• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

عدم الوفاء بالوصية

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 24/10/2017 ميلادي - 3/2/1439 هجري

الزيارات: 8556

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاةٌ أعطَتْها أختها مالًا لدَفْعِه إلى جمعيةٍ لرعاية الأيتام، إلا أن الفتاةَ أَخَذَت المالَ، وتصرَّفَتْ فيه، ولم تُنَفِّذْ وصيةَ أختها، وتسأل: ماذا أفعل لأتحلَّل وأتوب مما فعلتُ؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعطَتْني أختي مالًا، وأَوْصَتْني بإقامة مشروعٍ لأيتامٍ، فأخذتُ المالَ منها، ثم شعرتُ بالغَيرةِ؛ فأخبَرْتُها كذبًا أني دفعتُ المال، وأنه تَمَّ كل شيء كما تُريد!


لكنني أخذتُ المال، ودفعتُه إلى جمعيةٍ أخرى لا أعرف عنها شيئًا، فهل تصرُّفي هذا خطأ؟ وماذا أفعل لأتحلل وأتوب مما فعلتُ؟ علمًا بأنَّ قلبي لا يشعر بالذنب.

فهل إذا تبتُ يَقبلُ الله تعالى توبتي؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالحمدُ لله الذي وفَّقكِ للتوبة، وهنيئًا لكِ تلك النعمة الغالية، نسأل الله لكِ الثبات حتى الممات، وأن يتقبَّل تَوْبتك، ولا يصدَّنَّكِ سلمكِ الله عن الاستمرار في التوبة والعمل بموجبها - وَهْمُ عدم الشعور بالذنب، فهو محضُ تخيُّل وتثبيط مِن الشيطان!


إذ كيف تتوبين مِن ذنبٍ لم تشعري بقبحِه؟ بل كيف يكون عملك بغير قصدٍ وتوجيه مِن القلب، والإرادة دائمًا تسبق العمل من الأقوال والأفعال، وتدبُّركِ لهذا جيدًا يَجعلكِ تُدركين مدخلًا خفيًّا مِن مداخل الشيطان.


الأخت الكريمة، الندَمُ على ما سلف مِن ذنوبٍ عملٌ قلبي، وهو بمجردِه توبةٌ؛ كما في الحديث الصحيح، وكل شُروط التوبة الأخرى؛ مِن الاستغفار، والإقلاعِ عنها خوفًا مِن الله سبحانه وتعظيمًا له، والعزمِ الصادق على عدم العودة إليها، ورد الحقوق لأصحابها - كلُّ هذا يَنبني في الأساس على استقباح القلب، والأعمال الظاهرة لا تكون صالحةً مقبولةً إلا بتوسُّط عمل القلب؛ فالقلبُ مَلِكٌ، والأعضاءُ جنودُه، فإذا طاب المَلِكُ طابتْ جنودُه، وإذا خبث الملكُ خَبُثَتْ جنودُه؛ كما قال أبو هريرة، والجسَدُ تابعٌ للقلب، لا يَخْرُج عن إرادته، والتوبةُ عملٌ صالح، وبدايتُها تكون في القلب؛ كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا وإنَّ في الجسد مُضْغةً، إذا صلحتْ صلح لها سائرُ الجسد، وإذا فسدتْ فسد لها سائرُ الجسد، ألا وهي القلب))، فالهَمُّ والعزم والإرادة الجازمة لا يتخلَّف عنها الفعلُ إلا لعجز، أو لوجود مانع، وكلها أعمالٌ قلبية، وهي أصلٌ لعمل الجوارح، فتدبَّري، عافاكِ الله.


وأبشِري بمغفرةِ الله تعالى؛ فقد قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39]، وقال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [التحريم: 8].


فبابُ التوبة مَفتوحٌ أمام العبد ما لم يُغَرْغِر، أو تطلع الشمس مِن مغربِها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يبسط يدَه بالليل ليتوبَ مُسِيء النهار، ويبسط يدَه بالنهار ليتوبَ مُسِيء الليل، حتى تطلع الشمس مِن مَغربها))؛ رواه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقبل توبةَ العبد ما لم يُغَرْغِرْ))؛ رواه أحمد، وأبو داود من حديث ابن عمر.


أمَّا وصية أختك فيجب عليك تنفيذُها، وبالطريقة التي اختارَتْها، فأهلُ العلم متَّفقون على أنَّ الشروط التي وضعها الواقفُ يجب الرجوع إليها، ولا يجوز مخالفتها إذا لم تخالف الشرع، أو تُنافي مقتضى الوقف، حتى قال بعض الفقهاء: (شرط الواقف كنصِّ الشرع).


وذلك سلَّمكِ الله يَدْخُل في ردِّ المظالم والحقوق إلى أهلها؛ وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كانتْ عنده مَظلمة لأخيه من عِرضِه أو شيء، فلْيَتَحَلَّله منه اليوم قبل ألا يكونَ دينارٌ ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقَدْر مَظلمتِه، وإن لم تكنْ له حسنات أخذ مِن سيئات صاحبه فحمل عليه))؛ أخرجه البخاري.


وروى أحمد، وأصحاب السنن، وصحَّحه الحاكم: أنَّ رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم قال: ((على اليدِ ما أخذتْ حتى تُؤدِّيَه)).


وأنتِ أيتها الأخت الكريمة وكيلةٌ عن أختكِ، ولا تملكين مِن التصرف إلا ما أذِنَتْ لكِ فيه، وما دامتْ قد خصَّتْ مصرفًا معينًا بمالها فلا تملكين أن تَصْرِفيه في غير مَصرِفه، وأنت مخيَّرة الآن بين أن تُخبري أختَك بحقيقة الأمر، وأن تَطلُبي منها العفو والمسامحة، أو أن تُقِيمي مشروعَ رعاية الأيتام الذي أَوْصَتك به، أو أن تردِّي إليها أموالَها.


أما علاج الحسد والغيرة التي ابتلاك الله بها، فهو مِن أوجبِ الواجبات في الشريعة الإسلامية، وهو كغيرِه من أمراض النفس القابل للعلاج، ولتستبدلي بذلك الشعور شعور الغبطة؛ أي: تتمنين أن تفعلي مثل فعلها، ومع الصدق يكتب لكِ نفس الأجر؛ ففي الصحيحين عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ - وربما قال: يعطي - ما أمر به، فيعطيه كاملًا موفرًا، طيِّبة به نفسه، فيدفعه إلى الذي أمر له به - أحدُ المتصدِّقين)).


واستعيني على طهارة الباطن بالصلاة؛ فهي تَنْهَى عن الفَحْشاء والمنكر، وتُورث الخشوع، وهي مِن أفضل الأعمال، وكذلك الصدقة، واعملي على تقويةِ يقينك بقضاء الله وقدَره، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن، وأنَّ رِزْقَ الله لا يردُّه كراهيةُ كاره، ولا يجرُّه إرادةُ مريد، ونحن على يقينٍ أن النعمة لا تَزول بالحسد، والحاسدُ على كل حال يعارِضُ حكم الله وقسمته بين عباده، بالإضافة إلى ما يُصيب نفس الحاسد مِن الحزن والكدَر.

ولمزيدِ فائدةٍ راجعي على شبكة الألوكة استشارة: "أحسد نفسي والآخرين - وسواس النظر أو الحسد".

أسأل الله أن يُطَهِّر قلوبنا مِن الغِلِّ والحسَد وسائر الأدواء





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة