• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الثانية والعشرون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 9964

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لما خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - لغزوة بدر، وعلم بمسير قريش استشار الناس، فتكلم أبو بكر ثم عمر فأحسَنَا، ثم قام المقداد بن عمرو فقال:

"يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: 24]، ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق، لو سِرْتَ بنا إلى برك الغماد، لجالدْنا معك مَن دونه حتى تبلغه".

 

أجل، إنه تصميم لا مجال فيه للتردد، أو إيثار الراحة وسلامة النفس؛ بل لقد باع السابقون الأوَّلون أنفسهم لله، وما أربحَها صفقةً، وأعظمها ثمنًا، وأجلها من مشترى!

 

عبَّر المهاجرون عن عزيمتهم وثقتهم، فسُرَّ بذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفرح، وكان مع ذلك يريد أن يعرف رأي الأنصار، ومدى تحملهم لمسؤولية الجهاد ومقاتلة المشركين خارج المدينة، ويعيد الكرة قائلاً: ((أشيروا عليَّ أيها الناس)).

 

وينهض سعد بن معاذ ليعبِّر عن رأي الأنصار، وما يلتزمونه في هذا الشأن وفي ذلك الموقف الخطير، وتشرئب الأعناق، وتصغي الأسماع، لتلتقط الكلمة التي يتفوه بها سعدٌ في تلك اللحظات الحاسمة.

 

وهنا يجهر سعد بكلمة مدوية، ترتاح إليها نفوس المسلمين، وتشد من أزرهم، ويستبشر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما قاله سعد موضحًا فيه رأي الأنصار الحازم.

 

قال سعد: لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: ((أجل))، قال: فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئتَ به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامضِ يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضتَه لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوَّنا غدًا، إنَّا لصُبُرٌ في الحرب، صُدُقٌ في اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسِرْ على بركة الله.

 

فسُرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول سعد ونشطه ذلك، ثم قال: ((سيروا وأبشروا؛ فإن الله - تعالى - قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم)).

 

ونطوي صفحات وضاءة في تاريخ سعد بن معاذ، ونقف عند هذه الصورة الجميلة لجهاد سعد وإقدامه.

 

في يوم الخندق كانت عائشة في حصن بني حارثة، ومعها أم سعد بن معاذ، وذلك قبل فرض الحجاب، فمر سعد بن معاذ وعليه درع له مقلصة، قد خرجت منها ذراعه كلها، وفي يده حربته يرقل[1] بها ويقول:

لَبِّثْ قَلِيلاً يَشْهَدِ الهَيْجَا جَمَلْ
لاَ بَأْسَ بِالمَوْتِ إِذَا حَانَ الأَجَلْ

 

فقالت له أمه: الحق أي بني، فقد والله أخرت، فقالت لها عائشة: يا أم سعد، والله لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي، فرُمِيَ سعد بسهم فقطع منه الأكحل، رماه حبان بن قيس بن العرقة[2]، فلما أصابه قال: خذها مني وأنا ابن العرقة.

 

فقال له سعد: عرق الله وجهك في النار، اللهم إن كنتَ أبقيتَ من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إليَّ أن أجاهدهم من قوم آذَوْا رسولَك وكذَّبوه وأخرجوه، اللهم وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة، ولا تُمتني حتى تقر عيني من بني قريظة.

 

وبعد قيام بني قريظة بخيانتهم وغدرهم، حكَّم الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيهم سعدًا، فحكم فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات، وآثر الحقَّ على حلفائه.

 

ونعود إلى الوراء قليلاً لنرى سعدًا إبان إسلامه، وقد ألزم نفسه بما كان سببًا لإسلام قومه بني عبدالأشهل.

 

لقد أعلن سعد أن كلام رجالهم ونسائهم عليه حرامٌ حتى يُسلموا، فبادروا إلى الإسلام، وأطاعوا زعيمهم في خير دنياهم وأخراهم، فكان سعد من أعظم الناس بركة في الإسلام.

 

وعندما توفي سعد بعد أن قام بأعمال جلى، وجاهد جهادًا مشكورًا، قال المنافقون: ما أخف جنازته! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((إن الملائكة حملتْه))، وقال: ((اهتز العرش لموت سعد)).

 

وأمه الفخورة به، المعتزة بهذا الابن النجيب، كانت تنشد:

وَيْلُ أُمّ سَعْدٍ سَعْدَا
صَرَامَةً وَحَدَّا
وَسُؤْدَدًا وَمَجْدَا
وَفَارِسًا مُعَدَّا
سُدَّ بِهِ مَسَدَّا
يَقُدُّ هَامًا قَدَّا

 

ويبلغ ذلك الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - فيقول: ((كل نادبةٍ تكذب، إلا نادبة سعد)).


[1] يرقل: يسرع.

[2] العرقة: هي قلابة بنت سعد بن سهم؛ سميت بذلك لطيب ريحها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة