• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

معنى قولهم: فلان رئيس المذهب

معنى قولهم: فلان رئيس المذهب
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 23/3/2017 ميلادي - 24/6/1438 هجري

الزيارات: 9267

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

باحث استَشْكَلَ عليه قولُ بعضِهم: فلانٌ انتهَتْ إليه رئاسةُ المذهَب، ويسأل عن ماهيَّة هذه الوظيفَة وما يتعلق بها.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا باحثٌ في العلوم الشرعية، وأثناء إعدادي لبحث حول المساجد ومشايخها في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي في مصر، استشكلت عليَّ وظيفة تُسمى (رئيس المذهب)؛ مثل قول بعضهم: فلان انتهت إليه رئاسة الحنفيَّة، أو الشافعيَّة أو الحنابلة أو المالكيَّة.


وبعد مُراجَعة المصادر عجزتُ عن إيجاد تعريف لهذه الوظيفَة التي تكرَّرت معي دون معرفة مهامِّها الأساسية، ولا أعرف هل هي مختصة بالقضاء أو بالإفتاء أو بالتدريس؟ أو إنها لقبٌ فخريٌّ؟ أو إنه يتمُّ تعْيين صاحبها بقرار رسميٍّ؟ ومتى بدأ هذا الاصطلاح؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فأهلًا ومرحبًا بك أيها الأخ الكريم، ويُسعدنا التواصُل مع الباحثين في العلم الشرعيِّ الشريف، والجواب عن استِفساراتهم وما يُشكل عليهم.


إنَّ الاصطلاح الذي تسأل عنه - أعني: رئاسة المذهب - هو اصطلاح قديم قِدَم المذاهب الفقهيَّة المتَّبعة، وأكثر ما تجد هذا الاصطلاح في كتب طبقات المذاهب؛ كطبقات الشافعيَّة، وطبقات الحنابِلة، وذيل طبقات الحَنابلة، وطبقات الفقهاء للشِّيرازي، وكذلك كتب التراجم؛ كشذرات الذهب، وسِيَر أعلام النُّبلاء، وغيرها كثير.


أما مَن يُطلق عليه هذا الاصطلاح من أهل العلم، فهم المجتهدون المُبرزون الذين فاقوا أقرانَهم في التدريس والإفتاء والمناظَرة، وجودة العبارة، وحسن التقرير، وقوَّة الحُجَّة، وعلوِّ القدر والمكانة، وبُعْد الصِّيت، فهم أفراد مَعدودون قليلون، ونُخَب حقيقية فرضت نفسها على الواقع العِلمي لرسوخها في الفقه والفُتيا حتى قصَدها أبناء عصرها ليأخُذوا عنها، غير أن هذا اللقب أحيانًا تجده مطلقًا دون قيد، فتفهم منه أن هذا الإمام شيخ للمذهَب في جميع المعمورة في زمانه، وأحيانًا تجده مقيدًا ببلدةٍ فقط؛ كقولهم ابن الزملكاني شيخ الشافعية بالشام، والشيخ أبو إسحاق انتهت إليه رئاسة الدِّين والدنيا ببغداد، والكرخي انتهت إليه رئاسة الحنفيَّة في العراق، وأبو الفضل الكرماني الحنفي انتهت إليه رئاسة المذهب بخراسان... وهكذا.


والحاصل أخي الكريم أن من انتهت إليه رئاسة المذهب أو رئيس المذهب هو مَن يَقصِده الفقهاء والعلماء من البلاد للأخذ عنه، وله تصانيف ودروس وإفتاء، وبلغ رتبة الاجتهاد، مع الزهد والورع، والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، والصلابة في الدين، وهذا الذي أذكرُه لك يُدرَك باستقراء تَراجم الأئمَّة الأعلام، وليس تعريفًا تجده في بعض الكتب، وإنما لخَّصتُه لك بسبر أحوال الأئمة من كتب علماء المذاهب.


ومما يُعينك سلَّمك الله على صحة تصور ما ذكرتُه، أن هذا المصطلح - أعني: الرئاسة العلمية - كان يُستخدم في جميع العلوم، سواءٌ الشرعيَّة بأقسامها، أو العلوم التجريبيَّة والإنسانية، فكانوا يقولون مثلًا: فلانٌ انتهت إليه رئاسة الأطباء في زمانه، وكان يُلقبون ابن سينا الطبيب الفيلسوف المعروف بالرئيس، إلى غير ذلك.


أما متى بدأ هذا الاصطِلاح: فالذي يَظهر لي بعد الرجوع لكتب طبقات الفُقهاء والتراجم وكتب المذاهب وتأمُّل استعمالاتهم، أنه بدأ بعد عصر الأئمَّة مباشرة ودون فاصل؛ حيث كان الإمام يوصي تلامذته ومن يختلفون إليه بالرجوع لأعلمهم ومَن هو ألصقُهم به؛ كما قيل للشافعي في علَّته التي مات فيها رضي الله تعالى عنه: إلى مَن نجلس بعدك يا أبا عبدالله؟ فقال الشافعي: سُبحان الله! أَيُشكُّ في هذا؟ أبو يعقوب البويطي، وكان أفضل وأقرب إلى الزُّهد والورع، ثم أَوصى البويطي لمن بعده، وهكذا، فكان الشافعيُّ هو رئيس المذهب، حتى صار البويطي، ثم مَن بعده إلى يوم الناس هذا، وكلما ظهر إمام في قُطْر مِن الأقطار فرَضَ نفسه على الواقع العلمي؛ مثل ابن سريج الذي انتهت إليه رئاسة مذهب الشافعي، بل اعتبره البعض مجدِّد المائة الثالثة من الهجرة، والإسفراييني (344 - 406 هـ)، والباقلاني (338 - 403 هـ)، والشيرازي (393 - 467 هـ)، وانتهت إليه رئاسة المذهب وولي القضاء، وابن نجم بن عبدالوهاب، والمرداوي (817 - 885 هـ)، وابن الحنبلي (554 - 634هـ)، وشيخ المذهب الحنبلي إبراهيم الوائلي النجديُّ الحنبَليُّ (1189 هـ).


ولا يُشترَط فيمَن انتهت إليه رئاسة المذهب أن يكون قد اشتغلَ بالقضاء، نعم، بعضهم ولي القضاء، وبعضهم فرَّ منه؛ ككثير من علماء الحنابلة خصوصًا، والبعض قد استَعفى.


وبالنظَر أيضًا للواقع السائد في زمان أولئك الأئمَّة نُدرك أن مَن انتهَت إليه رئاسة المذهب في زمانه فإن ذلك لتفوقه على أقرانه وأهل زمانه، كما ذكرْنا سابقًا، وهو ما أهَّله لتلك المنزلة الرفيعة، أما الحكومات فلم يكن لها شأن في هذا التعيين، إلا في منصب الإفتاء والقضاء، فالتفوُّق وتحصُّل أدوات الاجتهاد العلمي أصولًا وفروعًا، مع التبحُّر في العربية، والنظر، والمعرفة بدقيقه وجليله، والبحث - كل ذلك يفرض صاحبه على الواقع.


وأَضرب لك مثالًا آخر مِن أئمَّة الحنابلة: الإمام ابن قدامة صاحب المغني، انتهتْ إليه رئاسة مذهب الحَنابلة في زمانه، وكان الإمام المقدسي ابن خالته معاصرًا له، وكان يُساميه في حياته، ثم بعد وفاة ابن قدامة آلتْ إليه رئاسة المذهب.

هذا؛ ونسأل الله أن يرزقنا علمًا نافعًا وعملًا متقبَّلًا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة