• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

قاربت من الطلاق

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 20/8/2011 ميلادي - 20/9/1432 هجري

الزيارات: 13725

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أنا شابٌّ متزوجٌ، ولديَّ أولاد، ومشكلتي أنني أَكْرَهُ زوجتي كُرهًا شديدًا، وكان زواجنا أيام الدراسة الجامعية، ولم أحبَّ زوجتي في بداية زواجي، وشاورتُ والدي - هداه الله - فأشار عليَّ بعدم الطلاق، ولم يكن عندي سوى ولدٍ وبنت، وَحَمَلَتْ زوجتي بالولد الثالث دون إذني، رغم علمها بأني لا أريدُ الأولاد؛ لعدم الحب، وللكراهية الشديدة لها.

 

في نفاسها بالولد الثالث: أخبرتُها أني سأطلقها، فبدأت تتوسَّلُ وتترجاني أن لا أطلقها، فرحمتُها ولم أطلِّقْها.

 

سؤالي واستشارتي: رغم أني عازم على الطلاق، هل لكم وجهة نظر في تصرفي القادم؟

 

أسباب عدم المحبة والكره الشديد:

لم أتمكن من النظرِ الشرعي بسبب جهل والدها، قصيرةٌ، قليلة الكلام، عديمة الابتسامة، كثيرة التشكِّي من آلام غريبة، مثل: التنمُّل في الجسم، لا تَعْرِفُ للكلام الطيِّبِ الحسنِ بابًا، لا تُرَبِّي أولادي، فقط أنا أربيهم وآمرهم بالصلاة. 

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فلا يختلف اثنان أنه يلزمكَ قبل التفكيرِ في الطلاق أن نبحث - أولاً - حلولاً ممكنةَ التطبيق؛ لإصلاح زوجتك، والمحافظة على الكيان الأسري، والحرص على الصحة النفسية لأبنائك، وجَعْلِ الطلاق حلاًّ أخيرًا إِنِ استحالتِ العشرة، وكل هذا يحتاجُ منك النظرَ في أصولٍ عامَّةٍ:

الأول: النظرُ في مقدار تديُّنِها، من محافظتِهَا على الواجبات الشرعية؛ من صلاةٍ، وصيامٍ، وحجاب، وغيرِ ذلك، وقيامِهَا بواجباتها الشرعية تِجاهَكَ، وتِجاهَ أبنائها، فإن كان ثَمَّ تقصيرٌ، فاحرص على جَبْرِ ذلك النقص، وكذلك النظرُ في مدى استجابَتِها للتوجيهات.

 

الثاني: اعْمَلْ على إصلاح الناحيةِ الدينية الإيمانية لزوجتِك، وتقويتِها، وهذا أولُ ما تبدأ به في إصلاح ما بينَكُمَا، فكن أنت ذلك الزوجَ الذي يُعين على طاعةِ الرحمن، حتى تصير امرأةً صالحةً؛ فإن المرأة الصالحة هي أطوعُ الناس لزوجها، وأفضلُهم له، وأنشطُ الناس في تربية أولادها، وفي القيام على شؤون بيتها؛ لاحتسابِهَا الأجرَ في جميع ذلك عند الله، وتقرُّبِهَا لله - تعالى - بخدمة زوجها، فأرشد زوجَتَكَ لحقوق ربها، وما أوجَبَهُ عليها من طاعةٍ لزوجها، ومعاملتِهِ بالمعروف.

 

وبصبركَ عليها ستقطف هذه الثمرة؛ فلك فيها الأجرُ العظيمُ؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثلُ أجور من تَبِعَهُ، لا يَنقُصُ ذلك من أجورهم شيئًا))؛ أخرجه مسلم في "صحيحه"، وقال - صلوات الله وسلامه عليه -: ((من دل على خير فله أجرٌ مثلُ أجرِ فاعلِهِ))؛ أخرجه البخاري في صحيحه.

 

الثالث: أن تبحث لها عن رفقةٍ صالحة - من الأخوات الصالحات الفاضلات والأسر الكريمة - تَخْتلِطُ بهنَّ؛ فكل ذلك سيعدلها؛ فالصاحبُ ساحِبٌ.

 

ابحث في أسباب بغضِكَ لها: فإن كان سببُهُ ما ذكرته من تقصيرٍ منها، قمتَ بتوجيهِهَا بالتعليم، وبالتأديب اللطيف، وبالتربية، وكذلك بالصبر، وأيضًا بتقوية الدين لَدَيْها.

 

الرابع: افتح معها صفحةً جديدةً، وَلْتَطْوِ صفحةَ الماضي، فإن هذه الأسرة ينبغي أن يُحَافَظَ عليها، وهكذا الشأن في كل أسرة كان بالإمكان أن تستمر، وكان بالإمكان أن تصلحَ، فكون الطلاق مباحًا قد شرعه الله - جلَّ وعلا - لدفع الضرر بين الزوجين، ليس مقتضيًا أن يكون هو الحلَّ الذي يَفْزَعُ إليه الإنسان، ولكن اعمَل بما أشرنا عليك به من الخُطُوات؛ في تحسين زوجتك من الناحية الدينية، ومن الناحية العاطفية، بُثَّ لها عواطفك، ضُمَّهَا إلى صدرك، خُذْهَا بالحنان، أعطها الكلمة الطيبة.

 

الخامس: ابحث فيها عن الأسباب الداعية إلى المحبة، والجوانب الحسنة الإيجابية فيها؛ فكثير من الزوجات فيهنَّ عيوب، فهذا لكونهن بشرًا، والبشر لا يخلو من قصورٍ وعيب، ولا تنظرْ إلى الجانبِ السيئ فقط، ولذلك قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً - أي: لا يُبغض مؤمنٌ مؤمنةً - إن كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخرَ))، وقوله - تعالى -: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة : 216]، ولن تجدَ امرأةً تخلو من العيوب - مهما كانت هذه المرأة - فقد قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ المرأةَ خُلقت من ضِلَعٍ، وإن أعوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعلاه))؛ فلا يمكن أن تجدَ امرأة كاملة منزهة من العيوب والنقائص، فاستحضِرِ الجوانبَ الإيجابيةَ في زوجتِكَ، ولو أن تكتُبَها أمامَكَ، وردِّدْهَا على نفسك؛ فهذا مَدْعَاةٌ لغرس حبها في قلبك، وإضمارِ المودةِ لها والاحترام.

 

السادس: أنتَ لستَ أولَ من عانَى من زوجته؛ فحاولِ التبصُّرَ والهدوء، والنظرَ في العواقب، والتفكيرَ في مصير الأبناء، ومستقبل علاقاتك الأسرية، والتفكرَ في ذلك مليًّا، وعدمَ التعجُّلِ في الأمر، واللجوءَ إلى المولى - عزَّ وجلَّ - بأن يَفْتَحَ عليك، ويُلْهِمَكَ رُشْدَكَ في هذا الأمر؛ فهو قريب من عباده الصادقين؛ وراجع على موقعنا استشارة: "دَارِها تعِشْ بها".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة