• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

من مشكلات التبني

من مشكلات التبني
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 21/12/2017 ميلادي - 2/4/1439 هجري

الزيارات: 10874

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

سيدة متزوجة تشكو مِن أخت زوجها بالتبنِّي بسبب إثارتها للمشكلات في البيت، وعدم الاعتراف بأي معروفٍ يُقدَّم لها.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوِّجة منذ 10 سنوات، ولديَّ أطفال، وزوجي يعول أمَّه وأخته، وهذا الأمرُ لا يُزعجني مطلقًا، لكن المشكلة أنَّ أخته هذه ليستْ أخته حقيقةً؛ لكنها أخته بالتبنِّي، وهي فتاة عدائية جدًّا مع الجميع، ودائمة التذمُّر.


الفتاةُ ترى أننا لا نحبها لكونها ليست ابنةً حقيقية، فحاوَلْنا إفهامها بخطأ تفكيرها، وأننا نرفُق بها، ولا نُعاملها كما تقول كالخادمة!


زوجي ووالدته لم يُقَصِّرَا معها في علاج أو تربية، لكن الفتاة لا تعترف بأيِّ معروف، وجرحتني بالكلام بصورة شديدة، فطلبتُ مِن زوجي عدم إعطائها المال نهائيًّا، وطردتُها مِن البيت؛ لأني لَم أَعُدْ أتَحَمَّل كثرة المشاكل، وأرجعتُها لخوفي مِن الله، فليس لها مكانٌ تذهب إليه.


أُفكِّر كثيرًا في طلب الطلاق مِن زوجي، لكن أرى أني سأحرم أولادي مِن الحياة بين والدين، وأُفكِّر في طرد الفتاة عند أول خطأ يصدر منها!

أشيروا عليَّ ماذا أفعل؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجزاك الله خيرًا أيتها الأخت لرحمتك بتلك الفتاة، على الرغم مما تقوم به مِن مشكلات، وأبشري بالخير؛ فرسولُ الله صلى الله عليه وسلم رغَّبَنا في الشفقة على خَلْق الله تعالى، والرحمة بهم، ورهَّب مِن قساوة القلب، فالجزاءُ مِن جنس العمل، وقد تكاثرت النصوصُ بهذا المعنى؛ ففي الصحيحينِ عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنما يَرْحَمُ اللهُ مِن عباده الرُّحَماء))، وفي روايةٍ عند البخاريِّ: ((ولا يَرْحَمُ اللهُ مِن عباده إلا الرُّحَماء))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن لا يَرْحَم لا يُرْحَم))، وقال: ((لا تُنْزَع الرحمةُ إلا مِن شقيٍّ))، وقال: ((الراحمون يَرْحَمُهم الرحمنُ، ارحَموا مَن في الأرض يَرْحَمْكم مَن في السماء)).


والإسلامُ إنما حرَّم التبنِّيَ الذي كان شائعًا في الجاهلية لحِكَمٍ جليلةٍ؛ فالابنُ بالتبنِّي يأخُذ أحكامَ الابن مِن الصُّلب في المحرميَّة، والصِّلة، والإرث، وغير ذلك من أحكام البُنُوَّة، ولا يخفَى عليكِ - سلَّمك الله - أنَّ هذه مخالفاتٌ شرعيةٌ ومفاسدُ كبيرةٌ يُدرِكُها مَن تأمَّلَها، ومِن تلك المحاذير الشرعية: الخلوةُ، والمصافَحةُ، والرؤية لِمَن لا يحلُّ معه ذلك كله؛ ولهذه الأسباب وغيرها حَرَّمه اللهُ تحريمًا قاطعًا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ﴾ [الأحزاب: 4، 5].


وفي الصحيح عن عليِّ بن أبي طالب أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ومَن ادَّعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مَواليه، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين، لا يَقبَل اللهُ منه يومَ القيامة صَرْفًا، ولا عدلًا))، وفيه عن أبي ذَرٍّ أنه سَمِع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس مِن رجلٍ ادَّعى لغير أبيه وهو يَعلمه إلا كفر، ومَن ادَّعى ما ليس له فليس منَّا، ولْيَتَبَوَّأ مقعدَه مِن النار، ومَن دعا رجلًا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك، إلا حارَ عليه)).


إذا ظهَر لك هذا، فينبغي عليكِ - سلَّمك الله - أن تَنْصَحي زوجك وأمَّه، وتُعلميهما بهذا الحُكم الشرعيِّ، وأن التوبة واجبة على مَن ارتكب هذا الإثم العظيم، وإصلاح ما ترتَّب عليه.


أمَّا إن كنتِ تقصدين بالتبنِّي مجرَّد الكَفالة والتربية، مع احتِفاظ تلك الفتاة بنَسَبِها؛ فهذا أمرٌ لا مانعَ منه، وقد يُثاب فاعلُه، بشَرْط عدم الوُقوع في مَحاذيرَ شرعيةٍ كالاختِلاط بزوجك.


وأمَّا الذي أنصحك به أختي الفاضلة فهو: أن تُحافظي على زوجك وأسرتك، فليس هناك ما يَدفَعُك لأن تَطْلُبي مِن زوجك الطلاق، واستمرِّي - رعاكِ الله - في حُسْن مُعامَلة أُمِّ زوجك، ولتعمَلُوا معًا على إيجاد حلٍّ عمليٍّ لمشكلة تلك الفتاة؛ فهذا هو المُتعيِّنُ عليكم جميعًا أن تَجلِسُوا معًا، وتبحثوا عن حلول واقعيةٍ لإخراج الفتاة مِن منزلكم، وتصحيح هذا الوضع الخطأ، ولن تستطيعوا فِعْل شيءٍ إلا بالمصارَحة والتفاهُم، وفِعْل ما هو أقل ضررًا وأكثر نفعًا.

أسأل الله أن يُقَدِّر لكم جميعًا الخير حيث كان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة