• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

القرآن والنظريات العلمية الحديثة

القرآن والنظريات العلمية الحديثة
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 29/8/2017 ميلادي - 6/12/1438 هجري

الزيارات: 19590

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شاب يتعجَّب من إنكار بعض الناس للنظريات العلمية المؤكدة؛ لأنها لم تُذكر في القرآن، ويتعجب أيضاً من قول البعض إن الماسونية ليست عدوة للمسلمين لأنها لم تُذكر في القرآن!

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب جامعيٌّ، مُشكلتي أنني كنتُ أتحاور مع بعض المسلمين حول بعض النظريات العلمية المؤكَّدة، فوجدتُهم يُكذِّبونها حتى مع وجود الأدلة العلمية، والغريب أن حجتهم في رفض هذه النظريات: أنها لم تُذكَر في القرآن! فلما تعجَّبت مِن كلامهم قالوا: إن القرآن ذُكِرَتْ فيه إعجازات علمية كثيرة، إذًا فأية نظرية ليستْ موجودة في القرآن فليستْ صحيحة، حتى ولو كان عليها أدلة!


بل مما أثار دهشتي أن بعضهم قال: إنَّ الماسونيين ليسوا أعداء الإسلام، ولا يُشكِّلون خطرًا علينا؛ لأن الله ذكر أن اليهود والنَّصارى هم أعداؤنا فقط، فلو كان الماسونيون يُشكِّلون خطرًا علينا لذَكَرَهُم الله في كتابه!

في اعتقادي هذا الكلام ليس منطقيًّا، ولا يقول به إلا جاهل

لكنني أريد أن أعرف رأي العلماء في هذا الكلام

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجزاك الله خيرًا أيها الابن الكريم على غيرتك على دين الله، وعلى حرصك على معرفة الحقِّ، والبُعد عن الغلوِّ والإفراط والتفريط.


لا شكَّ سلمك الله أن القرآن الكريم في الأساس والأصل هو كتاب هداية للبشرية جمعاء، أنزله اللهُ معجزة لرسوله الخاتم لتذكير البشر وإنذارهم وتبشيرهم وإخراجهم مِن ظُلُمات الضلال والمعاصي إلى نور الهدى والطاعات؛ قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]، وقال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم: 1]، وقال تعالى: ﴿ المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 1، 2]، والآياتُ بهذا المعنى كثيرة، فالقرآن كتاب هداية وآية باقية لنبينا صلى الله عليه وسلم، وهذا المعنى قد ورد فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء نبيٌّ إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة)).


وقد تضمَّن هذا القرآن التشريع الرباني الذي شرعه الله للثقلين، وتعبدهم بالعمل به، والتحاكم إليه؛ قال تعالى: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [الأعراف: 3]، كما تضمَّن القرآن الكريم كثيرًا من الحقائق العلمية التي اكتشفَ الناس بعضها لما تطورت الاكتشافات العلمية، وقد يكون الباقي عليهم أكثر؛ لأنهم ما أوتوا من العلم إلا قليلًا، ولكن لا يعني هذا أن القرآن الكريم كتاب خاصٌّ بالعلوم الدنيوية، أو أن كل ما لم يُذكر في القرآن من الحقائق العلمية فليس بعلمٍ؛ فهذا من الجهل بمقام القرآن الكريم، ولم يقل بهذا أحدٌ من أئمة الإسلام، وإنما ذكر العلماء أنه يستحيل أن يتعارض العلم والحقائق العلمية مع الشرع، فلا يُمكن أن يتعارَض أو يتناقض مع الحقائق العلمية التجريبية الثابتة، ولا مع العقول الصحيحة.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "درء تعارض العقل والنقل": ما عُلم بصريح العقل لا يتصوَّر أن يُعارضه الشرع ألبتَّة، بل المنقول الصحيح لا يُعارضه معقول صريح قطُّ، وقد تأملتُ ذلك في عامة ما تنازَع الناس فيه، فوجدتُ ما خالف النصوص الصحيحة الصريحة شُبهات فاسدة يُعلَم بالعقل بطلانها، بل يعلم بالعقل ثبوت نقيضها المُوافق للشرع، وهذا تأملتُه في مسائل الأصول الكبار، كمسائل التوحيد والصفات، ومسائل القدَر والنبوات والمعاد، وغير ذلك، ووجدتُ ما يعلم بصريح العقل لم يخالفه سمع قط".


وتأمَّلْ هذه العبارات الرائقة للإمام الشوكاني في كتابه "إرشاد الثقات" (ص: 3)، وهو يُفَصِّل تلك المسألة ويَحسمها: "إن القرآن العظيم قد اشتمل على الكثير الطيب من مصالح المعاش والمعاد، وأحاط بمنافع الدنيا والدين؛ تارةً إجمالًا، وتارةً عمومًا، وتارة خصوصًا، ولهذا يقول سبحانه وتعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، ويقول عز وجل: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12]، ويقول تبارك وتعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]، ونحو ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى...". اهـ.


فأولى بنا العمل بالقرآن، وحَمْل ألفاظه على ما يليق بها، ولا داعي للتعسُّف وطلب دليل من القرآن في الحقائق العلمية التي لم يَرِد ذكرُها فيه، فكم من حقائق علمية ثبتَت بغير الاستدلال عليها من الكتاب الكريم، ولا ضير في ذلك أبدًا، على ما أشرنا إليه سابقًا من أن مهمة القرآن الكريم الأساسية هي الهداية والإعجاز.


وهذا لا ينفي أن القرآن فيه كثير من الحقائق العلمية التي ذُكرتْ للعِبرة والموعظة والتأمُّل، لا على أنها معلومات للاعتقاد والتكليف والتعليم، وقد عبَّر الله عنها بالألفاظ العربية والأسلوب المعجز.


وما جاء فيه من المقرَّرات العلمية حقٌّ لأنه كلام الله، سواء عرفها الناس عند نزولها أم لم يعرفوها، وعدم علمهم بها لا يغضُّ من شأن القرآن، فهو ميسَّر للذِّكر، يستطيع كل إنسان أن يأخذ منه القدر الكافي لهدايته، مهما كان مستواه العلمي، ولكن لا يعني هذا أن ما لم يَرِد فيه فليس بعلمٍ.


هذا؛ وقد يستدلُّ هؤلاء على فِكرِهم بقوله تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، والآية الكريمة لا تدلُّ على ما زعموا مِن وُجوهٍ:

• الأول: أنَّ المراد بالكتاب في الآية هو اللوح المحفوظ وليس القرآن؛ كما رجَّحه شيخ الإسلام ابن تيمية.

• الثاني: على فرض أنه القرآن، فلا يمكن حمل الآية على ظاهرها من العموم، وأن القرآن اشتمل على بيان وتفصيل كل شيء، سواء أكان من أمر الدين أم الدنيا؛ لأنه يلزم من ذلك الخلف في خبر الله تعالى؛ لأننا نرى كثيرًا من العلوم القديمة والحديثة لم تُذكَر فيه، وهذا ظاهر لا يحتاج لأمثلةٍ، فوجب على فرض أن المقصود بالكتاب القرآن أن يكون المعنى: لم يفرط في شيء من أمور الدِّين على سبيل الإجمال، وأنه بيَّن جميع كليات الشريعة دون النصِّ على جزئياتها وتفاصيلها، وأنه ترك تفاصيل ذلك للسنَّة؛ لأنها المبينة للقرآن، والمخصِّصة لعمومه، والموضِّحة لمشكله، وأن لفظ الشيء ليس على عمومه، وإنما المراد موضوع الدِّين، والهداية التي مِن أَجلِها نزل القرآن.

• ثالثًا: إن فهم الشريعة ليس متوقفًا على معرفة العلوم الكونية والرياضيات وغيرها، وحملُ ألفاظ القرآن عليها فيه تعسُّف وتحميل لها لما لا تُطيق.


وفي الختام أذكُر كلامًا نفيسًا للإمام الشاطبي في كتابه "الموافقات" (2 / 52) حيث قال: "... ما تقرَّر مِن أمية الشريعة وأنها جارية على مذاهب أهلها وهم العرب ينبني عليه قواعد؛ منها: أن كثيرًا من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحدَّ، فأضافوا إليه كل علم يُذكر للمتقدمين أو المتأخِّرين، من علوم الطبيعيات والتعاليم والمنطق وعلم الحروف، وجميع ما نظَر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها، وهذا إذا عرضناه على ما تقدَّم لم يصحَّ، ولهذا فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومَن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وعلومه وما أُودع فيه، ولم يَبلغنا أنه تكلم أحد منهم في شيء من هذا المدَّعى سوى ما تقدَّم من أحكام وما يلي ذلك، ولو كان لهم في ذلك خوضٌ ونظَر لبلَغنا منه ما يدلُّنا على أصل المسألة، إلا أن ذلك لم يكنْ، فدلَّ على أنه غير موجود عندهم، وذلك دليلٌ على أن القرآن لم يُقصَد فيه تقريرٌ لشيء مما زعَموا".


وأمَّا الكلام عن الماسونية أو غيرها من مِلَل الكفر فهو من البدهيات الشرعية التي لا تَفتقر لدليل، فكل ما لم يدخل في الإسلام فهو من الكافِرين، وقضايا البراء من الكافرين وكُرْههم من أوليات العقيدة، ولو نظر هؤلاء في كتب الماسونية أو غيرها أو قرؤوا شيئًا من مخططاتهم لاستحيوا مما قالوا، لكنه الجهل المركَّب الذي حلَّ بكثير من المسلمين، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشراط الساعة: أن يُرفع العلم ويثبت الجهل، ويُشرب الخمر، ويظهر الزنا))؛ متفق عليه، وفي رواية: ((يُرفع العلم، ويَكثُر الجهل))، وفي أخرى: ((ويظهر الجهل)).

أسأل الله أن يُلهمنا رشدنا، وأن يُعيذنا مِن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة