• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

من الذي يكرم المرأة؟

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: أرسلت لمجلة رابطة العالم الإسلامي في 24/7/1389 وكان مقررًا أن تنشر في عدد رمضان؛ ولكن بعض العوائق حالت دون النشر.

تاريخ الإضافة: 8/7/2010 ميلادي - 26/7/1431 هجري

الزيارات: 10961

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قد تكون هذه الكلمة: "انتهى عهد الحريم" قد طرقتْ سمعك، إمَّا بلفظها، أو بعبارة تدانيها وتقاربها، وهي كلمة لها جرس يُحدِث رنينًا في السمع، وقد تُثير الخوف في نفس المرء وهو يسمعها لأوَّل وهلة، ولعلَّه يتوقع أن يُوصف بالرجعية والتخلف والجمود، وما شابه ذلك من نعوت منفرة.

 

وكثيرًا ما يتشدَّق مَن انطلقتِ المرأة في بلادهم بلا قيود ولا حدود بمثل تلك الألفاظ، زاعمين أنَّ المرأة قد نالتْ حقَّها وتطورت، وأصبحت نِدًّا للرجل، مساويةً له في العمل والأجر والاختلاط، والتعليم والوظيفة، وهذا أنموذج للتمدُّن والحضارة والرقي!!

 

أمَّا البلدان التي لم تَصِلْ فيها المرأة هذا المستوى، فهي بلاد جاهلة متخلِّفة! وعلى المتحضِّرين أن ينتشلوها من هذا الانحطاط - كما يدعون.

 

ونقول لهؤلاء:

 رفقًا بأنفسكم، ولا هلكوها شفقةً على مَن يرفضون عن عمد واقتناع أن تصل المرأة في بلادِهم المحافظةِ إلى ذلك الدَّرْك المنحط، الذي انحدرتْ إليه المرأة المتحرِّرة المتمدنة.

 

فإذا كانوا لا يُريدون حِرْمانها من العِلم، فهم لا يرضَوْن لها الهوان، وإذا ألزموها بالاحتشام؛ فلأنهم لا يرغبون لها الانحطاطَ والتبذُّل، وإذا أمروها بالحِجاب، فذاك أنهم يريدون لها الصَّون والعفاف والاحترام، يريدونها أن تبقَى عزيزة كريمة، ودعامة قويَّة في الأسرة، وأمًّا صالحة، وزوجة وفية، وأختًا ودودًا، وامرأة فاضلة، لها المكانة الرفيعة، والمنزلة السامية، والحب النظيف، مبتعدة عن مواطِن الشُّبه، ومنازل الشرّ، ومهاجع الفجور والرذائل.

 

يريدونها امرأةً مسلِمة تؤمن بالله، وتمتثل شَرْعه، وتطيع أمْرَه، وتسهم في تنشئة أولادها وأخواتها وإخوانها تنشئةً إسلامية.

 

ولا يرضَوْن لها أن تنخدعَ بالدعاوي الباطلة، والألفاظ المنمَّقة، التي هدفها إيقاعُ المرأة في حبائل الأشرار، وشَرَك المنحلِّين، ويودُّون أن تأخذَ العِبرة من البلاد التي أُعطيتِ المرأة فيها الحريةَ المزعومة، والحقوق الموهومة، فخرجتْ عن وظيفتها الأصيلة، وطبيعتها التي تناسبها، وفي المحافظة عليها الخيرُ للآباء والأمهات، والأولاد والمجتمع بأسره، لو كانوا يعلمون.

 

لقد تهدَّمت الأسرة في البلدان التي تحرَّرت فيها المرأة - كما يقولون - وتحطَّم البيت هناك، وتشرَّد الأطفال، وكثر اللقطاء، وحوادث الطلاق والضياع، وصارت المرأة تَعرِض جسدها لكلِّ من هبَّ ودبّ، وأصبحت واجهةً للإعلانات من كلِّ صنف، وهي تمعن في العُري والتهتُّك والضياع، ويتداعى المجتمع كلَّما أمعنت في غيِّها، حتى أضحوا في حالة بائسة، وإذا أزيلت القشور والأصباغ، انجلتِ الحقيقة المرعبة.

 

نُشِر في مجلة الأسبوع العربي اللبنانية، العدد (538) في 18 رجب سنة 1389 هـ، 29 أيلول 1969م - مقالٌ بعنوان: "صارت المرأة وظيفة"، ومما جاء في هذا المقال:

"توظيف المرأة في كلِّ الميادين هو اليوم ظاهرةٌ عامة في أوروبا وأميركا، في الشارع، في الموضَة في الإعلانات، في السينما، في المسرح في المكتب، في الإذاعة وفي التلفزيون، والموجة نفسها في الملبوسات النسائية؛ التنانير ترتفع باستمرار فوقَ الركبة، الألبسة الشفَّافة، أو التي بلون البشرة، الإباحية تكتسِح كلَّ شيء؛ ثوار أيار 1968م في فرنسا كان لهم مفهومُهم الخاص للثورة: مِن شعاراتهم "كلما مارست الحب، مارست الثورة".

 

استثمار المرأة بشتَّى الأشكال يتَّخذ في العالَم اليوم أبعادًا جديدة، ودفعًا جديدًا، ويتعمَّق في الحياة اليوميَّة في كلِّ ميدان.

 

علماء النَّفس وخبراء الاقتصاد يحاولون اليومَ استثمارَ هذه الموجة تجاريًّا، واستعمال المرأة لترويجِ البضائع المختلفة، نظرة إلى صور الإعلانات توضح، شقراء فاتنة ترشُّ جسمها بمزيل الروائح، حسناء ثانية مسترخية على كرسي تَعرِض زيًّا جديدًا، سيِّدة ناعمة البشرة تعرِض ظهرها الملوح لأشعة الشَّمس الاصطناعية بفضل مصابيح شمسيَّة خاصَّة، هذه هي بعض الإعلانات التي تغطِّي جداران المترو في باريس، ولندن، وروما، وهي صور أضخمُ من الحجم الطبيعي مرَّتين أو ثلاثًا، تقع عليها أنظار الملايين كلَّ يوم.

 

إدارة مترو باريس قالتْ ذات يوم: إنَّنا نعمل، وكأننا على رأس جمعية لحماية الأسرة، ألوف رسائل الاحتجاج والاعتراض تصِلُ إلى الشركة كلَّ يوم من أفراد وجمعيات متخصِّصة بالدفاع عن الأخلاق العامة.

 

هناك مَن لا يقبل بصورة كليوباترا تعلن عن ماركة معيَّنة من "الصداري"، ولا بصورة فينوس تُعلِن عن معطف للفرو، وهناك مَن يعترض على رهْط من الفتيات المراهقات يكشفنَ عن أجسامهنَّ؛ دعايةً لنوع جديد من الملبوسات.

 

رفضت مرة إعلانًا عن نوع من الجبنة تخفف الوزن، والإعلان عبارة عن صورة فتاة عارية، اكتشفتْ شركة المترو أنَّ موجة الإعلانات الوقحة تتبعها موجة من الكلمات والتعليقات، يكتبها ركاب "آخر نقلة" بالمترو على صور الإعلانات، وهي رغم بذاءتها تتناسَب على كلِّ حال مع الموضوع!!

 

عُدوان الإعلان المثير امتدَّ كذلك إلى الصيدليات، وزوايا الشوارع، والصحف اليومية، والمجلات المصورة.

 

 ولنا أن نتساءل بعدَ ذلك: مَن الذي يُكرم المرأة، ومَن الذي يُهينها؟ ومَن الذي يحررها، ومَن الذي يسترقها أبشع استرقاق؟ ومَن الذي يريد لها العزَّة والرفعة، ومن الذي يتمنَّى لها الانهيار والانحطاط؟

وإن كان الجواب لا يحتاج إلى كبيرِ عناء، والأمر أوضح مِن أن يحتاج إلى برهان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة