• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

هل يمكنني تزوير شهادة خبرة لأعمل؟!

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 19/5/2012 ميلادي - 27/6/1433 هجري

الزيارات: 27719

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حصلتُ على الدكتوراه، وحاولتُ الحُصُول على وظيفةٍ ولم أستطع؛ بسبب طلب (الواسطة) التي لا أملكها، وهناك جامعاتٌ تطلب خبرة تدريس عامين على الأقل من أجل التعيين، فاقترح عليَّ صديقٌ لي أن يزوِّرَ لي شهادة خبرة بالسنتين المطلوبتين!

فما رأي الشرع في عملية التزوير هذه؟ علمًا بأني حاصلٌ على الدكتوراه بمُعدَّل 4/4، ولديَّ كتبٌ، وأبحاثٌ منشورة، ويتمُّ استشارتي من قِبَلِ العديد ممن يُعِدون الدكتوراه والماجستير في عدد من الدول، وتقبلوا تحياتي.

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فتقبَّل تهانينا على حصولِكَ على تلك الدرجةِ العلميةِ الكبيرةِ، والتي نسأل الله أن يجعلها سبيلًا لك لكل خيرٍ دُنيويٍّ وأُخرويٍّ، وبعدُ:

فلا يخفى عليكَ أن الواجب عَلَى جميعِ المسلمين الالتزامُ بالضوابطِ الشرعيَّة، واجتناب ما نهى الله عنه من محاذيرَ شرعيةٍ وخُلُقيةٍ؛ كالغشِّ، والتزويرِ، والخداعِ، أو دفعِ الرِّشوة في معاملته للناس، فأحسنُ الناس أحسنُهم معاملةً للناس، وأنفعُهم لهم، ولا يَتَأَتَّى ذلك - مُطلقًا - بالخداع، وحتى إن أساءَ الناسُ، نمتَنِعُ نحنُ عن الإساءة، ولا نجاريهم في فسادهم، وما دامت الوظيفةُ المذكورةُ - كما ذكرتَ - يُشتَرطُ للمتقدِّم فيها أن يكونَ لديه خبرةٌ، أو شهادةٌ معينةٌ، فلا يجوزُ التحايُل على ذلك الشرط، وتزويرُ الشهادة؛ لأنَّ ذلك من الزُّور المحرَّم؛ قال - تعالى-: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾} [الحج:30]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((المسلمون عند شُروطهم)).

قال الراغب: "الزور: الكذب".

وقال الحافظ: "ضابط الزُّور: وصفُ الشيءِ عَلَى خِلاف ما هُوَ بِه، وقد يُضافُ إلى القول، فيشملُ الكذبَ والباطلَ، وقد يُضافُ إلى الشهادة، فيختصُّ بها، وقد يُضافُ إلى الفعل؛ ومنه: لابسُ ثوبَيْ زُورٍ، ومنه: تسميةُ الشَّعرِ الموصُول: زُورًا".

ومِن ثَم فلا يجوزُ لَكَ الإقدامُ عَلَى ذلك الفعلِ المحرَّم، دون أن تُلجِئك إليه ضرورةٌ معتبرةٌ، ولْيَطلُب العبدُ الرزقَ الحلالَ بوسائلِه المشروعةِ وسُبُلِه المباحةِ، ولا يحملنَّه استبطاءُ الرِّزق، وشُحُّ الوظائفِ أن يَطلُب ذلك بمعصيةِ الله؛ فالأرزاقُ مكتوبةٌ، لا يُعَجِّلها الكسبُ الحرامُ، ومن تَرَكَ شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه؛ ففي الحديث: ((إن رُوح القُدُس نفث في رُوعي: أن نفسًا لن تموتَ حتى تستَكمِل أَجَلَها، وتَستَوعِب رِزقَها؛ فاتقُوا اللهَ، وأجْمِلوا في الطَّلب، ولا يحملنَّ أحدَكم استبطاء الرزق أن يطلُبه بمعصية الله؛ فإن الله لا يُنالُ ما عنده إلَّا بطاعته))؛ رواه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني.

وفي الحديث - أيضًا -: ((إنك لن تَدَعَ شيئًا لله - عز وجل - إلَّا بَدَّلَكَ اللهُ به ما هو خيرٌ لك منه))؛ رواه الإمام أحمد، وصححه الأرناؤوط والألباني.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن غَشَّ فليس منا))؛ رواه مسلم.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَلَا أُنبئُكم بأكبرِ الكبائر - ثلاثًا؟ قلنا: بلى، يا رسول الله، قال: الإشراكُ بالله، وعُقُوق الوالدين، وكان متكئًا فجلس، فقال: ألَا وقولُ الزُّور، وشهادةُ الزُّور، فما زال يكرِّرُها حتى قلنا: ليته يسكت!))، متفق عليه.

وذكر العلماء - كما في الموسوعة الفقهية تحت كلمة التزوير - أن التزوير يَشمَل التزويرَ، والغِشَّ في الوثائق، والسِّجِلَّات، ومحاكاة خُطُوطِ الآخرين وتوقيعاتهم؛ بقصد الخداع والكذب.

وخلاصةُ المسألةِ: أن تزوير شهادة خبرة بالسنتين المطلوبتين لا يَخرُج عن التزوير المحرم والكذب، والكذبُ مراتبُ متفاوتةٌ بحسَب تفاوُتِ مَفَاسِدِه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة