• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

خوف من فتنة كبيرة

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 9/4/2011 ميلادي - 5/5/1432 هجري

الزيارات: 12713

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أرسلت لي إحدى الفاضلات من طالبات الطب عمرها 25 عامًا، هذا السؤال تريد إجابة وافية كافية.

 

وهذا هو السؤال: لو تَعَرَّض الإنسان لفتنة كبيرة وهو يحاول يتجنبها قدر استطاعته، لكن سُلطت عليه، وهو يحاول قد ما يستطيع أن يُثَبِّت نفسه، كلن يدري أنه ضعيف، ويمكن أن يفتن فيها، ماذا تفعل لتصرفها عنها ويَطْمئِنَّ قلبُها؟ هي مفروضة عليه فرضًا، وما فيه مجال يتجنبها، هي بوجهه، لكن يحاول يثبت وما ينصاع لها وللشيطان؟ وأنا أعلم أنه ابتلاء ظاهر وواضح، وضع في طريقي، ومسلط علي، لا أدري أهو بذنوبي؟ حتى أني أتذكر الأية: ﴿ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ﴾ [المائدة: 94].

 

((طبعًا هذه الأخت تحب الخير وتَقْبل النصح، مع تقصير في المظهر نوعًا ما، وهذا الأمر يقلقها جدًّا)) أرجو منكم التكرم بالإفادة،، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فليتكِ ذكرتِ نوع الفتنة التي تتعرض لها تلك الأخت؛ لنتمكن من جوابها مباشرة، ودون افتراض أشياء كثيرة، فالفتنة جنس تحته أنواع من الشبهات والشهوات، وعمومًا فإن الفتنة نوعان: فتنة الشبهات، وفتنة الشهوات، ففتنة الشبهات تكون من ضعف البصيرة، وقلة العلم الشرعي، والنجاة منها بتجريد الاتباع للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتحكيمه في دِقِّ الدين وجِلِّه، ظاهره وباطنه، عقائده وأعماله، حقائقه وشرائعه، فيتلقى عنه حقائق الإيمان، وشرائع الإسلام، من الصلاة والزكاة والصوم والحج، وغير ذلك.

 

أما فتنة الشهوات، فتدفع بالصبر، والقوة في طاعة الله، وكمال العقل.

 

قال ابن القيم: "ففتنة الشبهات، تدفع باليقين، وفتنة الشهوات، تدفع بالصبر، ولذلك؛ جعل – سبحانه - إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين، فقال: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة:24]؛ فدل على أنه بالصبر واليقين، تنال الإمامة في الدين، وجمع بينهما – أيضًا - في قوله: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 3].

 

فتواصوا بالحق الذي يدفع الشبهات، وبالصبر الذي يكف عن الشهوات؛ فبكمال العقل والصبر، تُدفع فتنة الشهوة، وبكمال البصيرة واليقين، تُدفع فتنة الشبهة، والله المستعان". إغاثة اللهفان (2 /167).

 

فالقلب المريض لو عرضتْ له فتنة الشهوات، فإنه يميل إليها بحسب قوة المرض وضعفه، وعلاج هذا بخطوات عملية:

منها: تدبُّر القرآن الكريم؛ فإنه شفاءٌ لمن في قلبه أمراض الشبهات والشهوات جميعًا، ففيه من البينات ما يميز الحق من الباطل؛ فيزيل أمراض الشبهة المفسدة للعلم والتصور والإدراك، وفيه من الحكمة والموعظة الحسنة، بالترغيب والترهيب، ما يوجب صلاحَ القلب، فيرغب القلب فيما ينفعه، ويرغب عما يضره.

 

ومنها: تدريب القلب على إيثار طاعة الله والخوف منه بترك الشهوة المحرمة - وإن كان فيه الخروج عن المال والرياسة - على قضاء الشهوة، ونيل الرياسة والمال مع المعصية.

 

ومنها: تذكير النفس حال سكرتها بالشهوة، أنها إن نالت غرضها بهذه المحرمات، فإنه يعقبه من الضرر في الدنيا والآخرة أعظم مما حصل من عاجل الشهوة، فتوازن بينهما حتى تقدم ما رجحت مصلحته على مفسدته، وإن كرهته النفوس؛ كما قال - تعالى -: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وفي "الصحيحين" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات)).

 

ومنها: معرفة ما تَوَعَّد الله به المستمتعين بفتنة الشهوات المحرم من العقاب الأليم في الدنيا والآخرة؛ كقوله – تعالى : ﴿ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [التوبة: 69]، إشارة إلى اتباع الشهوات، وهو داء العصاة، ولذلك؛ استحقوا من العقوبة والإهلاك.

 

أما المؤمنون فهم - وإن استمتعوا بنصيبهم وما خُوِّلوا من الدنيا - فإنه على وجه الاستعانة به على طاعة اللّه.

 

ومنها: الاستعاذة بالله من شرها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 200-202]، مع السعي في إبعادها عن نفسها، والفرار منها؛ كما في "الصحيحين" عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ((ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تَشَرَّف لها تستشرفْه، فمن وجد فيها ملجأً، أو معاذًا، فليَعُذ به))، فالتعرض للفتن من الذنوب، والمؤمن الصادق لا يفعل ذلك بنفسه.

 

ومنها: الانخراط مع صحبة من الفتيات الصالحات المتمسكات بدينهن؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد.

 

ومنها: المحافظة على أداء ما أوجبه الله – تعالى - ومنه الصلوات، وأداء النوافل بعد الفرائض. قال – تعالى -: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت:45].

 

ومنها: إدمان الصوم؛ فإنه قاطع لفتنة الشهوة لمن أكثر منه؛ كما في "الصحيحين" عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء))، أي: قاطع للشهوة.

 

ومنها: كثرة المطالعة في كتب الترغيب والترهيب، وأحوال القبور والآخرة، فلا شك أن الاطلاع على أهوال القيامة من أعظم ما يقمع الأهواء والشهوات؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفُرُش، ولخرجتم إلى الصُّعُدات تجأرون إلى الله))؛ رواه الترمذي وابن ماجه.

 

ومنها: تقوية خشية الله – تعالى - والرغبة في ما عنده، واستشعار مراقبته.

 

ومنها: انتظار الأجر عند الله على مجاهدة النفس وحبسها عن الشهوات، وهو مما يهون الصعاب، ويُحيلها إلى راحة وطمأنينة.

 

ومنها: الفرار من موضع الفتنة، والهرب من مظانها، والبعد عنها؛ فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من سمع بالدجال فلينا عنه؛ فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات))؛ رواه أحمد وأبو داود، فما استعين على التخلص من الفتن بمثل البعد عن أسبابها ومظانها.

 

وأخيرًا لا بد أن تعلمي أن الله - سبحانه – قد اقتضت حكمته أن يمتحن النفوس ويبتليها؛ فيظهر بالامتحان طيبها من خبيثها، ومن يصلح لموالاته وكراماته، ومن لا يصلح، وليمحص النفوس التي تصلح له ويخلصها بكير الفتن، فإن صُفت في هذه الدار وإلا ففي نار جهنم، أعاذنا الله وجميع المسلمين منها، والفتن إذا لم يطلبها المرء ولم يتعرض لها، بل ابتلي بها ابتداءً أعانه الله – تعالى – عليها.

 

ونسأل الله - لنا ولكما ولجميع المسلمين - العصمة من مضلات الفتن، والثبات على الدين، وأن يزيننا بزينة الإيمان، ويجعلنا هداة مهتدين،، آمين .





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة