• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة السادسة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 11923

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حين اجتمع الأنصار بسقيفة بني ساعدة لمبايعة سعد بن عبادة، أسرع أبو بكر ومعه عمر وأبو عبيدة؛ تلافيًا لما قد يحدث من انشقاق وتفرُّق بين المسلمين، إلى حيث اجتمع الأنصار، والرسولُ- صلى الله عليه وسلم - لم يوارَ بعدُ، ويتهيَّأ عمر لإلقاء خطاب يقنع به القوم، ويوضح فيه الحقيقة؛ حتى يزول الالتباس، ويقول له أبو بكر: على رسلك، فيسكت عمر كراهية أن يعصيَه، ويتكلم أبو بكر، فما يترك شيئًا مما كان عمر يريد قوله إلا أتى به على أكمل وجه وأحسنه.

 

وتخمد فتنةٌ كانت على وشك الاندلاع، ويتجلى الحق بعد أن خفي على أناس كانوا مجتهدين ولا يريدون إلا خيرًا، وهكذا كان أبو بكر السبَّاق إلى الخير ونصْر الإسلام، ودرء الأخطار عن المسلمين، فبايع المسلمون أبا بكر بيعة يرضى بها الله ورسوله.

 

وإن موقف أبي بكر المتصلب، وعزمه الأكيد على إنفاذ جيش أسامة الذي كان الرسول- صلى الله عليه وسلم - أمر بإنفاذه قبيل وفاته، لهو دليلٌ حي على قوة الشكيمة لدى أبي بكر - رضي الله عنه.

 

فبعد وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم - ارتدَّ أكثر العرب، وبرز المنافقون، واشرأبَّ اليهود والنصارى، وصار المسلمون قلة بين الأعداء، ورأى كثير من الصحابة أن لا يسير جيش أسامة؛ بل يبقى في المدينة لحماية زوجات رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وللدفاع عن المدينة، وعن الخليفة، ولكن هيهات أن يَثني عزمَ أبي بكر شيءٌ ورسولُ الله- صلى الله عليه وسلم - هو الذي أمر بمسير جيش أسامة.

 

فيقول: والذي نفسي بيده، لو ظننتُ أن السباع تخطفني، لأنفذت جيش أسامة كما أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وأكَّد أن يخرج كلُّ من كان مع أسامة قبل وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم - إلى الشام للغزو، ويراجعون أبا بكر في أن يولي مَن هو أكبر سنًّا من أسامة، فيرد أبو بكر في صرامة: إنه ينفذه كما أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ولا يرد قضاء قضى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

 

ثم خرج أبو بكر يشيع أسامةَ وجيشه، وكان ماشيًا وأسامة راكبًا، ويريد أسامة من أبي بكر خليفة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أن يركب، أو ينزل أسامة؛ ولكن أبا بكر يطمئنه:

 

واللهِ لا نزلتَ ولا أركب، وما عليَّ أن أغبِّر قدمي ساعة في سبيل الله؛ فإن للغازي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة تكتب له، وسبعمائة درجة ترفع له، وسبعمائة سيئة تمحى عنه، ثم يستأذن أسامة في عُمَرَ ليعينه به، ويوصيهم الوصايا النافعة السديدة.

 

وينجلي الموقف عن الحكمة والرشد في إنفاذ جيش أسامة، رغم الأخطاء المحدقة بالمدينة؛ فقد تصورت القبائل العربية - كما تصور غير العرب - أنه لولا قوة المسلمين واستقرارهم، لما بعثوا جيشًا يحارب في الشام.

 

ولم يقف صمود أبي بكر وحزمه عند حد، فبعد أن ارتد أكثرُ العرب، بما فيهم مانعو الزكاة، شمر أبو بكر لمحاربتهم وإرجاعهم إلى الحق، واستشكل بعضُ الصحابة قتالَ مانعي الزكاة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فيتصدى أبو بكر مقنعًا لهم بالحجة والبرهان، ويبيِّن أن الرسول- صلى الله عليه وسلم - قال: ((أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإذا قالوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها))، قال أبو بكر: ومن حق شهادة التوحيد الزكاةُ، وأوضح أن الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله، وأنهم لو مَنَعُوه عناقًا أو عقالاً كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - لقاتلهم على ذلك.

 

ويشرح الله صدورهم للحق، وتزول شبهةٌ كادتْ تفتت الأمَّةَ وتذيبها، لولا أن قيض الله أبا بكر، فهبَّ لا يبالي كثرة الأعداء، ولا قوةَ المعادين، وأزال الشبهات التي التبس أمرُها، فبان الحق أبلجَ ناصعًا، وتوحدت الأمة بتوفيق الله له، وامتدت الفتوحات الإسلامية، وانتصر المسلمون.

 

ويتحدث أحد العلماء الأجلاء عن أبي بكر قائلاً:

"وأجمعت الأمة على تسميته بالصدِّيق؛ لأنه بادر إلى تصديق رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ولازم الصدقَ، فلم تقع منه هناةٌ ما، ولا وقفة في حال من الأحوال، وكانت له في الإسلام المواقف الرفيعة، منها قصته يوم ليلة الإسراء، وثباتُه وجوابه للكفار في ذلك، وهجرته مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وترك عياله وأطفاله، وملازمته في الغار وسائر الطريق، ثم كلامه يوم بدر ويوم الحديبية حين اشتبه على غيره الأمرُ في تأخُّر دخول مكة، ثم بكاؤه حين قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: ((إن عبدًا خيَّره الله بين الدنيا والآخرة))، ثم ثباته يوم وفاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وخطبته الناس وتسكينهم، ثم قيامه في قضية البيعة لمصلحة المسلمين، ثم اهتمامه وثباته في بعث جيش أسامة بن زيد إلى الشام، وتصميمه في ذلك، ثم قيامه في قتال أهل الرِّدة، ومناظرته للصحابة حتى حجهم بالدلائل، وشرح الله صدورَهم لما شرح له صدره من الحق - وهو قتال أهل الردة - ثم تجهيزه الجيوش إلى الشام لفتوحه، وإمدادهم بالإمداد.

 

ثم ختم ذلك بمهم من أحسن مناقبه، وأجلِّ فضائله، وهو استخلافه على المسلمين عمرَ - رضى الله عنه - وتفرسه فيه، ووصيته له، واستيداعه الله الأمةَ، فخلفه الله - عز وجل - فيهم أحسن الخلافة، وظهر لعمر الذي هو حسنة من حسناته، وواحدة من فعلاته تمهيد الإسلام، وإعزاز الدين، وتصديق وعد الله - تعالى - بأنه يُظهِره على الدِّين كله، وكم للصديق من مناقب، ومواقف، وفضائل لا تحصى"[1].

 

وما أحسن قول حسان[2]:

إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ
فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلاَ
التَّالِيَ الثَّانِيَ المَحْمُودَ شِيمَتُهُ
وَأَوَّلَ النَّاسِ طُرًّا صَدَّقَ الرُّسُلاَ
وَالثَّانِيَ اثْنَيْنِ فِي الغَارِ المُنِيفِ وَقَدْ
طَافَ العَدُوُّ بِهِ إِذْ صَعَّدَ الجَبَلاَ
وَكَانَ حِبَّ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ عَلِمُوا
مِنَ البَرِيَّةِ لَمْ يَعْدِلْ بِهِ رَجُلاَ
خَيْرُ البَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَرْأَفُهَا
بَعْدَ النَّبِيِّ وَأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلاَ

 


 

[1] محيي الدين النووي في كتابه "تهذيب الأسماء واللغات"، ج2، ص 181.

[2] انظر: "شرح ديوان حسان بن ثابت"، ص 299 - 300.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة