• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

هل أتواصل مع أبي وإخوتي مع كثرة المشاكل ؟

هل أتواصل مع أبي وإخوتي مع كثرة المشاكل ؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 29/10/2011 ميلادي - 1/12/1432 هجري

الزيارات: 16559

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

أبي يفرِّق بين أبنائه، وضرَبنا سابقًا، ومشكلات أخرى كثيرة، فهل أزوره؟ وما الحلُّ لاتِّقاء شرِّه؟ مع العلم أنَّ إخوتي معه، ويحرِّضهم علينا كثيرًا، فما الحلُّ؟ هل أبتعد عنهم وأبتعد عن الشر؟ أو أزورهم؟ فأنا أخاف أن أفتحَ عليَّ وعلى أهلي بابًا قد أُغْلِق منذ زمن، بالبُعد، وعدم الزيارة.


أحدُ إخوتي مشاكله كثيرة مع أمي، والآن هو متزوِّج، ولا يَزورنا، فهل نُصلح بينهما؟ مع العلم أنه يوم ابتعَد عنَّا استرَحنا من مشاكله، ولي أخٌ من أبي قد تسبَّب في طلاق أبي لأمي، ونحن لا نتَّصل به، لكنَّا إذا تقابَلنا سلَّمنا عليه، وأمي تَكره مَن يتعامل معه.

 

فهل أتَّصل وأُسَلِّم عليه؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاهُ.

 

أمَّا بعدُ:

فلا يجوز قطيعة الرحم عمومًا، والأب خصوصًا؛ لا يجوز هَجْره بحال، بل تجبُ صِلتُه؛ قال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 14 - 15].

 

وحتى إن كان الوالد مشركًا، وحَرَص كلَّ الحرص على أن يُتابِعَه ولدُه على دينه، فلا يَقْبَل منه، ولكن لا يمنعنَّه ذلك من أن يُصاحبه في الدنيا بالمعروف، مُحسنًا إليه؛ لأن صلةَ الرَّحم واجبةٌ، وقطيعتُها من الكبائر الموجِبة للَّعْن والطَّرْد من رحمة الله؛ لقوله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22 - 23].

 

وفي الحديث الذي رواه أبو هريرةَ - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الله خلَقَ الخَلْق، حتَّى إذا فرَغَ منهم، قامَتِ الرَّحم، فقالتْ: هذا مقام العائِذ من القطيعة، قال: نعم، أمَا ترضَين أن أصِل مَن وصَلك، وأقطَع مَن قطَعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لكِ))، ثُمَّ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اقرؤوا إنْ شئتم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾))؛ متَّفق عليه، واللفظ لمسلم.

 

وعن جُبير بن مُطعِم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يدخُل الجنَّة قاطعٌ))؛ يعني: قاطع رحِمٍ؛ متَّفق عليه.

 

وعن ابن الزبير - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يهجُر أخاهُ فوق ثلاثِ ليالٍ))؛ رواه البخاري.

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رجُلاً قال: يا رسول الله، إنَّ لي قرابةً أَصِلهم ويَقطعونني، وأُحْسِن إليهم ويُسيئون إليَّ، وأَحلُم عليهم ويَجهلون عليَّ، فقال: ((إن كنتَ كما قلتَ، فكأنَّما تُسِفُّهم الْمَلَّ، ولا يزالُ معك من الله ظهيرٌ عليهم، ما دُمْتَ على ذلك))؛ رواه مسلم.

 

قال النووي في "شرح مسلم": "ومعناه: كأنَّما تُطْعِمُهم الرَّماد الحارَّ، وهو تشبيهٌ لِما يلحقُهم من الألَم بما يَلْحق آكِلَ الرَّماد الحارِّ من الألَم، ولا شيء على هذا الْمُحسِن، بل ينالُهم الإثم العظيم في قطيعته، وإدخالهم الأذَى عليه، وقيل: معناه: إنَّك بالإحسان إليهم تُخزيهم وتُحَقِّرهم في أنفسهم؛ لكثرة إحسانك وقبيح فعْلِهم، من الخزي والحقارة عند أنفسهم، كمَن يُسَفُّ الملَّ، وقيل: ذلك الذي يأكلونه من إحْسانك كالملِّ يُحَرِّق أحشاءَهم".

 

فَصِلْ أباك، واذهبْ إليه ولإخوانك - ولو على أوقات متباعدة - حتى وإن أهْمَلوك، أو أساؤوا إليك، فاحْتَسِب الأجر عند الله تعالى، ولعلَّهم باستِمرارك في دَفْع الإساءة بالإحسان والصِّلة، يشرحُ الله صدورَهم للحقِّ؛ كما قال تعالى: {﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34 - 35].

 

وكون أمِّك تَكره مَن يتعامل معهم، لا يُجِيزُ قطْعَ رَحِمهم؛ وإنما الواجب العمل على صِلَتها بما لا يتضرَّرُ به الآخرون





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة