• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

إذا أذنب الزوج وتاب

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 16/3/2011 ميلادي - 10/4/1432 هجري

الزيارات: 15150

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم،،،

 

صديقتي اكتشفت أن زوجها يدخل غرف الدردشة في النت، وزوجُها صاحب دين وخلق وعقل، والكل يثني عليه اكتشفت أنه يعطي كلام غزل، واكتشفت أن فيه جرأة، وصارت شبه منهارة، وأخبرته بما رأت، واعترف بغلطه، واعتذر، هو يحبها وهي كذلك حبًّا كبيرًا، ولم تعاتبه كثيرًا، ولكن صارت تغار، وتشك فيه، وتشك أنه مازال يفعلها بالجوال.

 

تريد حلًّا، كيف تتصرف؟ أريد أن أساعدها، ولا أدري كيف؛ لأنه لا يوجد لديَّ علم، وبالأخص لم أمر بهذه التجارب، فقلت: أشاوركم، جزاكم الله خيرًا، أصلِحوا، أصلح الله حالكم.

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فما دام الرجل صاحب خلق ودين وعقل كما قلتِ، وقد اعترف بخطئه، وأقرَّ بذنبه، ولم يكابر، واعتذر عنه، ولم يراوغ، فلا لوم عليه، ولا مؤاخذة، ولا تأنيب؛ فالواجب على زوجته أن تقابله بالصفح والعفو، وإنهاء الموقف المخجل، وتلك شيمة المرأة العاقلة الكريمة الأصل، وهو هدي الأنبياء الذين أُمِرْنا بالاقتداء بهم.

 

فها هو الصديق يوسف - عليه السلام - لما اعترف له إخوته بخطئهم، سمح لهم سماحًا تامًّا، من غير تعيير لهم، ولا ذكر الذنب السابق، بل ودعا لهم بالمغفرة والرحمة، وهذا نهاية الإحسان، الذي لا يتأتى إلا من خواص الخلق، وخيار المصطفَيْنَ؛ قال – تعالى -: ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 91، 92].

 

وصح عن الصادق المصدوق قيله - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((إذا زنت الأمة فتبين زناها، فليجلدها، ولا يُثَرِّبْ، ثم إن زنت، فليجلدها، ولا يثرب، ثم إن زنت الثالثة، فليبعها، ولو بحبل من شعر))؛ متفق عليه من حديث أبي هريرة، ومعنى (ولا يثرب)؛ أي: لا يوبخها، ولا يقرعها ويلومها على الزنا بعد الجلد.

 

قال الإمام القرطبي - في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (16 / 38) -:

"أي: لا يوبخ، ولا يعير، ولا يكثر من اللوم، فإن الإكثار من ذلك يزيل الحياء والحشمة، ويجزئ على ذلك الفعل...، و- أيضًا - فإن التوبيخ واللوم عقوبة زائدة على الحد الذي نص الله - تعالى – عليه، فلا ينبغي أن يلتزم ذلك، ولا يدخل في ذلك الوعظ والتخويف بعقاب الله - تعالى - والتهديد إذا احتيج لذلك؛ إذ ليس بتثريب، ولأن الصحابة - رضى الله عنهم - قد قالوا لشارب الخمر: أما اتقيت اللهَ، أما استحيت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟!".

 

فعلى تلك الأخت الفاضلة أن تتعامل مع زوجها - اليوم - معاملة من انتهى الأمر من نفسها، ولم تعد له جذور؛ فقبول العذر ممن اعتذر والستر عليه، والصفح عنه والعفو، من شيم الكرام، ومن أحسن الأخلاق؛ قال الله - تعالى - في صفات المتقين: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران:134].

 

وقال – سبحانه -: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40].

 

وقوله: ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22].

 

قال عبد الله بن المبارك: "المؤمن طالب عذر إخوانه، والمنافق طالب عثراتهم"، وقال الأحنف: "إن اعتذر إليك معتذر، تلقه بالبشر".

 

وقال الثعالبي - في "رسائله" -:

 

اقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِرًا ... إِن يَروِ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا
فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظَاهِرُهُ ... وَقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا

 

وقال: "الاعتراف: يزيل الاقتراف، والاعتذار: يوجب الاغتفار - كان العذر كذبًا أم صدقًا، وباطلًا أم حقًّا - وقد هابك من استتر، ولم يذنب إليك من اعتذر، والكريم من يُغَلِّبُ الثقة بصديقه، على الشك في تحقيقه".

 

قيل لي: قد أسا إليك فلان ... ومُقام الفتى على الضيم عار
قلت: قد جاءنا فأحدث عذرًا ... دية الذنب عندنا الاعتذار

 

كما أن عليها أن تَدَعَ الشك، وظن السوء، ولتعش حياتها، وتثق بزوجها؛ فكلُّ بني آدم خطاءٌ، وخير الخطائين التوابون، وقد سبق في علم الله – تعالى - أنه يخلق الخلق على ما هم عليه، يقعون في المعصية، فيتوبون، فيغفر لهم – سبحانه - ولتكثر من الدعاء لزوجها بالصلاح والحفظ من الفتن والشرور. 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مواقع المشرفين
  • مواقع المشايخ ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة