• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

كيف أصبر على الابتلاء ؟

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 29/1/2017 ميلادي - 1/5/1438 هجري

الزيارات: 31812

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

سيدة غرق ابنها في دلوٍ كبير، ودخل في غيبوبةٍ منذ عام، وهي تصبر عليه وتجلس معه ليل نهار أملًا في شفائه، وتريد طريقة تتصبر بها على هذا الابتلاء؟

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرَّض ابني لحادثٍ في المنزل؛ إذ خرج ليلًا مِن الغرفة إلى الحمام، وغرق في دلو كبيرٍ فيه ماء، ظننته مات لكن الحمد لله كان حيًّا، وأخذتُه إلى المستشفى، فأسعفه الأطباء وعادت نبضاتُ قلبه بعد 45 دقيقة مِن الإسعاف!


المشكلة أن الغيبوبة أثرتْ على المخ نتيجة نقص الأكسجين، ومن الممكن أن يكون ميتًا دماغيًّا حسب قول الطبيب.

جلستُ في المستشفى مع ابني، وتركتُ كل شيء من أجله، وأدعو الله دائمًا أن يعيشَ، لكن لا أخفي عليكم فأنا لا أحتمل رؤيته يتعذب بكل هذه الأنابيب، وقلبي يتألم عليه، وأجدني أقول: اللهم اشفه إن كان الخير في شفائه، وتوفه إن كان الخير في وفاته.


أُحاول أن أُصَبِّرَ نفسي مِن خلال مُعايَشَتِي لهذا الابتلاء، وأشعُر في بعض الأحيان أني مرتاحة نفسيًّا لأني فعلتُ كل شيء تجاهه، والباقي على الله.


أعلم أنَّ هذا ابتلاء مِن الله، وأن الله تعالى رحيم بعباده، قرأتُ كثيرًا عن الابتلاء لأكونَ مِن الصابرين المحتسبين، فأخبروني كيف أكون كذلك؟ وهل أنا مأجورة على مُرافقتي لابني أو لا؟

أرجو منكم الدعوات لابني بارك الله فيكم

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيَ ابنك، اللهم اشفِه، اللهم اشفه، اللهم اشفه، أذهب الباس، رب الناس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا، كما أسأله سبحانه الله أن يُلهمكِ وزوجك الرشد والثبات، وأن يصبَّ عليكما الصبر صبًّا، وأن يعظمَ لكما الأجر والمثوبة، وأن يقرَّ عينكما بشفائه، اللهم آمين.


وبعدُ، فأبشري أيتها الأخت الفاضلة؛ فرسالتك بفضل الله تعالى تنضح بالصبر والثبات، ليس هذا فقط، وإنما أيضًا بإدراك حكمة الله تعالى في ابتلاء عباده المؤمنين، وما فيه مِن الخير العظيم مِن وراء الضر والأذى والابتلاء الشاق المرير.


الأخت الكريمة، مِن أعظم ما يُعينك في مصابك قراءة القرآن الكريم بتدبر وتأمل، كما لم تقرئيه مِن قبلُ؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ* وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 153- 157].


فتأملي كيف أن الله ذكَر الصبر في القرآن كثيرًا، فلا تكاد سورة تخلو منه؛ ذلك لأنَّ الله تعالى يعلم ضخامة الابتلاء والتكليف والجهد الذي يَتَطَلَّبُه الثبات على الحق والاستقامة على صراطه المستقيم، وقوة منازعة النفس والهوى والصراعات والعقبات، وكل هذا يتطلَّب صِدق اللجوء إلى الله، وتفويض الأمر، والافتقار إليه، مع طلب العون، وأن تبقى النفسُ مشدودة الأعصاب، مجندة القوى، يقِظة المداخل والمخارج، والله المستعان وعليه التكلان.


وكذلك الصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي، والصبر على بُطء الفرَج، والصبر على التواء النفوس، وزيغ القلب.

أنتِ على يقينٍ أن ما حدث لابنك أمرٌ قدَّره الله تعالى عليه قبل أن يخلقَ السماوات والأرض، وقدَرُ الله كله خير، فهو سبحانه لم يخلُقْ شرًّا خالصًا، ولا شرًّا راجحًا، وإنما خلق خيرًا محضًا، وخيرًا راجحًا وشرًّا مرجوحًا؛ مِن أجل هذا قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابتْه سراء شَكَر فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضراء صبر فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم عن صُهيب.


والحياةُ لا تعدو أيامًا قليلة معدودة في هذه الأرض، ومتاعًا محدودًا، يكسب المؤمن الصابر به خلودًا لا يعلم له نهاية إلا ما شاء الله، ومتاعًا غير مقطوع ولا ممنوع، فكيف لا يكون خيرًا؟!


فهذا أعظمُ ما يُطمئن قلبكِ في الابتلاء، أنه جرى بقدر الله وما وراء هذا القدر مِن الحكمة، وما فيه من جزاء، وأن الله تعالى كتب على نفسه الرحمة، وأنَّ رحمته تسبق غضبه حتى في ابتلائه بالضراء، ليعلم مَن يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وليهلك مَن هلك عن بينة، ويحيا مَن حيَّ عن بينة.


ففي ساعات الابتلاء ربما زاغت القلوبُ والأبصار، وذكر الرحمة يثبت القلب، وتجعله يستيقن الرحمة وراء كل لمحة؛ وذلك لأن الله لا يطرد مِن رحمته أحدًا يرجوه، ويسبح بحمده في السراء والضراء، فالله الرحيم العادل ما كان ليبتلي المؤمن إلا لخير يعلمه، مهما خفي على العباد إدراكه.


أكثري مِن الدعاء المأثور: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلحْ لي شأني كله، لا إله إلا أنت، اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه ومالكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك مِن شرِّ نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا، أو أجرُّه إلى مسلم، وكذلك أكثري من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد.

وفقك الله لكلِّ خير، وألْهمَك الرشد، وأعاذك مِن شرِّ نفسك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة