• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

كيف أقنع زوجي بإعفاء لحيته؟

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 13/10/2011 ميلادي - 15/11/1432 هجري

الزيارات: 19487

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

جزاكم الله خير الجزاء، وكتب الله أجركم، وبارك فيكم، وفي علمكم:

أنا فتاةٌ ملتزمةٌ، متزوجةٌ ولي - الآن - تسعة أشهر، زوجي غير ملتزم، حليق اللحية، وأيضًا يصلي الصلوات لكن بعد الإقامة، كيف أُقْنِعُ زوجي بإعفاء لحيته، خصوصًا أني لا أطيق شَكْلَهُ بدون لحية، وأخشى الفتنة على نفسي، كيف أقدم له النصيحة، لأني لا أريد أن يكرهها بسببي، وهل إذا شحنت له ماكينة الحلاقة - هو الذي يأمرني بذلك - هل عليَّ إثم؟ وجزاكم الله خيرًا،،

 

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فيجب – أولًا - أن تعلمي أن الدعوة إلى الله - كما تحتاج لعلم وحكمة وحسن أسلوب – تحتاج – أيضًا - لصبرٍ جميلٍ، وافتقار إلى الله؛ لجني الثمار، لذلك؛ أدعوكِ - في البداية - لقراءة القرآن بتدبُّرٍ؛ لتتعرفي على ما لاقاه أنبياء الله في دعوة أقوامهم.

ثانيًا- معرفة حكم حلق اللحية بالأدلة الشرعية، وأنه حرامٌ؛ لِمَا وَرَدَ في ذلك من الأحاديث الصحيحة الصريحة، والأخبار، ولعموم النصوص الناهية عن التشبه بالكفار، فمن ذلك حديث ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خَالِفُوا المشركين؛ وفِّروا اللحية، وأَحْفُوا الشوارب))، وفي رواية: ((أحْفُوا الشوارب، وأعْفُوا اللحية))، وهناك أحاديث أخرى بهذا المعنى. وإعفاءُ اللحية: تَرْكُهَا على حالها، وتوفيرُها: إبقاؤها وافِرَةً كثيرةً.

وقد حَكَى ابن حزمٍ الإجماعَ عَلَى أن قَصَّ الشارب وإعفاءَ اللِّحْيَةِ فرضٌ، واسْتَدَلَّ بجملة أحاديث، منها: حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - السابق، وبحديث زيد بن أرقم، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من لَمْ يَأْخُذْ من شارِبِهِ، فَلَيْسَ منا))؛ صححه الترمذي، قال - في "الفروع" -: "وهذه الصيغة - عند أصحابنا - يعني: الحنابلة - تقتضي التحريم.

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - دِلَالَةَ الكتاب والسنة والإجماع عَلَى الأمر بمخالفة الكفار، والنهي عن مشابهتهم في الجملة؛ لأن مشابهتهم - في الظاهر - سَبَبٌ لمشابَهَتِهِمْ في الأخلاق والأفعال الممنوعة، بل وفي نفس الاعتقادات؛ فهي تورث محبةً وموالاةً في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورِثُ المشابَهَةَ في الظاهر.

وروى الترمذي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لَيْسَ منا من تَشَبَّهَ بغيرنا، لا تَشَبَّهُوا باليهود، ولا بالنصارى ... الحديث))، وفي لفظ: ((مَن تَشَبَّهَ بقوم، فهو منهم))؛ رواه الإمام أحمد، وَرَدَّ عمرُ بنُ الخطاب شهادَةَ من ينتِفُ لحيَتَهُ، وقال الإمام ابن عبد البر - في "التمهيد" -: "يَحْرُمُ حلقُ اللحية، ولا يَفْعَلُهُ إلا المخنثون من الرجال))؛ يعني بذلك: المتشبهين بالنساء، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيف شعر اللحية؛ رواه مسلم عن جابر، وفي رواية: كثيف اللحية، والمعنى واحد، ولا يجوز أَخْذُ شيءٍ منها؛ لعُمُومِ أدلة المنع.

ثالثًا- أخبري زوجَكِ أنَّكِ تحبين الرجل الملتَحِيَ، وأنكِ ترغبين أن تنظري إليه ملتحيًا، وأن المسلم الحق لا يرغب عن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي فَعَلَهَا، أو أَمَرَ بِهَا، بل يَتَشَبَّهُ به، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من رَغِبَ عن سنتي، فليس مني))؛ متفق عليه.

والله - تعالى - قد جَعَلَ طاعَةَ رسوله - صلى الله عليه وسلم - علامة على محبته – سبحانه - وسببًا لدخول الجنة، وَعَدَمَ طاعتِهِ عَلَامَةً على الإباء عن دخول الجنة، وجعل مخالفة أمره - صلى الله عليه وسلم - سببًا لِتَعَرُّضِ الإنسان للفتنة وللعذاب الأليم؛ فقال – تعالى -: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [آل عمران: 31]، وقال – تعالى -: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]، وفي صحيح البخاري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كُلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا من أَبَى، قيل: وَمَن يَأْبَى يا رسول الله؟ قال: مَنْ أَطَاعَنِي، دَخَلَ الجنةَ، وَمَنْ عَصَاني، فَقَدْ أَبَى))، وقال - تعالى -: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

فَمَنْ خَالَفَ هَدْيَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو أَمْرَهُ، مُعَرَّضٌ للعواقب التي رَتَّبَهَا اللهُ - تعالى - على ذلك، وَحَالِقُ اللحية مخالفٌ لِهَدْيِهِ الثابِتِ عَنْهُ؛ ففي "الصحيحين" أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خالِفُوا المشركين؛ وَفِّرُوا اللِّحية، وأحْفُوا الشوارب))؛ ومعنى ((أحْفُوا)): قُصُّوا؛ فإذَنْ حَاِلُق اللحية مشابِهٌ للمشركين، ومخالف لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وَهَدْيِهِ الثابِتِ عنه، وقد وُصِفَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بأنه كَثُّ اللحية، قد كادت تملأ نَحْرَهُ؛ كما في المسند، وغيرِهِ.

واحرصي أن يَجِدَ فيكِ أسوةً للخير، وقدوة، واستعيني بالصبر والصلاة، واحتسبي الأجر عند الله، وأكثري من الدعاء له بالهداية، وشرح الصدر، وتَحَيَّنِي أوقاتَ الإجابة: في ثلث الليل الآخر، وفي السجود، وأدبار الصلوات، وبين الأذان والإقامة، واجتهدي فيها بالدعاء لنفسِكِ، ولزوجِكِ، ولسائر المؤمنين، وأحضري له بعض الكتيبات والأشرطة.

أمَّا شحنُ ماكينة الحلاقة له، فلا يجوز، لأن الحلق محرمٌ، وقد قال - تعالى -: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة 2].

وقال – صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الطاعة في المعروف))؛ متفق عليه، وروى أحمد عن على رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الله - عز وجل)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة