• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الثالثة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 11239

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لو كان الرسول- صلى الله عليه وسلم - يطلب مالاً، لكان حصل على له من المال ما يكون به أغنى قريشٍ على الإطلاق، ولو كان يريد السلطان والجاه، لملَّكوه عليهم وألبسوه التاج، ولو أنه يريد أن يقضي وتره من النساء - وليس له غاية أخرى غير الشهوة - لكانت قريش تنتخب له أجمل فتياتها ليتزوجها؛ ولكنه يريد أن يبلغ رسالة ربه، وإن لقي في ذلك المشاقَّ، وتحمل الأعباء، وإن سفه وجُرح وقُتل.

 

ولم يفتأ المشركون يحاولون صد الرسول- صلى الله عليه وسلم - عن دعوته، وإغراءه تارة، وتهديده تارة، وها هم يضغطون على عم الرسول- صلى الله عليه وسلم - أبي طالب في أن يكف الرسول- صلى الله عليه وسلم - عنهم، أو أن يتخلى عن حمايته المرة تلو المرة، وها هو عمه يخاطبه قائلاً: يا ابن أخي، إن قومك قد جاؤوني فقالوا لي: كذا وكذا، للذي كانوا قالوا له، فأبقِ عليَّ وعلى نفسك، ولا تحمِّلني من الأمر ما لا أطيق، فظن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أن عمَّه يريد التخلي عنه، وتسليمه إلى المشركين، وأنه ضعُف عن نصرته، والقيام معه؛ ولكن ذلك لم يَثنِه عن القيام بما حمِّل من الرسالة، وكلِّف من الأمانة، فيرُدُّ في حزم لا يقبل المساومة أو التردد:

((يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمرَ في يساري؛ على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه، ما تركتُه)).

 

ولم تلنْ عزيمة الرسول- صلى الله عليه وسلم - في سلم ولا حرب؛ بل كان الصابر المجاهد، الواثق بالله والمتوكل عليه في سرَّائه وضرائه.

 

لما كان يوم أحد وانهزم المسلمون، وشاع في الناس أن الرسول- صلى الله عليه وسلم - قد قُتل، ظل الرسول- صلى الله عليه وسلم - في نفرٍ قليل يقاتلون المشركين بلا هوادة، كان أبو دجانة قد جعل من نفسه ترسًا دون الرسول- صلى الله عليه وسلم - والنبلُ يقع في ظهره؛ وقاية لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - وسعدُ بن أبي وقاص يرمي دون الرسول- صلى الله عليه وسلم - ويناوله الرسولُ- صلى الله عليه وسلم - النبل ويقول: ((ارمِ، فداك أبي وأمي))، وقُتل أكثر مَن كان مع الرسول- صلى الله عليه وسلم - في هذا الموقف قبل أن يعلم سائر الصحابة أنه حيٌّ ويثوبوا إليه، وقد كسرت رباعية النبي- صلى الله عليه وسلم - وشُجَّ في وجهه، وكسرت رباعيته اليمنى السفلى، وجرحتْ شفته السفلى، وشج في جبهته، ودخلت حلقتان من حلق المغفر (يشبه حلق الدرع) في وجْنته، ووقع في حفرة حفرها أبو عامر الفاسق؛ لكي يقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون بها، وأخذ عليُّ بن أبي طالب بيد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بينما رفعه طلحةُ بن عبيدالله حتى استوى قائمًا، وكان الدم يسيل على وجه رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ونزع أبو عبيدة بن الجراح إحدى الحلقتين من وجه رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فسقطتْ ثنيتُه، ثم نزع الأخرى فسقطت ثنيته الأخرى.

 

وكان الرسول- صلى الله عليه وسلم - يمسح الدم عن وجهه، ويقول: ((كيف يُفلح قوم شجُّوا نبيهم، وهو يدْعوهم إلى ربهم؟!))، فأنزل الله - تعالى -: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [آل عمران: 128].

 

وإذ نشهد في غزوة أُحد صمود الرسول- صلى الله عليه وسلم - وصبره وشجاعته الفائقة، نجد في غزوة حُنين من قوة اليقين، والشجاعة العظيمة، والثقة بالله ما يفوق الوصف، ولا غرو؛ فهو رسول الله، وخاتم الأنبياء، وأفضل الخلق.

 

كان عدد المسلمين يوم حنين كثيرًا (اثني عشر ألفًا)؛ حتى قال قائلهم: لن نغلب اليوم من قلة، ولكن حدث للمسلمين هزيمة جرى في أعقابها النصر.

 

وقد ثبت الرسول- صلى الله عليه وسلم - في عدد قليل من أصحابه، وكان ينادي: ((أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب)).

 

يقول جابر بن عبدالله:

لما استقبلنا وادي حنين، انحدرنا في وادٍ من أودية تهامة، أجوف حطوط، إنما ننحدر فيه انحدارًا، قال: وفي عماية الصبح (ظلامه)، وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي، فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه ومضايقه، وقد أجمعوا وتهيؤوا وأعدوا.

 

فوالله ما راعنا - ونحن منحطون - إلا والكتائب قد شدُّوا علينا شدةَ رجل واحد، وانشمر الناس راجعين، لا يلوي أحد على أحد.

 

وانحاز رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ذات اليمن، ثم قال: ((أين أيها الناس؟ هلموا إليَّ، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبدالله)).

 

قال: فلا شيء، وحملت الإبل بعضها على بعض، فانطلق الناس، إلا أنه قد بقي رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته.

 

ثم قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: ((يا عباس، اصرخ: يا معشر الأنصار، يا معشر أصحاب السمرة))، قال: فأجابوا لبيك لبيك، قال: فيذهب الرجل ليثني بعيره فلا يقدر على ذلك، فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه، ويأخذ سيفه وترسه، ويقتحم عن بعيره، ويخلي سبيله، فيؤم الصوتَ حتى ينتهي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة، استقبلوا الناس فاقتتلوا.

 

وكانت الدعوى أول ما كنت: يا للأنصار، ثم خلصت أخيرًا: يا للخزرج، وكانوا صبرًا عند الحرب، فأشرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في ركائبه، فنظر إلى مجتلد القوم فقال: ((الآن حمي الوطيس)).

 

قال: فوالله ما رجعتْ راجعة الناس من هزيمتهم، حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

 

وفي الصحيحين من حديث أبي إسحاق عن البراء بن عازب أن رجلاً قال له: يا أبا عمارة، أفررتم عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يوم حنين؟ فقال: لكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - لم يفرَّ، إن هوازن كانوا قومًا رماة، فلما لقيناهم، وحملنا عليهم انهزموا، فأقبل الناس على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام، فانهزم الناس، فلقد رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وأبو سفيان بن الحارث آخذٌ بلجام بغلته البيضاء، وهو يقول: ((أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب)) [1].

 

إن هذه الوقعة غنية عن التعليق، وحسبها أنها في حالٍ تنخلع لها قلوب، وتتحطم فيها نفوس، وتهوي فيها معنويات، وما أندرَ من يثبت في مثل هذا الموقف العصيب!

 

ولكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ثبت، وأعلن عن نفسه في شجاعة منقطعة النظير، وصمودٍ يَعجِز عن وصفه اللسانُ، ويخرس القلم، ويحصر عن تبيانه البليغُ.


 

[1] صحيح البخاري، صحيح مسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة