• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

ابتُلِيتُ بمشاهدة الرسوم المتحرِّكة (الإنيميز)

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 10/9/2011 ميلادي - 11/10/1432 هجري

الزيارات: 13347

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكُركم جزيلَ الشُّكر على هذا الموقع الرائع، سأتحدَّث عن حالتي، وأرجو منكم إفادتي.

 

لله الحمد والمنَّة لقد مَنَّ الله عليَّ بحِفظ كتابه الكريم، وبدراسة الشريعة، ولكنَّني ابتُلِيتُ بمشاهدة الرسوم المتحرِّكة (الإنيميز) بحجَّة التَّرفيه عن النفس، وتعلَمون هذه وما بها من محاذير:

أولاً: الموسيقا.

 

ثانيًا: ربما يتخلَّل بعضَهُ بعضُ اللقطات السيِّئة، وعلى الرغم من أنَّ بها ترجمة؛ أي: لا أحتاج أنْ أسمع ما يُقال بكلامهم - الياباني - ولكن أيضًا أسمعه بحجَّة تعلُّم اللغة اليابانيَّة، في الجهة المقابلة يَضِيع وقتي سُدًى وهَباءً في مُشاهدتها، منذ استِيقاظي من النوم، وحتى نومي، وأنا - فقط - على هذا الجهاز، نعم أُراجِع حِفظي، لكن بِنَزْرٍ يسير، وأتعجَّل فيه، وأعترف أنَّني مُقصِّرة أشدَّ التقصير في حقِّ كتاب الله، وفي حقِّ مُراجعتي، وفي حقِّ دِراستي، وفي حقِّ كلِّ شيء، أجلس مع نفسي جَلْسَةً، وبعدها أقول: انتهى الأمر، من اليوم أبدأ من جديد، وسرعان ما أعود لحالتي السابقة.

 

لا أدري أين يَكمُن الخلل، وأنا من طبعي أنَّني مَلُول، ولا أحبُّ الرتابة، وأفكِّر كثيرًا في تغيير رَتابتي، لكن دُون جَدوى، أنا - فعلاً - أريد أنْ أكون كما كنت عليه في السابق، لا يشغلني أيُّ شيءٍ سوى قُرآني ودِراستي، والأشياء المهمَّة والمفيدة، ولا أضيع وقتي في أشياء لا فائدة منها، لديَّ أشياء كثيرة أريد تحقيقها، لكن ربما الكسَل أو الملَل من الرَّتابة، أو لا أدري، أفيدوني وبصِّروني، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فلا تجوزُ مشاهدة هذا النوع من الرسوم المتحرِّكة؛ لما تحتويه من هدمٍ للعقيدة، وإفسادٍ للأخلاق، والترويج للخُرافات والأباطيل، وإفساد العقول، وتعليم الرذيلة، فضلاً عمَّا تحتويه من موسيقا.

 

فتذكَّري أنَّ العمر قصير، وأنَّ رأس مال المسلم هو وقته الثمين، والله - تعالى - بيَّن لنا أهميَّة الوقت ولُزوم اغتِنامه، وحدَّد - سبحانه - وُجوهَ الانتفاع به؛ فقال - تعالى -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62]، وهذه هي الغاية القُصوى للحياة؛ أنْ يشتغل العبد بالذِّكر والشُّكر؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وقال - تعالى - ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [القيامة: 36]؛ يعني: لا يُؤْمَر ولا يُنْهَى؛ كما قال مجاهد، والشافعي، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

 

وقال - تعالى -: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115]؛ فغاية الحياة التي ينبغي أنْ يُسْتَغَلَّ فيها الوقت ويُسْتَثْمَرَ، هي العبادة، والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يكشف عن الخَسَارة الفادحة في تضييع الوقت بقوله: ((نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ، والفَراغ))؛ رواه البخاري.

 

وكلُّنا يعلَمُ ويحفَظ أنَّنا موقوفون بين يدي الله، مَسؤولون عن أوقاتنا وأعمالنا؛ كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لن تزولَ قدَما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسْأَلَ عن أربع: عن عُمره فيمَ أفْناه؟ وعن شَبابه فيمَ أبْلاه؟ وعن عِلمه ما عَمِلَ فيه؟ وعن ماله من أين اكتَسَبه، وفيمَ أنفَقَه؟))؛ رواه الترمذي.

 

فالوقت إذًَا أثمَنُ من أنْ يضيع في غير ما ينفَع، فاحذَرِي من ضَياعه.

 

قال الحافظ ابن حجر - في "فتح الباري" -: "المرء لا يكون فارغًا حتى يكون مَكفيًّا، صحيح البدن، فمَن حَصَلَ له ذلك، فليحرِصْ على ألاَّ يُغْبَنَ بأنْ يترُك شُكر الله على ما أنعَم به عليه، ومِن شُكْرِهِ امتثالُ أوامره واجتنابُ نَواهِيه، فمَن فَرَّطَ في ذلك فهو المغبون، وأشار بقوله: ((كثيرٌ من الناس)) إلى أنَّ الذي يُوَفَّقُ لذلك قليلٌ، وقال ابن الجوزي: قد يكون الإنسان صحيحًا ولا يكون مُتفرِّغًا؛ لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنيًا ولا يكون صَحيحًا، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة، فهو المغبون، وتمام ذلك أنَّ الدنيا مَزرَعةُ الآخِرة، وفيها التجارة التي يظهَرُ ربحها في الآخِرة، فمَن استعمَلَ فَرَاغَهُ وصحَّته في طاعة الله، فهو المغبوط، ومَن استعملهما في معصية الله، فهو المغبون؛ لأنَّ الفَراغ يعقُبُه الشُّغلُ، والصحَّة يعقُبُها السَّقَمُ، ولو لم يكن إلا الهرم؛ كما قيل:

 

يَسُرُّ الفَتَى طُولُ السَّلامَةِ وَالبَقَا
فَكَيْفَ تَرَى طُولَ السَّلامَةِ يَفْعَلُ
يُرَدُّ الفَتَى بَعْدَ اعْتِدَالٍ وَصِحَّةٍ
يَنُوءُ إِذَا رَامَ القِيَامَ وَيُحْمَلُ

 

وقال الطِّيبي: ضرَب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - للمكلَّف مثلاً بالتاجر الذي له رأس مال، فهو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال، فطريقُه في ذلك أنْ يتحرَّى فيمَن يُعامِله، ويلزم الصدق والحذق؛ لئلا يُغْبَنَ، فالصحَّة والفراغ رأس المال، وينبغي له أنْ يُعامِل الله بالإيمان، ومجاهدة النفس وعدوِّ الدِّين؛ لِيَرْبَحَ خيري الدُّنيا والآخرة، وقريبٌ منه قولُ الله - تعالى -: ﴿ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الصف: 10].

 

وعليه أنْ يجتنب مُطاوَعة النفس، ومعاملة الشيطان؛ لئلاَّ يضيع رأسُ مالِهِ مع الربح، وقوله في الحديث: ((مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس)) كقوله - تعالى -: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].

 

فالواجب عليكِ مجاهدةُ نفسِكِ في الكَفِّ عن ضَياع الوقت بمشاهدة تلك الأفلام، والحرصُ على شغلِ وقتِكِ بطاعة الله، والتزوُّدِ للدار الآخِرة من الأعمال، ثم ما أباحَهُ الله.

 

فَعِزُّ النفس ورفعتُها في الدنيا والآخِرة في مجاهدتها؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، وقال - تعالى -: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ﴾ [الحج: 78].

 

ومن أَحْسَنِ ما يُعِينُكِ على ذلك تنظيمُ وقتِكِ، وَوَضْعُ جدولٍ يوميٍّ، وبرنامَجٍ يومي لجميع أعمالِكِ، ولا تترُكي وقتًا فارغًا لا عَمَلَ فيه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة