• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

محاكاة الشخصيات في الأبحاث الميدانية

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 14/3/2017 ميلادي - 15/6/1438 هجري

الزيارات: 8320

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

طالبٌ قام بعَمَل بحثٍ ميدانيٍّ، ومَثَّل فيه دَوْرَ فقيرٍ، وأخَذ مالًا مِن بعض الناس، ويسأل عن حُكم هذا المال.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبٌ في السنة الجامعية الأولى، طُلِبَ منَّا إجراءُ بَحْثٍ اجتماعيٍّ ونفسيٍّ، وقُمتُ بالتنكُّر لقياس رُدود فِعل الآخرين، ومِن ضِمن عمَلِنا قمتُ بدَوْر رجلٍ فقيرٍ في المسجد، وكان الناسُ يُلْقون لي بالمال!

فما حُكم هذا المال لِمَن لم أردَّ له المال؟ هل أَتَبَرَّع به أو أستخدمه لنفسي؟ وما أجر المتصدِّقين عليَّ؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا شكَّ أنَّ ما تقوم به أيها الابن الكريم أنت وزملاؤك الطلَّاب مِن أبحاثٍ ميدانيةٍ - هامٌّ مِن الناحية العلمية في عامَّة العلوم الإنسانية؛ أعني: العلوم التي لا تعتَمِد على التجارب المعمَليَّة.


ومِن ثَمَّ إذا تطلَّبَتْ تلك الأبحاثُ الميدانيَّة أن تُحاكيَ شخصيةً مُعينةً لقياس ردود الأفعال، أو غير ذلك؛ فلا بأسَ مِن هذا؛ للمصلحةِ الراجحة، والحاجة الشديدة، ولا يُعتبر هذا الفعل غِشًّا، ولا هو مِن الكَذِب المحرَّم!


ومَنْ تَأَمَّل حديثَ الأبْرَص والأَقْرَع والأعمى، الذي قصَّه علينا رسولُ الله للحثِّ على إكرام الضعفاء، والحذَر مِن كَسْر قلوبِهم واحتقارِهم - أَدْرَكَ ذلك؛ ففي الصحيحين: أنَّ أبا هريرة حدَّثَ أنه سَمِع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ ثلاثةً في بني إسرائيل: أَبْرَص، وأَقْرَع، وأعمى، فأراد اللهُ أن يَبْتَلِيَهم؛ فبَعَثَ إليهم مَلَكًا، فأتى الأبرصَ فقال: أي شيءٍ أحب إليك؟ قال: لَوْنٌ حَسَن، وجِلْد حَسَن، ويُذهب عني الذي قد قَذِرني الناسُ، قال: فمَسَحَهُ فذَهَبَ عنه قَذَرُه، وأُعطي لونًا حسنًا وجِلْدًا حسنًا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل - أو قال: البقر، شكَّ إسحاق - إلَّا أنَّ الأبرص، أو الأقرع، قال أحدُهما: الإبل، وقال الآخر: البقر، قال: فأُعطي ناقة عُشَراء، فقال: بارَك الله لك فيها، قال: فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شَعَر حَسَنٌ، ويُذهِب عني هذا الذي قد قَذِرني الناس، قال: فمَسَحَهُ فذَهَب عنه، وأُعطي شَعَرًا حسنًا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأُعطي بقرةً حاملًا، فقال: بارَك الله لك فيها، قال: فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرُدَّ الله إليَّ بصري، فأُبصر به الناس، قال: فمسحه فرَدَّ الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاة والدًا، فأُنتج هذانِ ووَلَّدَ هذا، قال: فكان لهذا وادٍ مِن الإبل، ولهذا وادٍ مِن البقر، ولهذا وادٍ مِن الغنَم، قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورَتِه وهيئته، فقال: رجل مسكين، قد انقطعتْ بي الحبالُ في سفري، فلا بلاغَ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللونَ الحسَن، والجِلْدَ الحسَن، والمال - بعيرًا؛ أتبلَّغ عليه في سفري، فقال: الحقوقُ كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألَم تكنْ أبرص يَقْذَرُك الناس؟ فقيرًا فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثتُ هذا المال كابرًا عن كابر! فقال: إن كنتَ كاذبًا فصَيَّرك الله إلى ما كنتَ! قال: وأتى الأقرع في صورَتِه، فقال له مثل ما قال لهذا، ورَدَّ عليه مثل ما رَدَّ على هذا، فقال: إن كنتَ كاذبًا فصَيَّرَك الله إلى ما كنتَ، قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابنُ سبيل، انقطعتْ بي الحبالُ في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله، ثم بك، أسألك بالذي ردَّ عليك بصرك، شاةً أتبلَّغ بها في سفري، فقال: قد كنتُ أعمى فردَّ الله إليَّ بصري، فخُذْ ما شئتَ، ودَعْ ما شئتَ، فوالله لا أجهدك اليوم شيئًا أخذتَه لله، فقال: أمْسِكْ مالَك، فإنما ابتُليتم، فقد رَضِيَ عنك، وسخط على صاحبيك)).


فالمَلَك الذي أتى هؤلاء الثلاث جاءهم بصورةِ وهيئةِ كلِّ واحدٍ منهم، وهذا يُشعر بجواز أنْ يُحاكي الإنسانُ هيئةً معينةً مِن أجل اختبار الناس؛ فالذي يَظهَر أن الله تعالى أذِنَ له بالإتيان على هذه الصورة مِن أجل الاختبار.


أمَّا الأموالُ التي أخذتَها مِن الناس، فلا يجوز لك أيها الابن الكريم الانتفاعُ بها؛ لأنَّ العطاء إنما كان لصورة المسكين التي حاكيتَها، وبناءً على ذلك فيجب عليك إعطاء ذلك المال لبعض الفقراء أو المساكين.


وأمَّا أجرُ هؤلاء المتصدقين؛ فقدْ دلَّت الأدلةُ على أنَّ الأجر يُكتَب لهم كاملًا، ومِن هذه الأدلة: ما رواه البخاريُّ ومسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رجلٌ: لأتصدَّقنَّ الليلةَ بصدَقَةٍ؛ فخَرَج بصدَقَتِه، فوَضَعَها في يد زانيةٍ؛ فأصبحوا يتحدَّثون: تُصُدِّق الليلةَ على زانيةٍ! قال: اللهم لك الحمدُ على زانية، لأتصدَّقنَّ بصدقةٍ؛ فخَرَج بصدقتِه، فوَضَعَها في يد غنيٍّ؛ فأصبحوا يَتحدثون: تُصُدِّق على غنيٍّ! قال: اللهم لك الحمدُ على غنيٍّ، لأتصدَّقنَّ بصدقةٍ؛ فخَرَج بصدقتِه، فوَضَعَها في يد سارقٍ؛ فأصبحوا يَتحَدَّثون: تُصُدِّق على سارقٍ! فقال: اللهم لك الحمدُ على زانية، وعلى غنيٍّ، وعلى سارقٍ! فأتي فقيل له: أمَّا صدقتُك فقد قُبِلَتْ؛ أمَّا الزانيةُ فلعلها تستعفُّ بها عن زِناها، ولعل الغني يعتبر فيُنْفِق مما أعطاه الله، ولعل السارق يستعفُّ بها عن سرقَتِه)).


والحديثُ ظاهرُ الدلالة على ثُبوت أجر المتصَدِّق، وإن وقعت الصدقةُ في يد غير أهلها

وفَّقك الله لكلِّ خيرٍ، وألْهمك رُشدك، وأعاذَك مِن شرِّ نفسك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة