• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الدعوة إلى الله تبارك وتعالى

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 30/4/2011 ميلادي - 26/5/1432 هجري

الزيارات: 15020

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم.

1- هل أنا مسؤؤل عن نفسي فقط في ديني؟ أم يجب عليَّ أن أبلِّغ دينَ ربِّي في مشارق الأرض ومغاربها، وأن أدعوَ إلى الله - جل جلاله - سواء في داخل البلاد أو خارجها؟

 

2- لكي أدعو إلى الله - جل في علاه - هل يجب عليّ أن أحصلَ على بكالوريس مثلاً، أو أتعلَّم على مدار عدَّة سنوات؟ أو أستطيع مثلاً بما أعلمه - من قصة، أو حديث، أو موعظة، أو كلمات يسيرة - أن أخطبَ في جمهور الشباب الذي هو بحاجة لأن تقولَ له كلمات يسيرة، وليس شيئًا علميًّا مثلاً كمصطلح الحديث، وتوحيد الألوهيَّة، وغيره من هذا العلم؟

 

3- هل آثمُ إذا دعوت إلى الله بالعلم اليسير أو القليل الصحيح الذي أحفظه، أو أعرفه من قصة صحابي، أو حديث صحيح؟

 

4- شيخي الفاضل، أنا شاب أبلغ من العمر 22 عامًا، من فلسطين المحتلة، وعندنا جماعات كثيرة: السلفيون، والإخوانيون، والتبليغيون، وهذه الحقيقة، والكل ينهش في الكل, فأنا قمتُ بعمل برنامج لي، أستطيع من خلاله أن أُهيِّئ لنفسي البيئة الإيمانية دائمًا، فمثلاً جَوَلات وزيارات، أقوم مع الدعوة والتبليغ وقت المغرب والعشاء، أُلقي الدروس الصغيرة مع الإخوانيين في المسجد، أتعلَّم في أيام الأسبوع مع السلفيين، ولا أنتمي إلى أيِّ جماعة.

 

إني أحبُّهم جميعًا، ولا أستطيع أن أبقى وحدي بلا جماعة؛ لأنَّ الفتن هنا كثيرة؛ فنحن نعيش مع اليهود، فهل ما أفعله صواب أم خطأ؟ وهل آثمُ عليه أم أُؤجَر؟

 

5- هل أستطيع أن أخرجَ مع جماعة الدعوة والتبليغ - للدعوة إلى الله، وليس للخروج نفسه - خارج البلاد، مثلاً إلى فرنسا، أو قبرص، أو غيرها، مُعتبرًا إيَّاها وسيلةً أستطيع من خلالها أن أصِلَ إلى هناك وأدعو؛ فأنا لا أستطيع وحدي؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحْبه ومَن والاه.

أمَّا بعدُ:

فإنَّ الدعوة إلى الله - تعالى - فرْضُ عينٍ على كلِّ مسلم ومسلمة، بحسب استطاعتهم؛ قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108]؛ أي: طريقي التي أدعو إليها، وهي السبيل الموصلة إلى الله وإلى دار كرامته، المتضمنة للعلم بالحقِّ، والعمل به وإيثاره، وإخلاص الدين لله وحْده لا شريك له، ﴿ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ﴾؛ أي: أحثُّ الخلْق والعباد إلى الوصول إلى ربِّهم، وأرغِّبهم في ذلك، وأرهِّبهم مما يبعدهم عنه.

 

ومع هذا فأنا ﴿ عَلَى بَصِيرَةٍ ﴾ من ديني؛ أي: على علْمٍ ويقين من غير شكٍّ، ولا امتراءٍ، ولا مِرْية، ﴿ وَ ﴾ كذلك ﴿ مَنِ اتَّبَعَنِي ﴾، يدعو إلى الله كما أدعو على بصيرة مِنْ أمره"؛ كما في تفسير السعدي.

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فليبلغِ الشاهدُ الغائبَ، فرُبَّ مبلَّغٍ أوعى من سامع))؛ متفق عليه.

 

وقال - تعالى -: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24].

 

كما يجب عليك - أخي الكريم - أن توطِّن نفسك على الصبر وتحمُّل المشاق، محتسبًا الأجْرَ عند الله، مع المداومة على الأعمال الصالحة، وتعلَّمْ وتفقَّهْ وتثقَّفْ في دينك، وكنْ على بيِّنة في جميع أمورك؛ لتكون قُدوة وأُسوة صالحة في أعمالك الطيبة، وسيرتك الحسنة، ولا يُشترط لتحصيل ذلك الحصول على مؤهِّل شرعي، ويكفيك أن تطلب العلمَ على يد العلماء أو الدُّعاة أو طلاب العلم المشهود لهم بالعلْم؛ فالدعوة إلى الإسلام رسالة شريفة، وهي وظيفة الأنبياء والمرسلين، وعباد الله المتقين؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

 

يقول الأستاذ سيد قطب في"ظلاله" إنَّ النهوض بواجب الدعوة إلى الله، في مواجهة الْتِوَاءات النفس البشريَّة وجَهْلها، واعتزازها بما أَلِفت، واستكبارها أن يُقال: إنها كانت على ضلالة، وحِرْصها على شهواتها، وعلى مصالحها، وعلى مركزها الذي قد تُهَدِّده الدعوة إلى إله واحدٍ، كلُّ البشر أمامه سواء.

 

إنَّ النهوض بواجب الدعوة في مواجهة هذه الظروف أمر ٌشاقٌّ، ولكنَّه شأنٌ عظيم؛ ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

 

إن كلمة الدعوة حينئذ هي أحسن كلمةٍ تُقال في الأرض، وتَصعَد في مقدمة الكَلِم الطيِّب إلى السماء، ولكن مع العمل الصالح الذي يصدِّق الكلمة، ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات، فتُصبح الدعوة خالصة لله، ليس للداعية فيها شأْنٌ إلاَّ التبليغ.

 

ولا على الداعية بعد ذلك أن تُتَلَقَّى كلمتُه بالإعراض، أو بسوء الأدب، أو بالتبجُّح في الإنكار، فهو إنما يتقدَّم بالحسنة، فهو في المقام الرفيع، وغيره يتقدَّم بالسيئة، فهو في المكان الدون؛ ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ﴾ [فصلت: 34].

 

وليس له أن يردَّ بالسيئة؛ فإن الحسنة لا يستوي أثرها، ولا تستوي قيمتها مع السيِّئة، والصبر والتسامح، والاستعلاء على رغبة النفس في مقابلة الشرِّ بالشرِّ يرُدُّ النفوس الجامحة إلى الهدوء والثقة، فتنقلب من الخصومة إلى الولاء، ومن الجِماح إلى اللين؛ ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]؛ ا.هـ، "في ظلال القرآن"، (6 /295).

 

أمَّا ما ذكرتَه من وقوع الفُرقة بين تيارات الصحوة الإسلامية، فمِن قدر الله الكوني الواجب دفْعه بالقدر الشرعي، بالتعاون في القدر المشترك بينها - وهو كبير - ونبْذ الفُرقة، والتناصُح فيما بينهم في الأمور المختلف فيها، ولا تتخذ الانتساب للجماعة المعينة ذريعة إلى التحزُّب والتعصُّب للأسماء والشعارات، أو رفْض الحقِّ وإنكاره، حين يأتي من خارج جماعته، أو امتحان الناس بهذه الأسماء، أو عقْد الولاء والبَراء عليها، فإن استطعتَ - كما ذكرت - أن تتعاون مع تلك الجماعات، دون تلك الانتماءات والممارسات الخاطئة، فافعلْ، بشرط: أن تكون على بصيرة في التعامُل معها، وألاَّ تقبل إلا ما وافَق الكتاب والسُّنة، وأن تعتصمَ بفَهم سلف الأمة؛ فإن الخير كلَّه في اتِّباع مَن سلف، والشرَّ في ابتداع مَن خلف.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: "فلا يجوز لأحدٍ أن يمتحنَ الناس بها، ولا يوالي بهذه الأسماء، ولا يعادي عليها، بل أكْرمُ الخلْق عند الله أتقاهم من أيِّ طائفةٍ كان، وأولياء الله - الذين هم أولياؤه - هم الذين آمنوا وكانوا يتقون...، وقد جعَل الله فيها - أي: في نصوص الكتاب والسُّنة - عبادَه المؤمنين بعضهم أولياء بعض، وجعلهم إخوَة، وجعَلهم متناصِرين، متراحمين، متعاطفين، وأمَرهم - سبحانه - بالائتلاف، ونهاهم عن التفرُّق والاختلاف، فقال: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159].

 

فكيف يجوز لأمة محمدٍ بعد هذا أن تفترقَ وتختلف، حتى يوالي طائفةً، ويعادي طائفةً أخرى بالظنِّ والهوى بلا بُرهان من الله - تعالى - وقد برَّأ الله نبيَّه ممن كان هكذا؟

 

فهذا فعْل أهل البِدع، كالخوارج الذين فارَقوا جماعة المسلمين، واستحلُّوا دماءَ مَن خالَفهم، وأمَّا أهل السُّنة والجماعة، فهم معتصمون بحبل الله.

 

وأقل ما في ذلك: أن يفضِّلَ الرجل مَن يوافقه على هواه، وإن كان غيره أتْقَى لله منه، وإنما الواجب أن يقدِّم مَن قدَّمه الله ورسوله، ويؤخِّر مَن أخَّره الله ورسوله، ويحب ما أحبَّه الله ورسوله، ويُبغض ما أبغَضه الله ورسوله، وينهى عما نَهى الله عنه ورسوله، وأن يَرضى بما رَضِي الله به ورسوله، وأن يكون المسلمون يدًا واحدة".

 

وراجع على موقعنا لتفصيل ذلك مقال: "فقه الخلاف والموازنات، بين المغالاة والمجافاة".

 

أمَّا خروجك مع جماعة التبليغ لنَشْرِ الإسلام والدعوة إليه، فلا بأْس به، بشرط: أن تدعو بعلْمٍ وبصيرة، ولا سيَّما في أمور العقيدة؛ لأن الجماعة لا تهتمُّ بالعِلم الشرعي، ولا ببيان ونشْر عقيدة السلف والتوحيد الخالص بين أتباعهم؛ ويكتفون بنشْر بعض الآداب الإسلاميَّة، كآداب الطعام والشراب، وغير ذلك، ولا يُنكِرون الشِّركيَّات والبِدع التي تعجُّ بها بلادُ المسلمين وغيرها، مع تأويلهم لأحاديث الجهاد على خروجهم المعروف؛ مِمَّا يكاد يُنْسِي الجهادَ في سبيل الله، وأيضًا يتساهلون كثيرًا في رواية الأحاديث الضعيفة، بل والموضوعة، مع الإكثار من ذِكْر الكرامات، التي تَحصُل لأتباعِهم ولغيرهم من الصالحين.

 

وقد سُئِل الشيخ ابن باز - رحِمه الله - عن حُكْم الخروج معهم، فأجاب: "جماعة التَّبليغ ليس عندهم بصيرةٌ في مسائل العقيدة، فلا يجوز الخروج معهم، إلاَّ لمنْ لَديه علْمٌ وبصيرةٌ بالعقيدة الصحيحة، التي عليها أهلُ السُّنة والجماعة؛ حتى يُرْشِدَهم وينصَحَهم، ويتعاوَن معهم على الخير؛ لأنَّهم نشيطون في عملِهم، لكنَّهم يَحتاجون إلى المزيد من العِلم، وإلى مَن يُبَصِّرهم من عُلماء التَّوحيد والسُّنة، رزقَ الله الجميع الفِقهَ في الدِّين، والثَّباتَ عليه"؛ "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز"، (8/ 331).

 

قال الشيخ العثيمين - رحمه الله -: "إنَّهم - بلا شكٍّ - عندهم صلاح، وفيهم نفْعٌ وخيرٌ كثير، ولكن عندَهم جهلٌ كثيرٌ؛ يحتاجون إلى طلبة العِلم الذين يُبيِّنون لهم".

 

واللهَ أسأل أن يُلهمك، ويؤلِّف بين قلوب المسلمين، ويَخذُل الشِّرك والمشركين، ويوحِّد صفَّ المسلمين؛ ليبيدوا أحفاد القردة والخنازير، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة