• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

استفسار عن تبني الأطفال

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 17/9/2017 ميلادي - 25/12/1438 هجري

الزيارات: 32123

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة في العشرين من عمرها لا تريد الزواج، وتعمل موظفةً ولديها بيت خاصٌّ، تسأل: هل أتَبَنَّى طفلا؟

 

♦ التفاصيل:

أنا فتاة عمري 24 عامًا، لم أتزوجْ ولا أريد الزواج، أعمل موظفةً ومستقلةً في بيت خاص بي، سؤالي: هل يُمكن أن أتبنى ولدًا أو بنتًا؟

ما رأيكم في هذا؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشكر اللهُ لك أيتها الابنةُ الكريمة حرصَك على معرفة الحكم الشرعي فيما تُقدِمين عليه؛ وهذا شأنُ الفتاة المسلمة دائمًا، هيَّابة وقَّافة عند حدود الله تعالى.


أما ما ورد عليك من خاطرةِ التبنِّي، فهذه عادة لا تَرِدُ على النفس إلا عندَ اليأس أو شبهِ اليأس من الوَلَدِ، والتبنِّي كان عادةً موجودةً قبل الإسلام، فكان يوجد أبناءٌ لا يُعرَفُ آباؤهم، فمن أعجَبه أحد هؤلاء تبنَّاه، ويدعوه ابنَه، ويلحقه بنسبه، فيتوارثان توارثَ النَّسَب، وكان هذا يَقعُ في السَّبْيِ حين يؤخذ الأطفال والفتيان في الحروب والغارات، فمن شاء أن يُلحِقَ بنسبه واحدًا من هؤلاء دعاه ابنَه، وأطلق عليه اسمَه، وعُرِف به، وصارت له حقوق البنوَّة وواجباتها.


حتى جاء الإسلام فأبطل عادة التبنِّي، وأقام المجتمع على أساس الأسرة الواضح السليم المستقيم، ونظَّم علاقات الأسرة على الأساس الطبيعي لها، وأحكَمَ روابطَها، وجعلها صريحةً لا خلطَ فيها ولا تشويه، وردَّ عَلاقة النسب إلى أسبابها الحقيقية؛ علاقات الدم، والأُبوَّة والبنوَّة الواقعيَّة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴾ [الأحزاب: 4].


فالكلام - كما تعرفين سلمك الله - لا يغيِّر واقعًا، ولا ينشئ عَلاقة غيرَ عَلاقة الدم، وعلاقة الوراثة للخصائص التي تحملها النُّطفة، وعلاقة المشاعر الطبيعيَّة الناشئة من كون الولد بضعةً حيَّة من الأم والأب، وتأمَّلي عَجُزَ الآية: ﴿ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴾ [الأحزاب: 4]، فهو سبحانه يقول الحقَّ المطلق الذي لا يُلابسُه باطل، ومن ذلك الحقِّ إقامةُ العَلاقات الأسرية على الرابطة الحقَّة المستمدة من اللحم والدم، لا على مجرد كلمة تقال باللسان.


حرَّم الإسلام التبنِّي على الرجال والنساء مثلهم؛ فهن شقائقُ الرجال؛ أي: نظائرُهم وأمثالهم في الخلق والطباع، وكذلك في الأحكام الشرعية؛ فالمحاذير التي من أجلِها حُرِّم التبنِّي على الرجل موجودةٌ في المرأة من الإرث والمحرميَّة وغيرهما.


وليس معنى كلامي أن نتركَ اللُّقطاء واليتامى بلا رعايةٍ، كلَّا، وإنما الممنوع هو أن ننسبَهم لغير آبائهم وأمهاتهم، أما رعايتُهم والنفقة عليهم فهذا شيءٌ وراء ذلك، والشارع الحكيم حضَّ عليه ورغَّب فيه، ووعد عليه بالأجر الجزيل والفضل العظيم، كما روى البخاري عن سهل بن سعد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((أنا وكافلُ اليتيم في الجنة هكذا))، وقال بإصبعَيْه السبَّابةِ والوسطى.


الابنة الكريمة، أنتِ ما زلتِ في شرخ الشباب، والحياة أمامك بحلوها ومرِّها، فاسألي نفسَك: لماذا هذا الإعراض المبكِّر عن الزواج؟ وفتِّشي فيها عن سرِّ ذلك، وستجدين أن وراءَه فكرًا سلبيًّا مكتسبًا يسهل عليك استبدالُه بنظرة إيجابيَّة، بالتوكل على الله، والتفاؤل بالحياة، وتوسيع دائرة معرفتك الثقافيَّة، وعدم الاسترسال مع الخواطر؛ فهي مبدأ كلِّ شر.


وختامًا: تذكَّري أن كلَّ نظام - وإن زخرفَتْه النفس - يتجاهل حقيقة الأسرة الطبيعيَّة هو نظام فاشل، ضعيف، مزوَّر الأسس، بُنِي على شفا جُرُفٍ هارٍ.


وراجعي على موقعنا استشارة: أكره الزواج، وأحب دراستي!

وفَّقكِ اللهُ وسدَّدكِ، وألهمكِ رشدكِ، وأعاذك من شرِّ نفسِكِ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة