• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

دعاء الأب على ابنته الصغيرة

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 6/2/2012 ميلادي - 13/3/1433 هجري

الزيارات: 48836

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم،

أريد استشارتكم، وليتكم تطمنئونني؛ وهي: أنَّ زوجي قام بالدعاءِ على ابنتي الصغيرة التي تبلغُ سنة وعشرة أشهر، بسبب وجود مشاكل وخلافات بيني وبينه، وقال: إنه باقٍ على الزواج مني بسبب هذه الطِّفلة، حتى تتربى وتعيش في أسرةٍ متماسكة، ولكن عندما حدثت بيني وبينه مشادةٌ كلامية، قام بالدُّعاء عليها، وهي بريئة مظلومة، وأنا الآن خائفةٌ جدًّا من أن يستجيبَ الله لهذا الدعاء؛ فهي ابنتي الوحيدة، وحملْتُ بها بعد صعوبات، أرجوكم طمئنوني.

كما أنَّ زوجي يحرمني الكثيرَ من حقوقي؛ مثل: النفقة، وحق الفراش، وأنا مظلومة، ولا أطالبُ بمثلِ هذه الحقوق؛ حتى لا أضطر إلى الانفصال، وتشتيت ابنتي عند أهلي، أو عند أهلِه.

 

وشكرًا جزيلاً لكم.

 

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالأبناء من أعظمِ زينة الحياة الدنيا؛ كما قال الله - تعالى -: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف : 46]، وهم قرةُ عينِ الوالدين، وفلذةُ كبدِهما، ومن دعاءِ عباد الرحمن: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان : 74]؛ أي: تقر بهم أعينُنا، ولا تقر أعينهم حتى يروهم مطيعين لربهم، سالمين معافين، وهذا كما أنه دعاءٌ لذرياتِهم فإنه دعاءٌ لأنفسِهم؛ لأنَّ نفعَ الأبناء يعودُ على الآباء، ولهذا جعلوا ذلك هبةً لهم؛ فقالوا: ﴿ هَبْ لَنَا ﴾، بل دعاؤهم يعودُ إلى نفعِ المجتمع؛ لأنَّ صلاحَ الذرية سببٌ لصلاحِ المجتمع، فكيف يُستَبدل هذا بالدعاءِ عليهم؟!

وقد نهى رسولُ الله عن دعاءِ الوالدين على الأولاد، والأموال، والأنفس؛ خشيةَ أن يوافقَ ساعةَ إجابة؛ فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تدعوا على أنفسِكم، ولا تدعوا على أولادِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاء؛ فيستجيب لكمْ))؛ رواه مسلم (3014).

ولْيستَبْدِلْ هذا بالدعاءِ لابنته؛ فهو مستجابٌ - إن شاء الله - قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ثلاثُ دعوات يُستجابُ لهنَّ لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده))؛ رواه أحمد وابن ماجه.

ومن الخطأ المنتشر - والذي يقعُ فيه كثيرٌ من الآباءِ والأمهات - أنهم يدعون على أولادِهم، إذا حصل منهم ما يغضبُهم، والذي ينبغي هو الدعاءُ لهم بالهداية، وأن يصلحَهم الله، ويلهِمَهُم رشدَهم.

أمَّا خوفُك من استجابةِ ذلك الدعاء، فاعلمي - رعاكِ الله - أنَّ من رحمةِ الله - تعالى - أنه لا يستجيبُ دعاءَ الوالدَيْن على أولادِهما، إذا كان في وقتِ الغضب والضجر؛ وذلك لقوله - تعالى -: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [يونس : 11]:

جاء في "تفسيرِ ابن كثير": "يخبر - تعالى - عن حلمِه ولطفه بعبادِه: أنه لا يستجيبُ لهم إذا دَعَوا على أنفسِهم، أو أموالِهم، أو أولادِهم، في حال ضَجَرِهم وغضبهم، وأنَّه يعلمُ منهم عدمَ القصد إلى إرادةِ ذلك، فلهذا لا يستجيبُ لهم - والحالة هذه - لطفًا ورحمةً، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسِهم، أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنَّماء؛ ولهذا قال: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾ [يونس : 11]؛ أي: لو استجاب لهم كلَّ ما دعوه به في ذلك لأهلكهم، ولكن لا ينبغي الإكثارُ من ذلك؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تَدْعُوا على أنفسِكم، ولا تدعوا على أولادِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاء؛ فيستجيب لكم))". انتهى موضع الحجة منه بتصرف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة