• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

فلنجابه الواقع بصراحة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: أرسلت لجريدة عكاظ في 17/5/1387هـ.

تاريخ الإضافة: 7/8/2010 ميلادي - 26/8/1431 هجري

الزيارات: 9525

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بدون الصراحة الناصِحة لا يمكن أن يَتوصَّل العرب إلى حلٍّ لمشاكلهم، وإنما يظلُّ الضباب يحجب الحقيقة، والضجَّة تضيع الصَّوْت الرزين، ومعنى ذلك الاستمرار في التِّيه، وفي التراشق والتلاوم.

 

أما المشاكل الجذرية فتبقَى، بل تزداد تراكمًا وظلمات، وذلك ما لا تُحمد عقباه، كما دلَّت التجارِبُ والأحداث، وهو مما لا ترضاه الشعوب العربية في مختلف أقطارها، وعلى تنائي ديارها.

 

ومَن يستمرئ سلوكَ هذا الطريق الخاطئ فإنَّه يجني على العرب، ويناقض أهدافَهم، فلنحاول أن نجابه الوقائعَ بالحقائق، لا بالتزييف والمغالطات.

 

فالعرب عزُّوا بالإسلام، وهم الذين حملوا رايةَ الدِّين في عصور الإسلام الأولى، ونشروا العِلم والمعرفة والهداية في أصْقاع الأرض منذ تلقوا (الهدى) عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيِّين، والمبعوث إلى الناس كافَّة.

 

وعندما يتخلَّى العربُ عن دَوْرهم في هذا السبيل، فإنَّهم يكونون بددًا ضعيفي الشأن، بأسُهم بينهم، يتخطفهم الأعداءُ من كلِّ جانب، وهذا ما ظهرتْ نتائجه مع الأسف في الحرْب بين العرب وإسرائيل.

 

إذ عَشِق بعضُ زعماء العرب بعضَ المبادئ الهدَّامة، واندفع خلفَها بلا رويَّة، وأراد فرْضَها على العرب بكل وسيلة، وكلُّ مَن لم يَنقَد لها، فهو خارجٌ عن نطاق القومية العربية (في زعمه)، ورجعيٌّ وعميل، كما أن بعض هؤلاء الزعماء قد قطع كلَّ صلة له بالبلاد الإسلامية غير العربية أو كاد، بينما أضْحى صديقًا حميمًا لكلِّ شيوعي من كاسترو - وشوئن لاي، وكوسيجن، وتيتو - إلى عصابات الفيتكونج، وأنصار لوممبا، وسفَّاحي تنزانيا.

 

أما التضامُن بين المسلمين، والدعوة إلى تقوية الروابط بينهم وبيْن العرب، فهي خيانةٌ في رأيه، وأحلاف مشبوهة، ولا شكَّ أنَّ هذا السلوك الغريب كان من أشدِّ عوامل النكبة وأكبرها بلاء، إذ فرَّق الصفوف، وشتَّت الأهداف، وباعَد بين الغايات، وصار المحارِب فاقدًا للحماس الدِّيني الذي يدفعه للاستبسال طلبًا للشهادة أو النصر.

 

وكلُّنا يسمع إبَّان المعركة التوجيهاتِ الخاطئة، وبدلاً من قراءة القرآن وأحاديث الرسول، وخُطب العلماء في الدعوة للجِهاد، والحثِّ عليه - كانت الإرشادات من المغنيَّات، والنشيد قسمًا بغير الله، والدعوة إلى النعرات والعصبيات الجاهلية، والغلو والغرور، وكان الاستبدادُ بالرأي، وتجاهلُ التعاونِ بين العرب والتفاهمِ بين قادتهم، واستخفافُ بعض الزعماء بذلك، واعتمادُه على تصرُّفات فردية، طابعها الطيش والاستبداد، كلُّ هذه أسباب للنكبة وحدوثها.

 

وهناك الانحياز السافِر من بعض زعماء العرب نحوَ أحد المعسكرات العالمية، حتى ليكاد يرتمي في أحضانها، ويذيع ويملأ الجوُّ عجيجًا بأنَّها ستدافع عنه وتحميه، ويبتهج لأنَّها تتحدَّث باسم العرب، وهي الأجنبية البعيدة عنهم، التي تريد أن تجعلَ منهم سِلعةً تتاجر بها.

 

هذا الانحياز المكشوف كانت له نتائجُ خطيرة، وإثارةٌ لدول الغرب ودول أمريكا اللاتينية، وبعض من دول إفريقيا وآسيا، وقد كان من الممكن بشيءٍ من التصرُّف العاقل المتَّزن تفادي ذلك لو أنَّ هؤلاء المتزعِّمين من العرب لم يَنْساقوا هذا الانسياقَ المتهور.

 

وهذه إسرائيل عدوةُ العرب والمسلمين تأخذ المساعداتِ الكثيرةَ من أمريكا وبريطانيا، وفرنسا وألمانيا الغربية، وسواها من الدول، ومع هذا فهي لا تندفع اندفاعَ بعضِ زعماء العرب مع روسيا، ولا ترضَى بأن تتكلَّم باسمها في المحافل الدوليَّة، وقد جرَّتْ هذه السياسةُ على العرب عداء عنيفًا من دول الغرب، وردَّ فعل شديد في تأييد إسرائيل تأييدًا مندفعًا.

 

ولستُ أريد من العرب رفضَ التأييد من أيِّ كتلة أو دولة صدِيقة، أو عدم التعامل معها، ولكن الذي لا أرتضيه هو التبعيةُ، والذوبان في كتلة أو معسكر لا يمتُّ للعرب والمسلمين بصِلة.

 

والعرب مدعوون إلى دعْم اقتصادهم وزراعتهم، وصناعتهم وجيشهم، والالْتفات إلى سُبُل النهوض، وحفْظ الأموال، وصرفها في طُرقِها المشروعة بلا تبذير أهوج، أو إنفاق في غير ما طائل.

 

ومِن الخير للعرب أن يتعاونوا مع بقية الدول الإسلامية اقتصاديًّا وثقافيًّا، وعسكريًّا وسياسيًّا، وأن يُوحِّدوا صفوفَهم؛ معهم لأنهم جزءٌ منهم ما عدا فئات ضئيلة لن يضرَّها التقارُبُ الإسلامي، ولن يكون عليها منه أيُّ عَنَتٍ أو إرهاق.

 

والمسلمون بإمكاناتهم الوفيرة، وثرواتهم الهائلة وأسواقهم التجارية يمكن أن يكونوا وحدةً متكاملة قويَّة، تصمد في وجه الأسواق العالمية، والاحتكارات الدولية، وتَثبُت راسخةً أمام المنافسات والمناورات الاقتصاديَّة، والسياسيَّة والعسكريَّة، ففي ذلك خيرُهم وسعادتهم، ومنعتُهم وقوَّتُهم.

 

والمسلمون في حاجة إلى أن يضعوا خطَّةً لردِّ العدوان، وتطهير أراضي فلسطين من عصابات الاحتلال، وأن يلتقي زعماؤهم ويتشاوروا، ويسيروا ضمنَ منهج مدروسٍ، نابِع من أنفسهم، متَّفِقٍ مع العقيدة الإسلامية، والتضامن الإسلامي.

 

وإذا كان زعماءُ الكتلتَين اللدودتَين قد التقيا وتباحثَا، فكيف لا تجمع النكبات الزعماء المسلمين؛ ليتفاهموا ويتدارسوا في إطارٍ من خدمة القضايا العربية والإسلامية، بعيدًا عن الأحقاد الشخصيَّة، والرغبة في السيطرة والاستعلاء، وأن يجمدوا خِلافاتِهم ليتفرَّغوا لقضية فلسطين، وتأجيل ما يصعُب حلُّه من المشاكل حاليًّا؛ لِيُكرِّسوا جهودَهم لهذه القضية، وأن ينبذوا الشِّقاق والمهاترات، وسوء ظنِّهم ببعضهم، وعليهم أن يُجنِّدوا كافَّة إمكاناتهم، وأن يكونوا على مستوى المسؤولية، وألاَّ يتواكلوا ويتهاونوا بأمر الأعداء وتحذيراتهم، فهُم أمامَ أعداء شرسِين يُريدون القضاءَ عليهم، ونهْبَ خيراتهم، والاستيلاءَ على أوطانهم.

 

ومَن يتجاهل هذه الحقائقَ فهو سادرٌ في غفلته، وحريٌّ أن يُوقَظ ولا يُترَك في سُباته كالأموات.

 

إنَّ المسلمين اليوم في مفترَق الطرق، وإذا لم يعملوا بسرعة وحزْم، فسوف يندمون ولاتَ ساعةَ مندم، وعسى أن يكون في الأحداث السالفة ما يدعو لإيقاظِهم واستعدادهم، وتهيئِهم لِمَا هم مُقبِلون عليه من أحداث تحتاج إلى الحذر والتنبُّه قبلَ أن تقع الكوارث، ويذهبوا ضحيةَ الغباء والجهل، وتكالُبِ أعدائهم الطامعين، واللهُ ناصرٌ مَن نَرَه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة