• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أطلقها؟ أم أنسى وأعيش؟

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 10/8/2011 ميلادي - 10/9/1432 هجري

الزيارات: 66804

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم.

مشكلتي تتلخَّص في أنَّني لا أشعر بأيِّ متعة جنسيَّة – إطلاقًا - مع زوجتي، أنا وزوجتي متفاهمان في كلِّ أمور الحياة، ولا خلافَ إلا في هذا الموضوع، مع العلم أنَّ زوجتي عادية؛ ليستْ بجميلة، أو قبيحة، لقد حاولتُ جميع المحاولات، وأشعُر برغبة في التمتُّع بالجنس، وهذا مِن حقِّي شرعًا، ولكني لا أجِد المتعة – نهائيًّا - مع زوجتي؛ فالعملية الجنسيَّة تكاد تكون ميكانيكيَّة؛ بدون أيَّة عواطف، أو مشاعر، أو أحاسيس؛ فأنا أفكِّر وأقول في نفسي: هل أستمرُّ وأنسى موضوع الجنس، وأُلْغِيهِ من حياتي، أما ماذا؟ أنا حائرٌ جدًّا، وهذا الموضوع يشغل معظمَ تفكيري، فأقول: إنْ طلقتُهَا، أين سَتَتَرَبَّى ابنتي والطِّفل الذي بالطريق؟! وما ذنبُها هي؟ وسأدمِّر أسرة من أجل موضوع تافه كالجِنس، ولكني إن رأيتُ أيةَ فتاة، أشعر برغبة جنسيَّة جامحة، وأنا لا أُريد أن أقع بالحرام؛ فإنِّي - والحمد لله - أخاف ربي جدًّا، لا أعرف هل أستمرُّ وأنسى موضوعَ الجنس، وأشغلُ نفسي بأشياءَ أخرى؟ أم أطلِّقها وأتزوَّج فتاة أخرى؟ مع العِلم أني أشعُر بالإثارة تجاه أية فتاة أخرى إلاَّ زوْجتي، جَرَّبْنَا العلاج الطبي والنفسي، ولم ينجح شيءٌ؛ أنا حائرٌ جدًّا؛ مِن حقِّي أن أتمتَّعَ جنسيًّا ضِمن حدود الشرع.

 

أرجوكم، أفيدوني.

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالمرأة بطبيعتها تتَّصف بالحياء والخجَل، لا سيَّما المرأة المسلمة والشرقية، بخلافِ المرأة الغربية التي تَرَبَّتْ على الجرأة والحريَّة الجنسيَّة؛ فيمنع الحياءُ صاحِبَتَه من التجاوُبِ مع زوجها بالشكل المطلوب الذي يلبِّي له رَغَباتِه، وقد تكون زوجتُك كذلك، وما أَذْكُرُه لَكَ يُلْقِي مسؤوليةً إضافيةً عليك؛ أن تُرْشِدَهَا إلى ما ترغب فيه، وتحبُّه منها ممَّا أباحه الله لكما مِن الاستمتاع، وَبَيِّن لها أنَّ لا حياءَ بيْن الرَّجل وزوجته، وأنَّ الله أباح لكلٍّ منكما أن يستمتعَ بصاحبه كيفما شاء، إلا ما حرَّمه الشرع مِن الوطء في الدُّبر، وحال الحيْض والنِّفاس.

 

ولا يخفَى عليك أنَّ المرأة المسلمة العفيفة لا سبيلَ أمامها لتعلُّمِ الثقافة الجنسيَّة إلا مِن زوجها؛ فهي ليستْ كالمُجَرِّبات من أهل الفجور والفُحش، ولتَتَأَمَّلْ هذا، وليَكُنْ منك عَلَى ذِكْرٍ؛ لِيَدْفَعَكَ للعملِ عَلَى تثقيف زوجتك جنسيًّا، بما تحبُّ أن تكونَ عليه هي.

 

أيضًا؛ الرجل – دائمًا، وفي جميع الثقافات - هو صاحِب المبادَرة، وليستِ المرأة، ولا تتجرَّأُ المرأة على أمْرٍ من أمور الفِراش مما لم تَعْتَدْ عليه، إلا بعدما تشعُر أنَّ زوجها يريد ذلك، وكثير مِن الرِّجال يأتون نساءَهم دون أن يقدِّموا بمقدمات كالقبلة، واللمس، وغير ذلك، مما ينبّه شهوتها، ثم يَتَّهِمُها بعدَ ذلك بالتقصير، وكان الواجبُ أن يلوم نفسه؛ فهو المقصِّر أولاً.

 

قال ابنُ قدامة - في "المغني" (8/136) -: "ويُستحَبُّ أن يلاعِبَ امرَأَتَهُ قبل الجماع؛ لتنهضَ شهوتها، فتنال مِن لذَّة الجِماع مثل ما ناله، وقد رُوِيَ عن عمر بن عبدالعزيز، عنِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((لا تُوَاقِعْهَا إلاَّ وقدْ أتاها مِن الشهوة مثل ما أتاك؛ لكيلاَ تسبِقَها بالفَراغ))، قلت: وذلك إليَّ؟ قال: ((نعم؛ إنَّك تُقَبِّلُها، وَتَغْمِزُها، وَتَلْمِزُها، فإذا رأيتَ أنَّه قد جاءَها مثلُ ما جاءك، وَاقَعْتَها))؛ اهـ.

 

وإِذا كنتَ تَجِدُ في نفْسك توقانًا للنِّساء أكثَرَ، ولا تَكفيك زوجةٌ واحدة، فتزوَّجْ بأخرى؛ ما دمتَ تَتَطَلَّعُ إلى النِّساء رغبةً وميلاً، وتخشَى مِن الوقوع في الحرام، وهذا الزَّواج ليس فيه ظُلم لزوجتك إذا التزمتَ بشروط التعدُّد؛ من العدل، ونحوه، وأَبْعِدْ عنك فكرةَ الطلاق؛ فالشرع قد حَافَظَ على تَمَاسُكِ الأُسرة المسلِمة، ولم يجعلِ الطلاق إلا آخِرَ الحُلُول.

 

ولْتعلمْ - رعاك الله - أنَّ نعيمَ الدُّنيا ناقصٌ دائمًا، والنَّعيم الكامِل المقيم في جَنَّة الخُلد، فإنَّه لا بدَّ للرَّجلِ مِن زوجةٍ، ولنْ يَجِدَ امرأةً كامِلةً منعدمة العيوب، فعليكَ بالرِّضا بِما قسَمه اللهُ لكَ، تكُنْ أغْنى النَّاس؛ كما صحَّ عنِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإنَّ مِمَّا يُزهِّدُ الرجلَ في امرأتِه إطلاقُ بَصَرِه في النِّساءِ المتبرِّجاتِ، فنُوصيكَ بغضِّ الطَّرف عمَّا لا يَحِلُّ لكَ، فإذا أعجبتْكَ امرأةٌ أجنبِيَّةٌ، فتذكَّرْ مناتِنَها، وما هي عليه مِن معصيةِ الله تعالى.

 

قالَ ابنُ الجوزيِّ - في كتابه الماتع "صيد الخاطر" -: "فإذا أعْجبتْكَ صورةُ امرأةِ، فتأملْ خِلالَها الباطنةَ مُدَيْدَةً قبلَ أنْ يتعلَّقَ القلبُ بها تعلُّقًا مُحكَمًا، فإنْ رأيتَها كما تُحِبُّ، وأصلُ ذلكَ كلُّه الدِّينُ؛ كما قال: ((عليْكَ بِذاتِ الدِّين))، فَمِلْ إليها، واسْتَوْلِدْها".

 

وقالَ: "ليسَ في الدُّنيا حقيقةً لذَّةٌ... فتفكَّرْتُ فعَلِمْتُ أنَّ النَّفسَ لا تقفُ عندَ حدٍّ، بل ترومُ منَ اللذّاتِ ما لا مُنتهى له، كلَّما حَصَلَ لها غَرَضٌ بَرَدَ عندَها، وطلبتْ سِواه، فيفْنى العمرُ، ويضْعُفُ البدنُ، ويقعُ النَّقصُ، ويرِقُّ الجاه، ولا يحصُلُ المرادُ، وليس في الدُّنيا أبلهُ ممَّن يطلبُ النِّهايةَ في لذَّات الدُّنيا، وليس في الدُّنيا على الحقيقةِ لذَّةٌ؛ إنَّما هي راحةٌ مِن مُؤْلِمٍ.

 

فالسَّعيدُ مَن إذا حصَلتْ له امرأةٌ أو جارِيةٌ فمالَ إليها، ومالتْ إليه، وعَلِمَ سَترَها ودِينَها أنْ يعْقِدَ الخنْصَرَ على صُحبتِها، وأكثرُ أسبابِ دَوامِ مَحبَّتِها ألاَّ يُطلِقَ بصَرَه، فَمتى أطلقَ بصَرَه، أو أطْمَعَ نفْسَه في غيْرِها، فإنَّ الطَّمعَ في الجديد ينُغِّصُ الخَلَقَ، وينقصُ المُخالَطةَ ويسترُ عيوبَ الخارج، فتميلُ النَّفسُ إلى الُمشاهَدِ الغريبِ، ويتكَدَّرُ العيشُ مع الحاضِرِ القريب؛ كما قالَ الشَّاعرُ:

 

وَالمَرْءُ مَا دَامَ ذَا عَيْنٍ يُقَلِّبُهَا
فِي أَعْيُنِ الحُورِ مَوْقُوفٌ عَلَى الخَطَرِ
يَسُرُّ مُقْلَتَهُ مَا ضَرَّ مُهْجَتَهُ
لاَ مَرْحَبًا بِسُرُورٍ عَادَ بِالضَّرَرِ

 

ثمَّ تصيرُ الثانيةُ كالأولى، وتطلُبُ النَّفسُ ثالثةً، وليسَ لِهذا آخرٌ، بل الغضُّ عنِ المشتَهَيات، ويأسُ النُّفوسِ مِن طلَبِ المستَحسَناتِ، يُطِيبُ العيشَ مع المُعاشِر.


ومَن لم يقبلْ هذا النُّصحَ، تعثَّر في طُرُق الهوَى، وهَلَك على البارِدِ، ورُبَّما سَعى لِنفسِه في الهلاك العاجلِ، أو في العارِ الحاضرِ؛ فإنَّ كثيرًا مِنَ المستَحسَناتِ لَسْنَ بِصَيِّناتٍ، ولا يَفي التمتعُ بِهنَّ بالعار الحاصلِ.

 

ومِنهُنَّ المُبذِّراتُ في المال، ومِنهُنَّ المُبغِضَةُ للَّزَّوج، وهو يُحبُّها كعابِدِ صَنَمٍ". 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة