ فَقَالَ إِذًا لَا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا لَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ إِلَيَّ رَضَاعُهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ فَرَجَمَهَا رواه مسلم (1695) فما أعظم هذه النفوس وما أصدق إيمانها حيث بذلت مهجتها طاعة لله راغبة وراهبة.

من وقع في كبيرة من كبائر الذنوب يجب عليه التوبة إلى الله وليستر نفسه ولا يطلب إقامة الحد عليه فالتوبة الصادقة مكفرة للذنوب التي تتعلق بحق الخالق تبارك وتعالى.

 

وإذا وقع العاصي التائب في معصية دون الكبائر فيخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمال الصالحة والتوبة تكفره ولا يعزره عقوبة على معصيته فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال ولم يسأله عنه قال وحضرت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قام إليه الرجل فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم في كتاب الله قال أليس قد صليت معنا قال نعم قال فإن الله قد غفر لك ذنبك أو قال حدك " رواه البخاري (6823) ومسلم (2764) فهذا المستفتي وقع في معصية فكفرتها الصلاة فالحدود في نصوص القرآن و السنة أعم من العقوبات المحددة شرعا فتدخل في حدود الله المحرمات فحينما ذكر الله ما يتعلق بأحكام النساء الخاصة بالصائم و تحريمهن على المعتكف ختمها بقوله تعالى ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ﴾ [ سورة البقرة: 187].

 

معاشر الإخوة لا فلاح لنا في الدنيا والآخرة إلا بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره فلنحرص على متابعته في كل شيء ففي هذا الفلاح في الدارين ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [سورة آل عمران: 31].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة