الغصن المذعور (قصيدة)

**الغُصْنُ المَذْعُور[*]**

رُدِّي عليهِ رُواءَهْ

واحميهِ منْ حقدِ الرِّياحْ

وهبيهِ ما يُرويهِ منْ

أملٍ تَبَدَّدَ بالجِراحْ

أوَ ما ترينَ الخوفَ يَسْرِي

في أنامله الفِصَاحْ

أو ما تَرَيْنَ الذُّعرَ يَسْلبهُ

أفانين الكفاح

عيناهُ مصباحانِ قَدْ

ذَبُلا ولمْ يأتِ الصَّباحْ

كَفَّاهُ مسماران قَدْ

خَارا كما خَوَرِ الجَنَاحْ

أوراقُه ارتعشَتْ فأنشبتِ

الأظافرَ كالسلاحْ

في قلبِها حُبٌّ لهُ

لَكِنَّها تَخْشى اطِّراَحْ

والحُبُّ يَعْقِدُ أَلْسُنَ العشَّاقِ

عن بَرَدِ البَواحْ

صُونِي غُصَيْنًا بَرْعَمَتْ

أَزْهَارُهُ في كُلِّ سَاحْ

قَدْ كَانَ مَسْرَحَ بُلْبُلٍ

غَرِدٍ بألوانِ الصُّدَاحْ

قد كان يَنْشُرُ عِطْرَهُ

عَبِقًا: إذاَ مَا مُسَّ فَاحْ

قد كانَ بَلْسَمَ مُقْلَةٍ

قَرِحَتْ بأدْمُعِهَا السِّحَاحْ

كَمْ مُتْعَبٍ مِنْ هَمِّهِ

أَلْفَى بِهِ رَوًحًا ورَاحْ

كَمْ آملٍ خُنِقَتْ مطاِحُهُ

فأهَداهُ الأَقاحْ

لو تتركينَ جِراحَهُ

لهوى، فياحُزنَ البِطَاحْ

ضُمِّيْهِ بَيْنَ ضُلُوعِكِ الحَرَّى

ولا تَخْشَيْ جُنَاحْ

كُوني لَهُ أُمَّاً رَؤومًا

وامنحيهِ القَلْبَ سَاحْ

[*] نشرت في مجلة الشرق العدد: 431، (السبت 30 ربيع الأول 1408هـ). وجريدة الرياض العدد: 8413، يوم الأحد 25/12/1411هـ.

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي