• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

اكتئاب بعد الرقية

اكتئاب بعد الرقية
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 18/5/2017 ميلادي - 21/8/1438 هجري

الزيارات: 228702

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة ذهبتْ إلى الراقي، وبعد الرقية بدأتْ تشعر بأَلَمٍ في جسدها، ولا تقوى على عمَلِ شيءٍ، وتسأل: كيف أُعالج نفسي؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ذهبتُ إلى الراقي منذ عامٍ أنا وابنتي، ظنًّا مني أنَّ ابنتي أصابها حسدٌ أو عين، وجدتُ عند الراقي قرابة 10 نسوة، وكان يقرأ القرآن على الجميع، ويضَع أمام كل واحدة قنّينة ماء، وكان بعض النساء يَصْرُخْنَ عند سماع القرآن!


المشكلة أنني بعد الرقية أحسستُ بثقلٍ وألَمٍ في كتفي، وأنام كثيرًا جدًّا، ولا أقوم بواجباتي المنزلية، ودائمًا شاردة الذِّهن، وأتهرَّب مِن زوجي ولا أُطيقُه، وكرهتُ الطبخَ والأعمال المنزلية، وكلُّ هَمِّي أن أَخْرُجَ مِن المنزل!


كنتُ مُواظبةً على صلاتي، لكن بعد يوم الرقية لا أستطيع الصلاة، ولا أطيق الناس، وأتَهَرَّب مِن الاجتماعات العائلية والأعراس، وأعاني مِن الاكتئاب.

أشيروا عليَّ كيف أُعالج نفسي؟ علمًا بأنني ذهبتُ إلى الطبيب وأجريتُ جميع الفحوصات وكلها سليمة ولله الحمد

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشفاك الله وعافاك أيتها الأخت الكريمة، ولا بأس عليك، طهور إن شاء الله تعالى.

مَن قرأ رسالتك هداك الله أَدْرَك أنَّ أخطر ما فيها تَرْكك للصلاة، إن كنت تقصدين بقولك: إنك كنت مُواظبةً على الصلاة، ولكن مِن يوم الرقية لم تستطيعي الصلاة!


فتَرْكُ الصلاة مِن أكبر المُوبقات التي تُخرج صاحبها مِن الإيمان بالكلية، وقد بَيَّنَّا سُبُل النجاة من تلك الورطة في استشارة: "ترك الصلاة وعلاجه".


أمَّا ما تشعرين به مِن آلام نفسية وجسَدية كثيرة منذ ذلك اليوم؛ فسببُه الطريقةُ الخاطئة التي اتبَعَها ذلك الراقي في العلاج الجماعي؛ فهو مِن أسوأ ما يَفْعَلُه بعضُ الرقاة؛ حيث يترتب على تلك الجلسات إيقاظُ قرين الجنِّ الموكل بكل إنسان وهياجه، وتوجيهه لمحاكاة ما يراه مِن تصرفات الحالات المرضية أثناء جلسة العلاج، عن طريق إثارة الوهم، وجلب بعض الأعراض للأمراض النفسية المعروفة؛ كالاكتئاب، والفصام، وغيرهما، وهذا هو سببُ ما تشعرين به من ثقل في الجسم، أو عدم الرغبة في فِعل شيء ونحوها!


فقد روى مسلم عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم مِن أحدٍ، إلا وقد وُكل به قرينه من الجن))، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: ((وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير))، وفي الزُّهْد لأبي داود قال عبد الله بن مسعود: "إن للملَك لَمَّة، وإن للشيطان لَمَّة، فلَمَّة الملَك إيعادٌ بالخير، وتصديقٌ بالحق، فمَنْ وَجَدَها فليحمد الله، ولَمَّة الشيطان إيعادٌ بالشر، وتكذيب بالحق، فمن وَجَدَها فلْيَسْتَعِذْ بالله".


أما طريقةُ العلاج مِن هياج القرين: فبِفِعْل كلِّ ما مِن شأنه قَمْع الشيطان، بأن تكوني دائمًا موصولة بالله تعالى، والاستعاذة من الشيطان الذي يُثير في الصدر الوساوس المختلفة؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201]، وواجِهي ما في نفسك مِن رواسب وركام وعقابيل، والتواءات وأغراض وشهوات، وغفلة وثقلة وتقاعس، وتزَوَّدي على مشاق الطريق بقراءة وتدبُّر والاستماع والإنصات إلى القرآن الكريم، والمداوَمة على ذِكْر الله في كلِّ آنٍ، وعلى كل حال، والحذر مِن الغفلة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 204، 205].


وتذكري - سلمك الله وشَرَح صدرك - أنَّ مَسَّ الشيطان يُغلق البصيرة، وأنَّ تقوى الله ومراقبته وخشية غضبه وعقابه تصل القلب بالله، وتوقظه مِن الغفلة، وأنَّ التذكر يفتح البصائر، ويكشف الغشاوة عن العيون.


ويمكنك أن ترقي نفسك بالرقية الشَّرعيَّة؛ وهي كالتَّالي:

• تجمعين كفَّيك وتقرئين فيهما: الفاتِحةَ، وما تيسَّر مِن سُورة البقرة، والإخلاص والمعوِّذَتَيْن، وقوله تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ * وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 115 - 118]، وأوَّل سورة الصافَّات، وسورة الدُّخان، وأواخر سورة الحشر، والزلزلة والإخلاص والمعوِّذتَيْنِ، ولو تُكرِّرين قِراءةَ تلك السور لكان أفضل، مع النَّفْثِ في يديْكِ ومسحِ الجسدِ بهما.


• وكذلك تقرئينَ ما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم مِن أحاديث الرقية؛ كحديث عائشة رضي الله عنها قالتْ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريضَ فدعا له قال: ((أذهِب الباس رب الناس، واشفِ أنتِ الشَّافي، لا شفاءَ إلا شفاؤُك، شفاءً لا يُغادر سقمًا))؛ متَّفق عليه، و((أعوذُ بكلمات الله التَّامَّة، مِن كل شيطانٍ وهامَّة، ومن كُلِّ عَيْنٍ لامَّة، أعوذُ بكلماتِ اللَّه التَّامَّات من شَرِّ ما خلَق، بِسم اللَّه الذي لا يَضُرُّ مع اسْمِه شيْءٌ في الأرض ولا في السماء وهُو السميع العليم)).


• والمداومة على قراءة سورة (ق) عدة مرات في كل يوم، فإنَّ تأثيرها على القرين مُجرَّب.

هذا؛ وستجدين على شبكة الألوكة موادَّ كثيرة، وكتبًا عن الرقية الشرعية لعلاج تسلُّط الشيطان، فطالعيها واستفيدي منها، وجاهدي نفسك، وخذيها بالشدة، واحذري مِن الاستِرسال مع النفس والشيطان، واحذري من الذهاب لِمِثْل هؤلاء المعالجين في المستقبل.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك، شفاء لا يُغادر سَقَمًا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة