• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / تفسير القرآن العظيم


علامة باركود

تفسير سورة البقرة .. الآيات (148 : 149)

الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 21/11/2012 ميلادي - 7/1/1434 هجري

الزيارات: 23477

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة البقرة

الآيات [148 : 149]


وقوله: ﴿ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ النهي في هذه الآية كالوعيد في الآية السابقة، وجه الله الخطاب بها إلى محمد صلى الله عليه وسلم، والمراد أمته من كان منهم غير راسخ في الإيمان أن لا يغتر بمظاهر المخادعين ولا يحصل له أدنى شك أو ريبة.

 

وقوله سبحانه: ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ ﴾ [148].

 

يعني أن أهل كل ملة له وجهة يتوجه إليها في عبادته، فلم تكن جهة من الجهات قبلة للجميع تعتبر ركناً، كالتوحيد والإيمان بالبعث، فإبراهيم وإسماعيل قبلتهما الكعبة، وبنو إسرائيل يستقبلون صخرة بيت المقدس ثم خالفهم النصارى فاستقبلوا المشرق، وكان الأنبياء المتقدمون يستقبلون جهات أخرى، فإذا كان الأمر كذلك، لم تكن جهة معينة ركناً ثابتاً في الأديان. فأي شبهة عقلية أو دينية يتشبث بها المشاغبون في أمر القبلة؟ وأي وجه لما أظهروه من نشاطهم في الدجل والأراجيف؟ وأي وجه لما زجوا فيه أنفسهم من الطعن في النبوة والتشريع؟ ما دامت كل ملة لها قبلة وتتوجه إليها وحدها، فليس الشأن في استقبال القبلة فإنه من الشرائع التي تتغير بحسب الأزمنة والأحوال ويدخله النسخ، وإنما الشأن كل الشأن في امتثال أمر الله والتقرب إليه بطاعته، فإذا كانت مسألة القبلة المعينة ليست من أصول الدين ولا من جوهره ولبابه، بل هي من الفروع التي تتغير حسبما شاء الله، فالواجب فيها الاتباع المحض والتسليم الكامل لأمر الله وإن لم تظهر حكمة تخصيصها للناس، فكيف وقد ظهرت الحكمة بحمد الله؟

 

ولذا قال سبحانه: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ يعني: ابتدروا كل نوع من أنواع الخير بسرعة فعله، وليحرص كل واحد منكم على مسابقة غيره فيه وفق متابعة الشريعة لا متابعة الهوى، وهذا الأمر عام موجه إلى جميع أمة الدعوة ليس لأمة الإجابة فقط، فهو سبحانه يخبرهم أن العبرة بالمسابقة إلى الخيرات والتقرب إلى الله فيها وطلب الزُّلفى عنده، فإن هذا هو عنوان السعادة وطريق الولاية لله، وهو الذي إذا لم تتصف به النفوس حصلت لها الخسارة العامة في الدنيا والآخرة، كما أنها إذا اتصفت به فهي السعيدة الرابحة المفلحة.

 

وهذا أمر متفق عليه في جميع الشرائع، وهو الذي خلق الله الخلق من أجله، وأمرهم به، فلهذا كان الأمر في هذه الآية عامًّا لجميع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، أمة الدعوة لا أمة الإجابة كما مضى.

 

واعلم أن الأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات، ذلك أن الاستباق إليها يتضمن فعلها وتكميلها وإيقاعها على أحسن الأحوال وأكملها والمبادرة إليها، وكل من سبق في هذه الدار الدنيا إلى الخيرات يكون السابق في الآخرة إلى الجنات والحائز على ما يصبو إليه فيها من الدرجات فالسابقون هم أعلى الخلق درجة، والخيرات بعمومها تشمل جميع الفرائض والنوافل من صلاة وزكاة وصدقة وحج وجهاد ونصح لله في الدعوة إلى دينه، وتوزيع وحيه المبارك.

 

ولما كان أقوى ما يحث النفوس على المسارعة إلى الخير وينشطها على المسابقة فيه هو ما رتبه الله عليها. قال ﴿ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً ﴾ فيجمعكم ليوم القيامة ويجزي كل عامل بعمله. فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره، إذ الله على كل شيء قدير، لا يعجزه جميع الناس مهما تفرقوا وتباعدوا وتشتت أجزاؤهم، فإعادتهم بقدرته أهون عليه من نشأتهم الأولى، فيا لها من آية جامعة نافعة.

 

وقوله سبحانه: ﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [149].

 

يعني: من أي مكان خرجت، وفي أي بقعة حللت في مراحل أسفارك، فاتجه في صلاتك نحو المسجد الحرام، يعني الكعبة، وهذا للعموم، وقد سبق أن المتنقل في السفر يصلي حيث توجهت به راحلته، وذلك في تفسير قوله تعالى: ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 115]، وأن المخطئ للقبلة في السفر تجزيه صلاته فيما اتجه.

 

وقد أعاد الأمر هنا في صورة أخرى ليبين لنا أنه شريعة عامة في كل زمان ومكان، فقال: ﴿ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾، لا يختص ذلك ببلاد دون بلاد، ولا بحضر دون سفر. وقد كان الأمر بتحويل القبلة نزل على النبي صلى الله عليه وسلم فأعلمه بصيغة الأمر أنه ليس خاصاً بتلك الصلاة ولا بذلك المكان، بل عليه أن يفعل ذلك من حيث خرج وأين توجه.

 

ومن مزايا هذه القبلة المباركة أن أصحابها يصلون الى جميع الجهات بتوليهم إياها في جميع أقطار الأرض المختلفة.

 

وقد وثق الله الأمر وأكده بقوله: ﴿ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ﴾ [البقرة: 149] لئلا يقع لأحد فيه أي شبهة، ولئلا يظن أنه على سبيل التشهي لا على سبيل الامتثال، يعني وإن توليك شطر الكعبة لهو الحق المحكم من ربك الذي لا نسخ.

 

﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾، يعني أنكم أيها المخاطبون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يجي به من أمر الدين تحت نظر الله دائماً، فهو لا يغفل عن أعمالكم، بل هو مطلع عليكم في جميع أحوالكم، فاتقوه حق تقاته، وراقبوه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده، وإياكم في مخالفة أمره، فإن المخالف لأمره على خطر عظيم.

 

وفي آخر الآية التفات من مخاطبة النبي - صلى الله علية وسلم - الى مخاطبة جميع المسلمين المكلفين بما فيه من التعريض والتهديد للمنافقين، وعلى قراءة أبي عمرو البصري: (يعملون) بالياء، يعود الخطاب الى أولئك المجادلين في القبلة، كأنه يقول لنبيه: لا يحزنك أمرهم، فالله سبحانه ليس بغافل عنهم، بل يتولى جزاءهم على فسادهم وفتنتهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة