• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

تشفير القنوات في المنزل واعتراض الأسرة

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 22/11/2011 ميلادي - 25/12/1432 هجري

الزيارات: 12875

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو أن تكونوا بخير وعافية دينيًّا ودنيويًّا، سؤالي هو - أحسن الله إليكم -

 

إنَّنا في المنزل نملك (دشًّا) - جهاز ساتلايت - ولا يكاد يخلو بيتٌ من هذا الشرِّ - إلاَّ مَن رحم الله - وقد قمتُ بتشفير القنَوات التي تبثُّ الأفلام، والمسلسلات الهابطة، والحصص الفاسدة التي تضرُّ ولا تنفع؛ وذلك رحمةً بالأسرة، وبأبي خصوصًا - لأنه هو الذي جلبَه إلى المنزل؛ جهلاً منه بالدِّين - وقصْدَ عدَمِ الوصول إلى ارتكاب المحرَّمات من النظر إلى النِّساء الكاسيات العاريات، وتقليد الكفَّار في أفعالهم، وتتبُّع المسلسلات الهابطة التي تهتك سترَ الحياء بين أفراد الأسرة، وغير ذلك من المنكَرات.

لكن أفراد الأسرة - سواء الوالدين والإخوة - أنكروا عليَّ هذا الفعل، ولا يزالون، فالوالدان ربَّما يعتبرانِه عقوقًا وتشدُّدًا، والآخَرون يعتبرونه سيطرةً على البيت!

 

بالله عليكم، هل هذا يعتبر تشدُّدًا وسيطرة؟ أعطوني رأيكم في هذا الأمر - بارك الله فيكم - وجزاكم خيرًا، والسلام عليكم ورحمة الله.

 

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آلِهِ وصحبِه ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فجزاك الله خيرًا على غَيرتِكَ عَلَى تعدِّي حدود الله ومخالفة الشَّرع الحنيف؛ أمَّا إنكارُك على أسرتك، وأمرُهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، فهو من واجبات الشريعة التي تتأكَّد في حقِّ الأقربين؛ فعن أبي سعيدٍ الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن رأى منكم منكرًا، فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان))؛ مسلم.

قال النوويُّ - رحمه الله - في "شرح مسلم":

"وأما قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فلْيُغيِّره))، فهو أمرُ إيجابٍ بإجماع الأمَّة، وقد تَطابَق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتابُ والسُّنةُ وإجماعُ الأمة، وهو - أيضًا - من النصيحة التي هي الدِّين". اهـ.

وقد توعَّدَ الله بلعنِ مَن يسكت عن إنكار المنكر؛ قال - سبحانه -: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾[المائدة: 78 - 79].

 

ولكن لِتَتَحَلَّ بالآداب الشرعية التي وردت في الكتاب والسُّنة، حالَ توجيه النُّصح لأسرتك، ومن هذه الآداب:

الأول: أن تكون دعوتُك بالعلم، وابدأ معهم بالأهمِّ فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفَهْم، وبما يكون قبولُه أتمَّ، وبالرِّفق واللِّين، ولْيَكُنْ نهيُك مقرونًا بالترغيب والترهيب، مع ذكر مصالحِ ما تأمرهم به، مع تعديد مضارِّ ما يُشاهدونه.

قال الله - تعالى -: {﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125]، ولْتَحْذَرْ أن تنجرَّ إلى قسوة، أو خصام، أو مُشاتمة؛ فيَذْهبَ مقصودُ إنكارِك، ولا تحصل فائدته، ولْيكُنْ قصدُك - دائمًا - الرَّغبةَ في هدايتهم إلى الحق.

الثاني: تَسَلَّحْ بالصبر؛ فالآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر، ينبغي له أن يكون صبورًا على ما يجد في سبيل ذلك، ولْتحتسِب الأجرَ عند الله - تعالى - وعاقبةُ الصبر - دائمًا - إلى خير، وما أُعطِيَ المسلمُ عطاءً خيرًا وأوسعَ من الصبر، وفي "الصحيحين" من حديث أبي سعيدٍ الخدريِّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ومن يَتَصبَّرْ يُصبِّرْه الله، وما أُعطِيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ من الصبر)).

الثالث: احذرْ من الضَّجر والتسخُّط، ولا تتعجَّل النتائج، ولا تيئَسْ من إصلاحهم؛ بل عليك أن تنظر نظرةَ تفاؤل، ولْتَسْعَ بكلِّ الوسائل المتاحة للارتقاء بأسرتك، متَّبِعًا في ذلك أدب الإسلام؛ من الرِّفق بالمدعوِّين، واللِّين في القول، وحُسْن العبارة، مع ثباتك على الحقِّ، والابتعادِ عمَّا يَشِين، والله - تعالى - خَلَقَ الناسَ متفاوتين في تديُّنهم وعقولهم وإمكانيَّاتهم، ومعرفةُ هذا تدفع إلى الاستمرار.

الرابع: احذرْ قطيعة الرَّحِم، والتمِسْ رضا والديك، وبِرَّهما فيما ليس فيه معصيةٌ لله، فإنَّ في رضاهما في المعروفِ رضا الله - سبحانه وتعالى - ففي الترمذيِّ من حديث عبدالله بن عمرٍو أن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((رضا الربِّ في رِضا الوالد، وسخطُ الرب في سخط الوالد)).

وفي الترمذيِّ - أيضًا - من حديث أبي الدرداء قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((الوالدُ أوسطُ أبواب الجنَّة، فإن شئتَ فَأَضِعْ ذلك البابَ أو احفَظْه)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة