• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

طاعة الأم في البقاء في البيت

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 16/5/2012 ميلادي - 24/6/1433 هجري

الزيارات: 55586

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو إرشادي للرأي الموافق للصواب:

س1: هل من العقوق خروج الولد المتزوِّج في بيت مُستقل عن والديه، علمًا بأن في البيت إخوة له يَخدمون والديه؟

س2: إذا أقدمَ الإنسان على إمامة مسجد، وهذا المسجد يَبعد عن البيت 15 كيلو مترًا، وطَلَبت الوالدة من ولدها تَرْكَ هذا المسجد، هل يَمتثل أمرها مع أنه لا يوجد ضررٌ من وجوده في هذا المسجد؟

س3: إذا كان هذا المسجد له سكنٌ، ويريد أن يَسكن فيه هو وزوجته، والوالدة ترغب في أن يبقى ولدها معها، هل يُصبح عاقًّا لها إذا خرَج، مع عدم وجود الضرر بخروجه؟

نرجو الإجابة بشكل مُفَصَّل، والله يَحفظكم ويرعاكم.

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ برَّ الوالدين وطاعتهما في المعروف وفي غير معصية الله من أعظم البر، وحقُّ الوالدين من آكَدِ الحقوق التي عظَّمها الله، وجعَلها تالية لحقِّه تعالى؛ حيث قال: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء:23]، وقال: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء:36].

قال القرطبي - رحمه الله - في "تفسيره" (2 / 13):

"قوله تعالى: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾؛ أي: وأمرَناهم بالوالدين إحسانًا.

وقرَن الله - عزَّ وجلَّ - في هذه الآية حقَّ الوالدين بالتوحيد؛ لأن النشأة الأولى من عند الله، والنشء الثاني - وهو التربية - من جهة الوالدين؛ ولهذا قَرَنَ تعالى الشُّكر لهما بشكره، فقال: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ [لقمان: 14].

والإحسان إلى الوالدين: معاشرتُهُما بالمعروف، والتواضُع لهما، وامتثال أمرهما، والدعاء بالمغفرة بعد مَماتهما، وصِلة أهل وُدِّهما".

وقال - رحمه الله - (7 / 132):

"الإحسان إلى الوالدين: برُّهما وحِفظهما، وصيانتهما، وامتثال أمرهما، وإزالة الرِّق عنهما، وتَرْك السَّلْطنة عليهما". اهـ.

وحَذَّرَ - سبحانه وتعالى - من عصيانهما، أو إيذائهما - ولو بأدنى الألفاظ - فقال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ﴾ [الإسراء:23].

بل جعَل - سبحانه - عقوقَهما من أكبر الكبائر، ومن أسباب دخول جهنَّم - والعياذ بالله - فقد ورَد في الحديث أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال:((ألا أُنَبِّئُكم بأكبر الكبائر؟)) ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((الإشراك بالله، وعقوق الوالدين))، وجلَس وكان مُتَّكئًا، فقال: ((ألا وقول الزور))، قال: فما زال يُكَرِّرها حتى قلنا: ليْتَه سَكَت"؛ رواه البخاري، ومسلم.

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ثلاثة لا ينظر الله - عزَّ وجلَّ - إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المتَرَجِّلة، والدَّيُّوث))؛ رواه أحمد والنسائي، وابن حِبَّان، وقال الشيخ الألباني: "حسن صحيح"؛ انظر صحيح سنن النسائي.

وقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رضا الرب في رضا الوالد، وسَخَطُ الربِّ في سَخَط الوالد))؛ رواه الترمذي والحاكم وصحَّحه، ووافَقه الذهبي.

وقال أيضًا: ((لا يدخل الجنة مَنَّانٌ، ولا عاقٌّ، ولا مُدمنُ خمرٍ))؛ رواه أحمد والنسائي.

وقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لِمَن أراد الجهاد والخروج في جيش المسلمين: ((هل لك أمٌّ؟))، قال: نعم، قال: ((فَالْزَمْها؛ فإن الجنة تحت رِجلها))؛ رواه أحمد، والنسائي، وابن ماجه، وفي رواية: ((وَيْحَك، الْزَمْ رِجلها؛ فَثَمَّ الجنةُ)).

وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه، أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شِئْتَ، فَأَضِعْ ذلك الباب أو احْفَظه)).

وفي مسند أبي يعلى، وصحيح ابن حِبَّان، ومعجم الطبراني الكبير، عن أبي هريرة: أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - صَعِدَ المنبر، فقال: ((آمين، آمين، آمين))، قيل: يا رسول الله، إنَّك حين صَعِدت المنبر قلت: آمين، آمين، آمين، قال: ((إن جبريل أتاني، فقال: مَن أدرَك شهر رمضان، ولَم يُغفر له، فدخَل النار، فأبْعَده الله، قلْ: آمين، فقلتُ: آمين، ومَن أدرَك أبويه أو أحدهما، فلم يَبَرَّهما، فمات فدخَل النار، فأبعَده الله، قل: آمين، فقلتُ: آمين، ومَن ذُكِرْتَ عنده فلم يُصلِّ عليك، فمات فدخَل النار، فأبعَده الله، قل: آمين، فقلتُ: آمين)).

والأدلَّة على برِّ الوالدين مشهورة وكثيرة.

أمَّا خروجُ الابن من بيت والديه، ويسكن مع زوجته بعيدًا عنهما، فليس من العقوق؛ فمن حقِّ الزَّوجة على زوجها أن يوفِّر لها سكنًا مُستقِلاًّ، ولا يَلْزَمُها أن تسكُن مع أهله، وخاصة إذا ترتَّب على سُكناها ضَرَرٌ عليها.

وكذلك الحال في الصلاة في المسجد المذكور والإقامة فيه، ليس للوالدة أن تمنعَ ولدها من ذلك؛ لأن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّما الطاعة في المعروف))؛ متَّفق عليه.

ولكن لا يَمنع هذا من بَذْل الوسع في إقناعها، والاجتهاد في ذلك بحِكمةٍ ولُطفٍ، برغبتك في الصلاة في ذلك المسجد، والإقامة فيه، وعليك بالصَّبر والاحتساب، ولتَحرِصْ على التقرُّب لوالدتك، وأن تَبذُل وُسْعَك في الإحسان إليها؛ فإنَّ النُّفوس مجبولةٌ على حبِّ مَن أحسَن إليها، ولتُكثِر من زيارتها؛ حتى تُطَمْئِنَها عمليًّا أن بُعدَكَ عنها في السكن لن يؤثر على رؤيَتها لك يوميًّا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة