• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

يخيل إلي أن وظيفتي حرام!

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 13/6/2017 ميلادي - 18/9/1438 هجري

الزيارات: 8558

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شاب يعمل في مجال الإعلان عبر الإنترنت، ويرى أنه مشاركٌ في إثم ما يظهر على المواقع التي يُعلن فيها عن إعلانه من مثل: الفيس بوك وغيره، مما جعله ذلك قلقًا على رزقِه.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ أعمل في مجال التسويق والإعلان على الإنترنت، وتُعتبر أموال هذه الإعلانات هي مصدر التمويل الرئيسي للموقع المُعلن عليه، لكن ما يؤرقني ويقلقني أن هذه المواقع التي أنشر فيها إعلاناتي وأدفع لها المال مِن مثل موقع (الفيس بوك) وغيره - تَنشُر صورًا مخلة بالحياء، ويكون عليها ما لا يُرضي الله؛ مثل: المحادثات بين الشباب والبنات، ونشر الصور والفيديوهات المحرمة، ويخيَّل إليَّ أنني مشارك في كل هذه الآثام؛ لأن هذه المواقع كانت ستفشل لولا ما تقبضه من المعلنين من أموال.


أحيانًا أقول لنفسي: إن هؤلاء العاصين الذين ينشرون ما حرم الله هم من اختاروا ذلك، وهم مَن يحملون وزرَ أنفسهم، وأحيانًا أفكِّر في أنني مشارك لهم في آثامهم؛ لأن دفعي المال للموقع يدخُل تحت باب التعاوُن على الإثم والعدوان، حتى صار هذا التفكير يُقلقني ويقض مضجعي، وأنا في حيرة مِن أمري، ولا أدري ماذا أفعل وخصوصًا أن هذه هي وظيفي التي أكسب منها قوت يومي؟!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأهنئك أيها الابن الكريم وأُحيِّيك على ورَعك من الوقوع في الحرام، وتحرِّيك أكْل الحلال، وهذا هو شأن المسلم، لا يتجرَّأ على معاصي الله، ولا يتعدَّى على الخَلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فيكفُّ نفسَه عن معصية الله، ويُعين غيره على تَركها، ولا يعاون أحدًا على مُحرَّم.


أما الإعلانات على الإنترنت وغيرها من وسائل الإعلام، فالأصلُ فيها الجواز على البراءة الأصلية، ولكن بشرط ألا يكون الإعلان ذاته مُشتملًا على محرَّم؛ كصور النساء، وأن يكون عقد الإجارة خاليًا مِن المخالفات الشرعية؛ كالجهالة والغرَر، وأن يكون المُعلَن عنه مباحًا، سواء كان عن بضائع؛ كالأجهزة الكهربائية، والملابس الرياضية، والأحذية، أو عن مجلات ومواقع أو غير ذلك.


أمَّا إن اختلَّ شرط مما ذكرتُه لك آنفًا، فإن تلك الإعلانات تحرم؛ كأن يكون الإعلانُ ذاته مشتملًا على مخالفة شرعية؛ كإبراز مفاتن النساء أو الموسيقا، أو يكون عقد الإجارة فيه مُخالفة للشرع؛ كعقود الجهالة، أو يكون المُعلَن عنه محرمًا شرعًا؛ كالخمور أو الخنزير أو المواقع الإباحية أو مواقع التعارف والصداقة وغير هذا، وفي هذه الحالة يكون الإعلان حرامًا والمال المتحصَّل منه محرمًا أيضًا.


إذا تقرَّر هذا أيها الابن الكريم فنَشْرُ الإعلانات مقابل أجر على مواقع التواصل الاجتماعي عمومًا، لا شيء فيه، ما دمتَ مُستمسِكًا بالشُّروط، ومُتجنِّبًا للمَحذورات السابقة.


أما الفسادُ الموجودُ على تلك المواقع، فلا يجعل التعامل معها محرمًا ولا تعاونًا على الحرام، فالإنترنت عمومًا كغيره مِن التقنيات الحديثة، كأجهزة الحاسوب المتطوِّرة، والهواتف الذكيَّة، وجميع وسائل الاتصال لها وجهان في الاستخدام؛ أحدهما محرَّم، والآخر مُباح، ولا يسَعُ المسلم التخلُّف عن ركبها، وإلا سيَعيش وراء التاريخ، وخلف الواقع؛ فكم من جهود دعوية جادة عليها يفنِّد أصحابُها دعاوى أهل الباطل، ويَدْحَضون الشُّبهات، ويَقصفون الأقلام المسيئة للإسلام! ولا أظنه يخفى عليكَ دورُها الكبير في تعْريف المسلمين بأحوال إخوانهم في شتى بقاع الأرض.


ولا يخفى على مثلك أيضًا سلمك الله أن مواقع التواصل تَحتوي على الحسَن والقبيح، والنَّافع والضَّار، ويستعملُها البارُّ والفاجر، والمسلم والكافر، ولذلك كان حكمها تابعًا للاستخدام والاستعمال، والغرض الذي تُستَعمل فيه؛ فمَن استخدمها في المباح فلا حرج عليه، وليَحرص على عدم تعريض نفسه للفِتْنة، بالنَّظر للمحرَّم، أو التصفُّح دون هدف، أو يدفعه الفضول للدُّخول على ما لا يحتاجه.


والواجبُ على المتديِّنين عدم التسرُّع في المنع، وإنما يَرجعون لأهل العلم الفاهِمين لواقعهم ليُمرِّروها على (فلتر) الشريعة الإسلامية؛ فيتجنَّب الحرام ويُجيز الحلال، فالمنهج الإسلاميُّ القويم نُزِّل ليَعمل وليُواجه متطلبات الحياة ومُستجداتها، ويَحيى مع واقع الناس، لا ليَنزوي بعيدًا عن دوره المنشود، وهذا كلام لا يَقبَل الجدل لمن تأمَّله.

رزقَنا الله وإياك رزقًا حسنًا، وثبَّتَنا على طاعته





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة