• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

زوجتي تطلب مني الطلاق وبدون رجعة

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 25/8/2011 ميلادي - 25/9/1432 هجري

الزيارات: 32793

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم.

أنا رجلٌ متزوِّج منذُ ثلاثة عشر عامًا، رُزِقْتُ بأربعة أطفال، وأنا بحُكم المعيشة والحياة الباهظة التكاليف، اضطررتُ للسفر للخارج للعمل بعدَ الاتِّفاق مع زوجتي على ذلك معًا.

 

والحمد لله لم أقصِّر في أيٍّ من الحقوق التي كلَّفني بها الله ناحيةَ زوجتي وأولادي، متحملاً مصاعبَ الغربة مِن أجلهم، ولكن منذُ ثلاثة أعوام وأثناء مناقشةٍ تليفونية مع زوجتي، شابَهَا شيءٌ من الحدَّة والخلاف في أمرٍ من الأمور، بدون مقدِّمات، وبمنتهَى السهولة، وجدتُ زوجتي تطلب مني الطلاق، وبدون رجعة، وكأنَّ الأمر بيدها هي، وفي أيِّ وقت، وعلى مدَى ثلاثة أعوام، وأنا أحاول أن أثنيَها عن ذلك بلا جَدْوى، محاولات الصُّلح باءتْ بالفشل، والآن تهدِّدني بطلب الخُلع بعلَّة الكُره، وهذا كذبٌ وافتراء منها، أُقسم بالله أني لم أُؤذِها بقول أو فِعل، ولكن قانون الأحوال الشخصيَّة في مصر سلبَ الرجل كافَّة حقوقه، بالله عليكم أكاد أُجنُّ، ماذا أفعل؟

 

أتخيل نفسي في نهاية الأمر وقد ظهر اسمي في صفحة الحوادث، قاتلاً أو مقتولاً.

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آلِهِ وصحْبِهِ ومَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فإنَّ الزواج ميثاقٌ غليظ، ورباطٌ مقدَّس، يجمع بيْن الرجل والمرأة على كتابِ الله تعالى، وعلى سنة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم؛ قال تعالى: ﴿ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 21]، ويجعل كلاًّ منهما لصاحبه بمنـزلةِ اللِّباس له؛ كما قال الله تعالى في تصويرِ هذه العلاقة بينهما: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، بما توحِي به كلمة (اللباس) مِن القرب واللُّصوق والسِّتر والدفْء؛ لذلك فالعَلاقة بيْن الزوجين يَنبغي أن تكونَ قائمةً على حُسن العِشْرة، والمودَّة والرحمة؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

 

وإذا كانتِ العلاقة بين الزوجين - هكذا - مؤكَّدة موثَّقة، فإنه لا يَنبغي الإخلال بها، ولا التهوين مِن شأنها؛ لذلك حرَّمتِ الشريعة الغرَّاء على الزوجة طلبَ الطلاق من زوجها دون سبب شرْعي واضح، وتوعَّدتها بوعيدٍ شديد إن فعلتْ؛ فعن ثوبانَ مولى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أيُّما امرأةٍ سألتْ زوجَها طلاقًا مِن غير بأس، فحرامٌ عليها رائحةُ الجَنَّة))؛ أخرجه الترمذي، وقال: "هذا حديث حسن".

 

ولذا؛ عليكَ بالتحلِّي بالصبر الجميل عليها، وتذكيرها بالله - عزَّ وجلَّ - وبما أوجب عليها مِن طاعة الزوج في المعروف، ومِن حُرْمة طلب المرأة الطلاقَ بغير سبب، وكن عونًا لها بحُسن عِشرتك، وجميل معاملتك، ولا تنسَ أن تنظر في أوجه القصور مِنك تُجاهها، ومبدأ الخَلَل نحوها، فتصلحه، فإنْ كانت لا تتحمَّل بُعْدَكَ عنهم، أو كلَّتْ من مسؤولية الأبناء الكبيرة، أو نحو هذا، فالواجب عليك أن تُرتِّب أحوالك؛ لتعودَ لتعيش معهم، لترى زوجتُكَ منك حلولاً عملية، وليستْ وعودًا فقط؛ لتحافظَ عليها وعلى أبنائك الأربعة، ولعلَّ الأمور تستقيم، فترجع عن طلبِها الطلاق، فإنْ غَيَّرْتَ بنفسك وأصلحتَ منها ما تستطيع إصلاحه، وإلا فأدْخِل أهلَ الصلاح والتُّقى من العقلاء؛ لينظروا فيما تنقمه زوجتُك عليك، ويلزموا كليكما بما يجِب عليه شرعًا وعرفًا؛ قال الله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 34 - 35].

 

فإنْ وصلتِ الحال إلى أنَّه لا يُمكن اجتماعكما وإصلاحكما، إلا على وجْه المعاداة والمقاطعة، ومعصية الله، ولم يُجْدِ ذلك، وَأَصَرَّتْ على طلبِ الطلاق - فلك أن تُجيبها إلى طلبها، على أن تُعيد لك ما دَفَعْتَ لَهَا مِن مهر أو بعضه؛ قال تعالى: ﴿ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ﴾ [البقرة: 229].

 

قال ابنُ قُدامة في "الشرح الكبير": "إنَّ المرأة إذا كَرِهتْ زوجها لخَلْقِهِ أو خُلُقِهِ، أو دِينه، أو كِبَرِهِ، أو ضعْفه، أو نحو ذلك، وخشيتْ ألا تؤدِّي حقَّ الله تعالى في طاعته - جاز لها أن تُخالعَه على عِوض تفتدي به نفْسها منه؛ لقول الله تعالى: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ﴾ [البقرة: من الآية229]". اهـ.

 

ولكن نَنصَحُك - أولاً وآخرًا - بعدم التسرُّع، والصبر، والإلْحاح على الله تعالى بالدُّعاء أن يصلِح لك زوجَك، ونسأل الله تعالى أن يُصلِح لك زوجَك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة